إذا كان الدوبلاج الترجمة الصوتية هو الوسيط الأمثل.. لنقل الصوت البشري بنغماته وايقاعاته ونبراته بدلا من الترجمة المطبوعة علي الشريط السينمائي. وبأصوات غير أبطال العمل السينمائي أو التليفزيوني بنجو م تخصصوا في عالم الدوبلاج.. الترجمة الصوتية.. بدلا من الترجمة المكتوبة علي الشريط الفني المعروض.. والذي يسحب الرؤ ية من مشاهدة الجماليات و موضوعات الأفلام والمسلسلات.. ويحقق الاندماج الكامل مع عناصر الفيلم أو المسلسل دون حرمان أي من عناصرها.. ويساعد أولئك الذين تصل أميتهم في كثير من الدول إلي60%.. وإلي من يعانون ضعف النظر من ملاحقة الترجمة.. لذلك أسرعت كثير من الدول إلي الدبلجة الصوتية لأفلامها بلغة الدول التي تعرض فيها.. والمسلسلات أيضا.. ووصل عدد الأ فلام والمسلسلات المدبلجة منذ ظهور فن الدوبلاج من الخمسينيات إلي90% مما يقدم في دور العرض السينمائي والتليفزيوني.. وبقيت نسبة10% من هذه الأعمال تقدم بلغتها الأصلية! وإذا كان الدوبلاج قد أصبح من أهم عناصر السينما الحديثة.. والدراما التليفزيونية.. في العالم.. وانتقل إلي كثير من الدول العربية.. وبعض الدول التي كانت لا تهتم بالسينما ولكنها أصبحت الآن تغزو العالم.. ومسلسلات تتابعها الجماهير وأصبح الدوبلاج ظاهر ة قوية وجديدة و يؤدي فيها الدوبلاج التواصل بين الشعوب.. والتبادل الثقافي.. والحضاري! وإذا.. كان للدوبلاج الآن شركات في جميع انحاء العالم.. وكونت استوديوهات خاصة بها للقيام بدبلجة الأفلام والمسلسلات.. وحرصت علي اختيار ممثلين للقيام بمهمة الدبلجة.. بعد مرورهم بتدريبات هامة.. و أصوات لها مواصفات فنية.. وأصبح لها نجوم يتكلمون بلغات العالم.. وأصوات مدروسة ولها القدرة علي التعبير الصوتي المدبلج مع تعبير النجم الأصلي الذي يقوم ببطولة العمل الفني هو ومن يشترك معه في البطولة.. لان الدوبلاج يعتبر فيلما جديدا له نجومه.. ومخرجه.. وفنيون في تركيب الجمل بطريقة رقمية لها أصولها و تكنيكها بحيث يظهر أبطال الفيلم وكأنهم تماما أصحاب هذا الصوت الذي يتكلم بلغة غير لغته.. وقد يكون الصوت الذي يدبلج.. سببا في نجاح الفيلم.. أو المسلسل.. لدقة وابداع من يقوم بدبلجة العمل الفني. ولنا إذا نظرنا حولنا.. سينمائيا.. و تليفزيونيا.. سنجد نماذج مدهشة لهذا الدوبلاج الذي يغزو العالم.. فيها.. الدهشة الكبيرة التي حدثت عندما شاهد الجمهور الألماني فيلما مصريا تمت دبلجته باللغة الألمانية.. هو فيلم الحرام للنجمة فاتن حمامة.. وباقي نجوم الفيلم.. كان الاندهاش الأكبر لمن شاهد الفيلم من الجاليات المصرية الذين تخيلوا أن فاتن ونجوم الفيلم... قد تعلموا اللغة واللهجة الألمانية وقدموا الفيلم الذي حرص الذين قاموا بدبلجته.. علي مراعاة اللهجة الصعيدية لأبطال الفيلم.. ودهشة أخري لفيلم مصري تمت دبلجته باللغة الروسية.. وتم عرضه في روسيا بطولة شادية وزهرة العلا في فيلم المرأة المجهولة وفي مصر.. كانت دهشة أخري.. للعمل الذي قام به المخرج الممثل د.