في ظل تصاعد الأزمة في الشارع السياسي ورفض جبهة الإنقاذ الوطني مبادرة الرئيس بدعوة المعارضة لحوار وطني لإنهاء العنف بالبلاد وإصرارهم علي استمرار التظاهر ووضع شروط تعجيزية وغير منطقية, عبر المواطنون عن رفضهم لأداء جبهة الانقاذ ووصفوه بالمستفز لممارستهم الديكتاتورية والحجر علي إرادة الشعب المصري, والبعض يري أن أعضاء الجبهة يسعون إلي اعتلاء المناصب حتي وإن كان ثمنه بحورا من الدم, ويري آخرون في أدائها انقلابا مسلحا علي الشعب ومؤسسة الرئاسة يسهم في نجاح الثورة المضادة. في البداية يقول أسامة عبدالحميد صاحب مقهي, إن أعضاء جبهة الإنقاذ يسعون إلي تحقيق مصالحهم الشخصية, فعمرو موسي لم يهدأ له بال منذ خسارته في انتخابات الرئاسة ويحاول أن يسترد وضعه كرجل مهم كما كان في عصر المخلوع, أما حمدين صباحي فيقدم نفسه للناس علي أنه جمال عبدالناصر كمحاولة لكسب شعبية فهو يعتمد علي الشعارات دون أفعال أو حتي تقديم بديل, وأن ما يحدث تعبير عن انفلات أخلاقي وعدم احترام لهيبة الدولة والقانون, وليس في صالح أحد. ويقول محمد عبدالشافي ليسانس لغات فورية إنه أحد ضحايا أعمال الشغب والاحتجاجات أجبرته علي ترك عمله كمرشد سياحي في شرم الشيخ, ليبحث عن عمل آخر في القاهرة, خاصة وأن وضع السياحة اصبح غير مستقر لكثرة المظاهرات حتي انتهت به الحال إلي العمل كسائق خاص ليسد الاحتياجات المعيشية لأسرته, ويري أن الإعلام اعطي لجبهة الإنقاذ أهمية أكثر مما تستحق رغم أنها تسعي وراء خراب مصر ويحاولون إقناع الجماهير بثورة ثانية, انتقاما من الإخوان دون وضع مصلحة البلاد في الحسبان!, علي الرغم من أن العقلاء من الناس يتفهمون وضع البلاد, وأن ذلك سيقود مصر إلي ثورة جياع وبحور من الدماء. ويضيف أحمد صفا صاحب شركة دعاية وإعلان أن أداء الجبهة التي تدعي الانقاذ سييء للغاية, فكيف من المفترض أن يتجاوبوا مع دعوة الرئيس للحوار الوطني كمبادرة لحل الأزمة وإنهاء الصراع وإنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار بعد الخسائر الفادحة للبورصة والاعتداءات في مدن القناة التي تهدد المجري الملاحي وسمعة مصر, فهم لا يريدون مفاوضة سلمية ويتعاملون مع البلد وكأنها عزبة يمتلكونها دون احترام مؤسسة الرئاسة وتجاهلوا عن عمد أن مرسي جاء بشرعية الصندوق واختيار شعبي وليس بالتزوير كما كان المخلوع. ويشير إلي أن ما يحدث في الشارع المصري, الآن ما هو إلا انقلاب سياسي مسلح علي التحول الديمقراطي لتحطيم إنجازات الثورة وتعطيل مسارها, وأنه تنفيذ لتهديدات أحد المرشحين السابقين كثورة مضادة معادية لحزب الإخوان وترتدي رداء الثورة. ويري سمير صلاح صاحب محل أدوات مكتبية في العتبة أن أعضاء الجبهة يسعون إلي تصفية الحسابات مع الإخوان بإشعال الفتنة في محافظات الجمهورية علي الرغم من أن دورهم الحقيقي يجب أن يكون التهدئة ومساعدة الحكومة علي تخطي الأزمة!, ويقول إن جبهة الإنقاذ تعبر عن فصيل بعينه وليس عن الشعب كله فيتطلعون إلي اعتلاء المناصب حتي ولو كان علي أشلاء الغلابة, لافتا إلي أن القنوات الفضائية الخاصة والتي يمتلكها رجال أعمال ولاؤهم للنظام السابق ودائما يلقون باللوم علي أجهزة الأمن كسبب رئيسي للأحداث دون التطرق إلي انتقاد أعمال الشغب والبلطجة وحرق المنشآت الحيوية من قبل من يدعون الثورية. ويري أنهم السبب الرئيسي وراء أعمال التخريب, خاصة بعدما رفضوا الحوار وأصروا علي التظاهر ووضعوا شروطا تعجيزية وغير منطقية, وأن ذلك قد يوجه الصراع بتأثيرهم علي عقول البسطاء إلي حرب أهلية بين مؤيدين ومعارضين. أما الحاج محمد الذي يبلغ من العمر70 عاما لم يجد تعبيرا يصف به جبهة الإنقاذ سوي وصفها ب جبهة العار وأنها تريد الحجر علي آراء الناس, لافتا إلي أن ما يحدث من مظاهرات وعدم استقرار للوضع السياسي في مصر أصاب المصريين بالإحباط حتي أصبح الجميع بحاجة إلي علاج نفسي.