حدائق المنتزه الملكية أكثر من مجرد متنفس للسكندريين والمصطافين فهي تحمل عبقا تاريخيا خاصا اضافة إلي خاصا ما تحتويه من نباتات وأشجار وزهور نادرة زرعت بطلب من الخاصة الملكية, وتعتبر حدائق المنتزه من أجمل وأعرق الحدائق علي مستوي مصر, بل وفي حوض البحر المتوسط كله لما لها من قيمة تاريخية وجمالية, وبها قصر السلاملك المبني علي ربوة وأمامه الفنار وخليج المنتزه, وهذا القصر يعتبر من أجمل المواقع علي مستوي العالم في موقعه من حيث المكان والقيمة المعمارية والتاريخية وأيضا يوجد قصر الحرملك الذي يمثل ق يقول المهندس ياسر سيف رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للتنمية والبيئة والثقافة إن حدائق وقصور المنتزه عقب ثورة يوليو1952 عادت إلي الشعب وأنشئت لها شركة خاصة لإدارتها والاعتناء بها والحفاظ علي قصورها وحدائقها ولكن للأسف طالت يد الفساد حدائق المنتزه وما تحتويه من قصور وكبائن أضاعت علي الدولة ملايين الجنيهات, حيث استولي علي معظم الكبائن رموز الفساد من النظام القديم من الوزراء والمحافظين ومن رجال الأعمال كل منهم استولي علي قطعة أرض له وحرم كل الشعب من هذه الممتلكات القومية وأصبحت جميع الحدائق مستعمرات خاصة لهؤلاء الفاسدين وأضاف سيف أن نيابة الأموال العامة بالإسكندرية تجري تحقيقات موسعة بشأن هذا الفساد وضد هؤلاء المنتفعين الذين حولوا الحدائق إلي بؤر فساد وتربح وفتحت كل الملفات والعقود التي تم تحريرها مع الفنادق والكافتيريات والمطاعم وغيرها والمدهش أن حدائق المنتزه تحولت إلي قطاع خاص وتم تخصيصها للمحاسيب بأسعار زهيدة وبعض رجال الأعمال استولي علي معظم كبائن المنتزه وقاموا بتسويرها والتعدي علي صخور البحر واقتطعوا أجزاء كبيرة من حرم البحر وأضافوها إلي الكبائن لتوسيعها وشوهوا جمال خليج المنتزه بالحوائط الأسمنتية الضخمة بدون أي موافقات والعديد منهم قاموا ببيعها عقب الثورة خشية من المساءلة وخير مثال الكابينة الخاصة بأحمد نظيف رئيس الوزراء السابق الذي جار علي الحدائق ووسعها لتكون ثلاثة أضعاف مساحتها وبني ممرا سقالة خاصة له في البحر بدون أي موافقات أو ترخيص أو سداد رسوم من منطلق سياسة الأمر الواقع واستطرد سيف قائلا: إن المثير للدهشة هو عقود الإيجار بين مستأجرين الكبائن وإدارة المنتزه والتي تحمل مفاجآت مذهلة من حيث قيمة العقود السنوية والتي لاتتعدي من2000 إلي3000 جنيه في حين أن تأجير الكابينة في اليوم الواحد يزيد علي2000 جنيه لتحقيق أرباح بالملايين ويضيع علي الدولة ملايين الجنيهات من هذا الفساد, وأيضا بالنسبة للتايم شير فنجد مخالفات وفسادا يزكم الأنوف ويندي لها الجبين, أما خليج المنتزه فقد أصبح بؤرة تلوث ببقع الزيت من اليخوت والمراكب التي يتم رسوها بالاتفاق مع أحد الأندية الرياضية الواقعة علي الخليج ضاربا بقانون البيئة عرض الحائط وأما الجزيرة الملكية فحدث ولا حرج فقد تم تخصيص العديد من الفيلات الفاخرة لكبار المسئولين لا يقومون باستغلال هذه الفيلات بل مغلقة لسنوات طويلة وممنوع الاقتراب والتصوير واختتم سيف كلامه قائلا: إن حدائق المنتزه وما تحويه من قصور ومباني وكافتيريات ومطاعم ثروة قومية أما أن تكون أحد روافد الدخل القومي من خلال استغلالها كسياحة خارجية وداخلية من خلال فتح ملفات الفساد العديدة الخاصة بالتجاوزات في العقود والإيجارات والتخصيصات لتكون وبحق رئة تنفس للإسكندرية ومنتجا سياحيا رائعا لجذب السياحة العالمية. رابط دائم :