هي قرية تستحق أن يرفع لها القبعة, بنبان تلك القرية التي تقع في أجمل مناطق مركز دراو في الشاطيء الغربي لنهر النيل بأسوان, حيث استطاعات أن تحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية, ولم تعد في حاجة لأن تغزو المدن بحثا عن رغيف العيش أو الخضراوات والفواكه, والحقيقة التي لاجدال عليها أن هذه القرية التي ينتمي معظم أهلها لقبيلة الجعافرة تزرع جميع أصناف الفواكه والخضراوات, بل تتفرد بالمزية النسبية لمنتجاتها التي تعرض مبكرا في الأسواق وأشهرها البامية والملوخية والطماطم, بالإضافة إلي الموز والمانجو, فمن يذوق هذه المنتجات الطبيعية خالية المخصبات يعرف تماما الفارق. ولأنها تكتفي ذاتيا بمنتجاتها حتي من الطيور والمواشي ومنتجات الألبان, فقد تفتق ذهن أحد شبابها لنقل نموذج استثماري رصده أثناء إقامته في أوروبا, عندما لاحظ مدي شغف الأوربين بالطماطم المجففة, وعلي الفور عاد لينفذ الفكرة في القرية ضاربا أكثر من عصفور بحجر واحد, فهو من ناحية نجح في خلق فرص عمل للفتيات, وجعل قرية بنبان ذات شهرة عالمية. وكما يقول إبراهيم البرنس أحد قيادات القرية فإن الفكرة اقتبسها أحد الشباب خلال إقامته بألمانيا والنمسا, بعد أن لاحظ رواج سوق الطماطم المجففة في أوروبا ونقلها إلي شقيقه العمدة حامد الحسيني أصغر, حيث بدأت الفكرة تختمر في رؤوس الكبار الذين أصروا علي أن يجعلوا قريتهم من أكبر القري المنتجة فعلا في المحافظة, ومنها انطلقت طماطم بنبان المجففة إلي أسواق أوروبا, ولم يتوقف الأمر عند هذا المشروع فقط ولكن توسعت أعمال تصديرالمنتج بمشروع أخر تم البدء فيه منذ عامين علي مساحة6 أفدنة. ويقول عمر عبد الستار إن المشروع الجديد لتجفيف الطماطم وتصديره إلي أوروبا بدأ بشراكة مصرية تركية, نظرا لخبرة الأتراك في أعمال التجفيف, ويشير إلي أن هذا المشروع نجح في تشغيل أكثر من500 شاب وفتاة من ابناء قرية بنبان, وقد حقق المنتج شهرة كبيرة في الأسواق الأوروبية, خاصة وأن الطماطم تزرع طبيعية دون أي مخصبات كيماوية. ويشرح حامد الحسيني أول من نفذ ا بالقرية فكرة المشروع قائلا: قمنا بالاستعانة بخبير تركي لتدريب200 فتاة علي خطوات التجفيف بطريقة علمية, خاصة وإن تركيا واحدة من كبري الدول الأوروبية التي تقوم بتصدير الطماطم والخضروات المجففة,