واهم من يعتقد من المعارضة أن التحالف مع أحد طرفي الصراع السياسي المتفجر بين الإخوان والسلفيين قد يحقق مكاسب سياسية علي الأرض, ويتمادي في وهمه من يبني حساباته في المعارضة علي عقد صفقة مع أحد الطرفان المتصارعين, تجلب له بعض المقاعد في البرلمان الجديد. المعارضة أمامها فرصة تاريخية في تقديم مشروع قومي جديد ينهض بالبلاد وينتشل الوطن من كارثة اقتصادية محدقة, ولعل القوي المعارضة رغم تناقضاتها السياسية والأيديولوجية التي قد تكون عقبة في تقديم بديل للشارع الذي بات يكفر بكل القوي السياسية, يمكن أن تنجح هذه القوي في توسيع قاعدة القبول الشعبي إذا ما استطاعت تنظيم صفوفها, وترتيب اولوياتها بما يرتفع الي مستوي طموحات الشعب الذي لايزال يبحث عن مشروع يلتف حوله. أري في هرولة بعض القوي المعارضة نحو السلفيين تارة, والإخوان تارة أخري مراهقة سياسية, لا تعكس نضجا, ولا تنم عن حكمة, ولا تعطي أملا في في تأسيس معارضة قوية تستطيع التعاطي مع قضايا العمل الوطني بفكر يحترم عقلية المواطنين الذين اصبحوا يمتلكون قدرة الفرز والتصنيف, ولم تعد تقنعهم الشعارات, ولا التربيطات والصفقات. الخلافات المتصاعدة بين رفقاء التيار الاسلام السياسي يمكن استغلالها فقط في تقديم البديل الذي يستقطب المواطنين الباحثين عن مشروع قومي واضح, بعيدا عن المزايدات الحزبية الضيقة, والشعارات الجوفاء. نعم مصر في حاجة الي مشروع مدروس يؤسس لدولة مدنية حديثة, تستوعب كل المصريين, بعيدا عن التصنيفات, والتقسيمات الايديولوجية, والدينية والعرقية, التي جلبت الاحتقان والعنف, والفقر, ووضعت البلاد علي حافة هاوية. المعارضة لو تعاملت مع صراع الإخوان والسلفيين من قاعدة عدو عدوي صديقي, سوف تدفع فاتورة باهظة, وفي تقديري أن الرهان علي التحالف مع أي من طرفي الصراع سيكون خاسرا, لعدة أسباب في مقدمتها: أن تيار الاسلام السياسي بخلافاته وصراعاته لم يعد مقبولا لدي قاعدة شعبية عريضة, كما أن تجربة المرحلة الانتقالية أكدت أنه ضد الدولة المدنية, ويعادي الديمقراطية, والحرية, التي كانت مطلبا للشعب, بالاضافة الي فشله في تقديم مشروع واضح ينهض بالأمة, بل جلب الغمة, ووضع البلاد في أزمة!! رابط دائم :