أصبحت الرياضة تلعب أدوارا متعددة علي كل المستويات, فهي لم تصبح فقط الدجاجة التي تبيض ذهبا لدولة تنظم نهائيات كأس العالم لكرة القدم, أو تستضيف الدورة الأوليمبية الدولية, أو حتي بطولات ودورات قارية وإقليمية, وإنما أيضا من شأنها إشاعة روح المحبة والإخاء بين الشعوب حتي إنها كثيرا ما تصلح ما أفسدته السياسة والحروب. والرياضة تفتح مجالات للتعاون الإقليمي في مختلف المجالات, وتصنع الأرض الخصبة للتفاوض حول أي شيء, وتذيب جبال الجليد في أي أزمة من أي نوع. وكان يحب أن يكون للرياضة المصرية وجود في دول حوض النيل سواء بإقامة اتحادات رياضية تجمع هذه الدول وتنظم بطولات ولقاءات فيما بين المنتخبات والأندية.. وكانت انتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم الأخيرة علي المستوي الإفريقي فرصة لاتحاد اللعبة للسير في طريق تشكيل اتحاد لدول حوض النيل يجعل هناك وجودا مصريا يخفف من حدة المفاوضات حول تقسيم مياه النيل. وعلي ما يبدو أن اتحاد كرة القدم ليس عنده وقت ليفكر في مثل هذه القضايا التي تخدم المواطن المصري, لأنه مشغول باتحاد شمال إفريقيا الذي لا نجني من عضويته إلا المهازل والشتائم, ولا تشهد مبارياته إلا كل ما يفرق ولا يجمع, كما أنه يركز جهوده لتنظيم مباريات ومسابقات مع الدول الخليجية لأسباب يعرفها الجميع! وإذا كان اتحاد كرة القدم تآخر كثيرا في عمل شيء واحد حقيقي في مصلحة الدولة, فإنه يجب أن يتحرك وبأقصي سرعة في طريق تفعيل أي تعاون رياضي من أي نوع مع دول حوض النيل بالتنسيق مع المجلس القومي للرياضة. [email protected]