كغيرها من المناطق النائية والحدودية بمصر فإن الزيارة لها تكون بمثابة فرصة ذهبية للتعرف علي منطقة من مناطق البلاد الغنية والمتفردة ومنها مثلث حلايب وشلاتين علي أطراف الجنوب الشرقي لمصر علي امتداد نحو22 ألف كيلو متر من خط عرض22 وهو خط الحدود الفاصلة بين مصر والسودان في زيارة للمنطقة بمصاحبة القافلة الثقافية التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر. وبرغم بعض مظاهر الحداثة من شبكة طرق وغير ذلك فإن النظرة المبدئية تؤكد أن المنطقة مازالت في بداية التطوير, ويجمع المواطنون والمسئولون علي أن التنمية جاءت متأخرة كثيرا وتأكيد في الوقت نفسه أن ربط أبناء المنطقة بالوطن الأم هو كلمة السر في التعمير فالبشر قبل الحجر دائما ولواء التنمية عندما يرفعه أبناء المكان يصبح العمل بوتيرة أسرع. الأهالي شددوا علي ضرورة الاهتمام بالمرافق والخدمات فيقول محمد عبدالرسول( الذي يعمل في سوق الجمال) إن الأحوال هنا تغيرت كثيرا عما سبق حيث جاءتنا الكهرباء والمياه والمدارس والوحدات الصحية ولكن المياه يصعب الشرب منها ونريد مياها نقية حيث نعتمد علي نقل المياه من المكثفات للبيوت للشرب. ويقول سيد محمود إن المدارس هناك ليست كثيرة والأطفال يسيرون مسافات كبيرة أو ينتقلون بالسيارة خصوصا من القري حول مدينة شلاتين, وهذا يرهقهم كثيرا. أما محمود عابد فيؤكد أن الوحدة الصحية بالمدينة ينقصها الكثير ولا يزال أبناء المنطقة يعتمدون علي الطب الطبيعي بالأعشاب. ولكن الأطفال اختلفت مطالبهم ويبدو أن دخول الكهرباء وانتشار الفضائيات التي يتابعونها قد غير كثيرا من مفاهيمهم للبيئة المحيطة ويبدو أنها ستكون السبب في تغيير شكل المنطقة سريعا فكانت البداية مع فاطمة محمود التي أثارت دهشة واعجاب الحضور خلال تفاعلها مع برامج القافلة الثقافية في يومها الأول بمدينة الشلاتين فإبنة الجنوب التي تدرس بالصف الرابع الإبتدائي ترغب في أن تصبح طبيبة وحجتها في ذلك أن الوحدة الصحية بالمدينة ليست كما تتمني. أما عبدالرسول سيد ابن قرية حلايب الحدودية فكان أمله تنظيم رحلات لهم لزيارة بقية محافظات الجمهورية وهو الطلب الذي أجمع عليه بقية الأطفال الذين تحلقوا حولنا لتأتي القاهرة علي رأس قائمة المحافظات التي يريدون زيارتها بإعتبارها مصر عندهم مثلهم في ذلك مثل بقية أطفال القري في محافظات مصر وهو الطلب الذي حملناه لطلعت مهران رئيس إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي فوافق علي الفور واعدا بالتنسيق مع الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة واللواء محمد مجدي القبيصي محافظ البحر الأحمر لتنظيم رحلات لأطفال شلاتين وقراها لمحافظات مصر خلال العام الحالي مع إعداد برنامج متكامل لتعريفهم بمصر شمالا وشرقا وغربا.