كتاب مكافحة الحرب الأيديولوجية قد يثبت أنه الاهم لهذا العام, لانه يوضح كيف ان ما يسمي بالحرب الامريكية علي الارهاب ضد الاسلاميين المتطرفين انما تنبع من دوافع أيديولوجية. للمؤلفين كاترين جوركا وباتريك سوكيد والذي جاء في240 صفحات يتوصل الي استنتاج لا الكتاب مفر منه بعد قراءة المقالات السبع التي تشكل الكتاب وهو أن واشنطن تري ان الهدف النهائي من الإسلام في جميع أنحاء العالم هو تشكيل دولة شمولية, مع العديد من جوانبها المستمدة من المصادر الإسلامية, وأن الاسلاميين يريدون التوصل الي دولة من شأنها السيطرة علي كل جانب من جوانب الحياة البشرية! باتريك سوكيد في مكافحة الحرب الأيديولوجية يكتب ان الجهادية ليست واهية ولا مجرد نتيجة ثانوية من الضغوط الحداثية للقرن العشرين, ولكن يجب ان ناخذ الأمر علي محمل الجد باعتبارها حركة فكرية يمكن أن ترسي أسسا أكثر شمولا. ويقول المؤلف ان امريكا حاولت كثيرا ان تنفي عن نفسها دخولها حرب ضد الاسلام سواء خلال ادارة الرئيس جورج بوش او الرئيس الحالي باراك أوباما ودائما ما كانت تبرر الادارتين غزوهما للدول الاسلامية بأنها حرب ضد المتطرفين وتنظيم القاعدة علي الرغم من سقوط الالاف من المدنيين الابرياء سواء في العراق او أفغانستان. ويؤكد روبرت رايلي في الدبلوماسية العامة في عصر الإرهاب العالمي: دروس من الماضي أن الافراج عن معلومات الوكالة الأمريكية في عام1999 كان خطأ كبيرا, حيث وضعت الدبلوماسية العامة كوظيفة في وزارة الخارجية, وتضمن معارك فكرية خارج حدود الدبلوماسية التقليدية, وغالبا ما تتعارض مع الدور الدبلوماسي لممثلي الدولة. ويشير المؤلف الي ان واشنطن حاولت كثيرا تصدير افكارها ومبادئها للتعبير عن الحرية والأخلاق والحرية والعمليات الديمقراطية للعالم الاسلامي الا أنها فشلت في ذلكاثر غزواتها الاستعمارية لنفس العالمالذي حاولت اقناعه بأيديولوجيتها المزعومة. المؤلف يبعث برسالة تحذيرية حول من أسماهم بالتدريجيين في الحركة الإسلامية وهم الذين لا يصفحون عن اهدافهم الحقيقية علي حد زعمه قائلا أن جماعة الاخوان المسلمين تندرج تحت هذا المسمي, وزعم انها تهدف إلي تنفيذ الجهاد في جميع مجالات النشاط البشري, بما في ذلك الجهاد العسكري العنيفة عندما يستدعي الأمر ذلك, ويأتي ذلك ايضا في اطار الحرب الايديولوجية الامريكيةعلي الاسلام وتقويض تنامي النفوذ الاسلامي في أعقاب صعودهم في عدد من الدول الاسلامية عقب الربيع العربي وعلي رأسها مصر وليبيا وتونس وسوريا. يحاول المؤلف الربط بين أهداف الشيوعيين والاسلاميين زاعما ان كلاهما يهدف لجعل الشمولية فوق الدولة. ويشير المؤلف الي الاستراتيجية التي وضعت بعناية للرئيس رونالد ريجان وفريقه للامن القومي للوصول بالحرب الباردة مع الشيوعية إلي نهاية ناجحة, وقال ريجان في ذلك أنه لم يكن فقط صراعا بين الشرق والغرب, ولكنه في جوهره صراع أخلاقي و حرب بين الحق والباطل علي حد وصفه, ومن هنا بدأ ريجان تقويض شرعيةالنظام السوفيتي مثلما تحاول الارداة الامريكية اليوم وصف الصراع مع الاسلاميين وفي حقيقة الامر تري واشنطن الاسلام نظاما فكريا ينبغي التصدي له. بيتر هانافورد مؤلف6 كتب عن ريجان وأخرها كتاب الخلوات الرئاسية الذي عرض الكتاب في صحيفة واشنطن تايمز يقول ان الكتاب جدير بالقراءة من جانب جهاز الامن والدفاع والمخابرات الامريكية حتي تتفادي واشنطن اخطائها السابقة في الحروب الايديولوجية.