بذرة الفوضي الخلاقة التي زرعها هنري كامبل رئيس وزراء إنجلترا منذ أكثر من مائة عام كان الهدف منها تقسيم العالم الإسلامي وعلي أثره أدخلوا الأمة الاسلامية في صراع طويل ومرير انتهي بتقسيم البلاد العربية علي طول ومقاس الغرب ومصالحه الاستراتيجية وتعميقا لنظرية الفوضي الخلاقة بعد الحرب العالمية الثانية سعت أمريكا إلي تطبيق تلك النظرية في جنوب شرق آسيا من أجل حماية مصالحها الاستراتيجية والحصول علي المواد الأولية والأسواق المهمة لبيع منتجاتها لتحد من خطر الصين واليابان والتي أدخلت المنطقة في حربين متتاليين مع إشعال حروب محلية بين دول المنطقة وفي داخل الدولة الواحدة فكانت الحرب الكورية ثم الحرب الفيتنامية ونتيجة تطبيق تلك النظرية حصل تمزق وتفتيت لا حدود له في الكيانات السياسية في هذه المنطقة من العالم. إن محاولة تقسيم المنطقة العربية علي أيدي أبنائها تعني بدء الفوضي الخلاقة التي تزعمها جورج بوش الإبن من خلال تقسيم السودان ثم إدخال العراق واليمن والصومال وسوريا وغيرها من البلاد العربية في حروب لا أول لها ولا آخر والذي بدأه الربيع العربي من أجل تحرير هذه الأمة من تسلط حكامها فتم توجيهه الوجهة التي تحقق مصالح أمريكا الاستراتيجية وعلي أثره تم إدخال مصر في مشروع الفوضي الخلاقة الأمريكي وفي ركابها ليبيا وتونس بعد أن تم تطبيق الأجندة علي السودان علي يد التيار الإسلامي مع أن هذا ضد أبسط قيم ومباديء الإسلام الذي يعتبر الحفاظ علي وحدة الوطن فرض عين وما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم عندما ترك مكة( والله إنك لأحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت). فما الذي جعل التيار الإسلامي في السودان يقسم السودان نصفين بإسم الاسلام مع أنها خيانة عظمي في عرف الانسانية والجاهلية فما بالك بالإسلام, وهل دفع التيار الاسلامي إلي السلطة في مصر إيذانا بتقسيم مصر رغما عن أنفه بعد أن تمت البروفة بنجاح في السودان وغيرها بعد الشد والجذب مع الأمريكان ومن ورائها دول الربيع العربي فكل المعطيات والبراهين توصلنا إلي نتيجة مفادها أن هناك اتفاقا ضمنيا علي تقسيم البلاد من خلال إدخالها في أتون الفوضي الخلاقة بعد الاعتداء الممنهج علي المؤسسات السيادية للدولة ويبدو أن هناك سعيا لتحميل الإسلام مسئولية تقسيم العالم العربي بالرغم من أنه يتم بأيد أمريكية مع أياد داخلية من أجل البقاء في السلطة فالمتغطي بالأمريكان عريان فمن الذي يمنع من ضبط المجهولين الذين يقومون بإحراق مؤسسات الدولة في غياب الأمن العام الذي تقوم به أجهزة الشرطة وغياب تأمين هذه المؤسسات من خلال شركات أمن خاصة تحت مؤسسة الشرطة. وليس من المنطق أن تشكل ميليشيات تدخل البلاد في حروب أهلية لا نهاية لها إن التنازع والاقتتال من أجل الهيمنة والسيطرة علي السلطة والمال ستؤدي إلي الفشل والانقسام الذي لا نهاية له, ولن يجدي نفعا لأن السلطة لم تنفع صاحبها ولم ينفع جمع المال من وراء ستارة في حماية النظام السابق من العقاب فالعبرة والعظة يجب أن تكون ماثلة في أذهان الجميع فلن تعود مصر مرة أخري إلي الوراء. فتدمير مقدرات البلاد وتاريخها بشكل مهني وممنهج في تغييب متعمد للقانون هدفه إدخال مصر في مستنقع الفوضي الخلاقة لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال السعي الجاد إلي حل أسباب الاحتقان في البلاد وليس الجري وراء الأعراض من أجل استمرار الاحتقان إنه مخاض صعب فالقرار بيد المؤسسة الرئاسية الذي يزيل أسباب الاحتقان وليس في الحديث والبحث عن حوار فالبلاد مشتعلة ولن يرحم التاريخ من بيده صناعة القرار إذا لم يتم اتخاذه بسرعة وفي الوقت المناسب فجمع شمل البلاد يأتي علي سلم أولويات النظام فلا يمكن أن تترك البلاد سائرة في طريق الهاوية والذي ليس له قرار فهل تتمكن مصر بمصادر قوتها الذاتية من التغلب علي الفوضي الخلاقة الداخلة فيها رغم أنفها بقوة وعزيمة أبنائها وحكمة وعقلانية قادتها وزعمائها؟ أتمني هذا. رابط دائم :