محمد عبدالمعطي.. الذي قام بعمل دبلجة لعدد من الأفلام الشهيرة بمساعدة نجوم ممثلين مصريين.. منها فيلم الكازاز أو الصخرة إلي اللغة العامية المصرية من اخراجه.. عام1997 وأفلام أخري منها.. طرزان.. روبن هود.. رحلة الأشرار.. أحدب نوتردام.. الملك الأسد.. وموت الرئيس.. وبعضها قام باخراجه.. المخرج عصام السيد!! وإذا كان الدوبلاج.. يفتح أسواقا للممثل المصري الذي تمر عليه أزمات السينما.. وارتباك إنتاجها.. هي والأزمة التي يعانيها المسرح.. والتليفزيون.. والدوبلاج يحتاج إلي اعداد كبيرة جدا من الممثلين والفنيين لتغطية كم الأفلام الضخمة لدور العرض.. وشاشات التليفزيون.. وأصبح في شركات الدوبلاج.. نجوم للدبلجة.. ويقومون بأدوار النجوم والنجمات السينمائيات.. وكل منهم يصبح مثيلا لمن يقوم بدوره.. أمثال عمر الشريف.. له مثيل صوتي لدبلجة أفلامه.. وكذلك صوفيا لورين.. وأنتوني كوين.. وعشرات من الممثلين العالميين لهم مثيلهم الذي يدبلج أصواتهم في أعمالهم الفنية. وإذا كان الدوبلاج.. حقق نجاحا كبيرا في عالم المسلسلات التركية.. والتي احتلت مكانة كبيرة عند الجماهير.. بفضل الدوبلاج ووصول الجمال الفني تصويرا.. وتمثيلا.. وديكورا.. وملابس.. وأماكن تصوير.. وتناول موضوعات رومانسية وتاريخية متقنة الإخراج و الاهتمام بكل عناصر العمل الدرامي.. المبهر تليفزيونيا.. وماكياجا.. ومعظم عناصر الإنتاج المؤثرة في الأعمال التليفزيونية.. وليس الدوبلاج وحده الذي يسبب النجاح.. ولكن المساندة الأساسية هي الاهتمام بالعناصر الفنية للعمل.. والدوبلاج يحقق لها الرؤية الصادقة بلا تعب المتابعة للغة الأصلية لأبطال العمل.. التي تصعب متابعتها. وإذا كانت الأعمال الدرامية.. التليفزيو نية.. تحقق دخلا قوميا هاما.. مثل ما حققته الدراما التركية مثلا.. للسياحة وارتفاع الاقبال علي زيارة تركيا سياحيا.. وحققت رقما نشر في الجرائد.. وصل إلي20 مليار دولار من دخل السياحة.. وإذا كانت السينما.. هي واحدة من أهم روافد الدخل القو مي.. فان التليفزيون أصبح منافسا كبيرا.. في تحقيق هذا الدخل بعد أن خطف نجوم السينما المصرية من السينما.. وأدخلهم في عالم المنافسة التليفزيونية.. وليس بعدد حلقات الدراما تقليدا والتي وصلت إلي أجزاء.. واعداد تصل إلي200 حلقة وتزيد.. إلي جانب استغلال أهمية الزائر الجديد في عالم الفن السينمائي والتليفزيوني.. الدوبلاج. أعلم أن هناك مؤشرات توحي بطلب دبلجة الدراما التركية إلي العامية المصرية.. وأعلم أن لدينا في مصر.. شركات للقيام بدبلجة الأفلام والمسلسلات! وعلي الفن المصري.. ان يتعامل مع هذا الزائر الجديد الدوبلاج.. ليحقق أحلام دوران الكاميرات.. ويحقق نتائج الجملة التي كررتها في هذا الموضوع.. وهي جملة.. إذا.. كان؟!. وأرجو أن يكون!! س.ع