كانت لأزمة حزب النور السلفي ظلالها علي الساحة السياسية خاصة, انه جاء وصيفا لحزب الاغلبية في مجلس الشعب السابق لكن سرعان ما تم التغلب علي تلك الازمة التي كادت تعصف بالحزب الوليد حيث انشق بعض كوادره في مقدمتهم رئيس الحزب ليعلنوا عن تأسيس حزب سلفي جديد باسم الوطن تم تدشينه بحضور الشيخ حازم صلاح أبو أسماعيل الذي ظن البعض أنه رئيس الحزب.. وحول حزب الوطن وسياسته وتنظيمه كان حوارنا مع د. يسري حماد نائب رئيس الحزب الذي أكد ان النظام البرلماني هو الذي يحكم الحزب, وأشار إلي ان قرارات الرئيس مرسي جاءت في وقتها وان جبهة الانقاذ تزامن الاعلان عنها مع الفوضي التي تحدث بالبلاد خاصة أنها تمارس نوعا من الابتزاز السياسي.. وإلي نص الحوار: * لماذا اتجهتم لإنشاء حزب جديد؟ ** نسعي من خلال حزب الوطن إلي افراز كوادر قادرة علي تمثيل الحزب بحيث ينعكس ايجابيا علي الحياة السياسية. ولأنها أمانة في اعناقنا فإننا ندقق في اختيار تلك فالكوادر بحيث تكون قادرة علي ادارة مؤسسات الدولة من خلال بصمة اسلامية وكنواة لمشروع نهضة جديد. * هل التوجه يختلف عن توجه حزب النور؟ ** بالطبع التوجه مختلف حيث تم وضع لائحة يتم عرضها حاليا علي الأعضاء لأخذ الرأي حولها, حيث تهتم اللائحة باستقطاب الكوادر والبحث عن الكفاءات, وتم تأسيس النظام بحيث يعبر عن الشوري. * وكيف يضمن الحزب إعداد تلك الكوادر؟ * يتبني الحزب انشاء معهد لتدريب تلك الكوادر وتعليم الاعضاء كيفية الادارة الحزبية والسياسية والقدرة علي ادارة مؤسسات الدولة في حالة الوصول إلي الحكم مستقبلا مع تعميم البصمة الفكرية لجميع أبناء الحزب ليكون للحزب سمت يختلف عن غيره. * وما الاستراتيجية التي يرتكز عليها الحزب؟ ** ننتهج رؤية استراتيجية ومشروعا قوميا ندرب عليه الاعضاء بمرجعية إسلامية تحافظ علي ثوابت الشريعة مع وضع مشروعات عملاقة عبر خطة قومية طويلة الأمد. * وماذا عن مبادئ الحزب؟ ** مبدؤنا ان الشريعة تنادي بكل مايصلح الحياة فليس هناك تعارض بين تطبيق الشريعة واصلاح الدنيا فالأمران يلتقينان ولا يتنافران كما يظن البعض, ويستمد الحزب مرجعيته الشرعية من نموذج التيار السلفي العام, مع فتح أبواب الحزب للجميع دون الاقتصار علي أحد فالمهم هو اختيار الكفاءات الصالحة للمشاركة في الحياة البرلمانية, وفي مؤسسات الدولة. * وعلي أي شيء يقوم نظام الحزب؟ ** يقوم علي النظام البرلماني حيث يكون رئيس الحزب هو ممثل الحزب والمعبر عنه من الناحية السياسية بينما يتولي نائب رئيس الحزب الناحية الادارية, ولدينا من الناحية الادارية خمسة تخصصات مقابل ثمانية تخصصات للناحية الفنية بالحزب, والاساس في الادارة القيادة اللامركزية حيث تضم الهيئة العليا للحزب عضوا من كل محافظة يرشحه أبناء المحافظة لتكون الهيئة معبرة عن جميع محافظات مصر بالإضافة إلي أمين اللجنة السياسية, ورئيس الحزب ونائبه ليكون المجموع ثلاثين شخصية. * وهل يؤيد الحزب أي نوع من التمييز مثلما حدث أخيرا بتمييز المرأة في القوائم الانتخابية ثم حدث تراجع عنه؟ ** نرفض التمييز تماما تحت أي مسمي وهو أمر غير دستوري, والأخطر من ذلك اقرار تغيير الجلد الحزبي بإتاحة تغيير الصفة الحزبية للعضو بعد دخوله مجلس النواب, وتزداد الخطورة في ظل وجود ثلث الأعضاء من المستقلين إذ يتيح ذلك للحزب الأكبر أو الحزب الذي حصد الأغلبية في الانتخابات وضم المستقلين إليه.. لابد من احترام ارادة الناخب الذي انتخب ذلك العضو طبقا للصفة التي رشح نفسه بناء عليها.. وللأسف مازال البعض يفكر بعقلية النظام البائد. * كيف كان توجهكم للاحتفال بذكري ثورة25 ياير؟ ** كان الشكل الأمثل للاحتفال بذكري الثورة ليس بالحرق والعنف, والقتل, واحراق مؤسسات الدولة, والدعوة لإسقاط النظام المنتخب انتخابا حرا, ونزيها بل باسترجاع دروس الماصي, والاعتبار بما جري للنظام البائد. وكنا نري ان من بين مراسم الاحتفال ان تقوم الحكومة بفتح مقرات أمن الدولة لكي يشاهدها الناس من الداخل ويتعرفوا علي ماكان يحدث للمعتقلين من تعذيب, واجرام وامتهان لكرامة الفرد بحيث يتعظ من. له حنين للعهد البائد. * وما رأي الحزب في أداء الحكومة؟ ** لا توجد بصمة واضحة لأداء الحكومة الجديدة إذ لا يزال هناك عشوائية وتخبط ينعكس بالسلب علي الحالة الاقتصادية خاصة وأن الشعب قام بثورته لاستعادة ماتم نهبه من أموال البلاد. إننا نحتاج إلي قوي دافعة تقود الشعب كله للأمام وليس فصيلا واحدا يمنح ويمنع فلابد من العدل والتعاون مع الجميع وعدم الانشقاق. * ولكن إذا كان هذا الفصيل لديه كوادره القادرة علي ذلك؟ ** لا بأس بذلك إذا كان يملك الكوادر التي تعمل في كل المجالات شريطة عدم العشوائية في اتخاذ القرار.. الأمر يتطلب واجهة كاملة بحيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب. * وكيف تري أداء وزارة الداخلية؟ ** بوزارة الداخلية صنفان: الأول تراوده أحلام الماضي وهؤلاء يتعاونون مع رجال أعمال من النظام البائد ويتركون مقرات بعض الأحزاب تحترق دون تدخل.. والصنف الآخر بالوزارة يخشي أن يواجه نفس سيناريو25 يناير بتعريضهم للمسئولية, بالنسبة للصنف الأول فلابد من تطهير الوزارة منهم, أما الصنف الثاني فيتطلب تشريعا يبيح لهم استخدام حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم وعن منشآت الدولة من أعمال البلطجة والعنف ممن يحرقون ويدمرون ويقتلون, وفي التشريع الأمريكي نص يبيح للشرطة استخدام الرصاص الحي ضد من يحاول اقتحام البيت الأبيض. * تقصد تشريعا رادعا؟ ** بالطبع يكون رادعا لكل من تسول له نفسه استخدام البلطجة في المظاهرات.. وهل يرضي أحدا ما تم في الإسكندرية وغيرها من السعي إلي حرق مقرات بعض المحاكم أو أقسام الشرطة أو غيرها من مؤسسات الدولة.. ولابد أن يفرق التشريع بين التظاهرات السلمية والأخري التي تتسم بالعنف والبلطجة. * وهل تري أن هناك أزمة بين مؤسسة الرئاسة والقضاء؟ ** الأزمة بين الجانبين واضحة للجميع, فالقضاء يري أن الرئيس يحاول تهميشه.. لذا ندعو إلي المصالحة بين الطرفين لأن استمرار الوضع هكذا لن يدفع البلاد خطوة نحو التقدم للأمام, خاصة وأن هناك من يتم الإفراج عنهم تحت زعم عدم توافر الأدلة. وأطالب وزير العدل بدور واضح في هذه المصالحة وإلا سنعاني كثيرا بسبب هذه الجفوة الحالية. * لماذا اخترتم الوطن اسما لحزبكم بالرغم من وجود جريدة مسقلة بهذا الاسم؟ ** الوطن اسم محبب إلي النفس, وسعينا لهذا الاسم لأن فكرة الحزب تقوم علي ضم جميع الكوادر الناجحة تحت لواء حزب واحد يجمعهم كما يجمعهم الوطن الأكبر, وكون أن هناك صحيفة تحمل نفس الاسم فهذا لا يمنع استخدامه الآن فالأسماء ليست حكرا علي أحد. * وما سبب تأخر إطلاق الحزب رسميا حتي الآن.. هل لم تجمعوا التوكيلات المطلوبة؟ ** بالعكس.. جمعنا6 آلاف توكيل بينما المطلوب5 آلاف فقط, لكن سبب التأخير أن لجنة الأحزاب تستقبل التوكيلات يومي الثلاثاء, والأربعاء من كل أسبوع, بينما وكيل المؤسسين د. عماد عبد الغفور كان في مهمة سفر خارج البلاد وسوف يتم تقديم التوكيلات للجنة شئون الأحزاب هذا الأسبوع. * بعض القوي السياسية اجتمعت تحت لواء زعمت أنه جبهة الإنقاذ الوطني.. فكيف تري أداء هذه الجبهة؟ ** من جانبنا نرفض المعارضة لمجرد المعارضة.. فلابد للمعارضة الفعلية أن تقدم للحكومة مقترحات وبدائل محدودة تصب في صالح المجتمع بعيدا عن المظاهرات. وأري أن هناك إيجابيات تحققت بلقاء مجلس شوري العلماء ببعض أعضاء جبهة الإنقاذ حيث تم الاتفاق علي المحافظة علي النظام الذي اختاره الشعب والإعلان المباشر عن نبذ العنف واستخدام الحوار حفاظا علي مصلحة البلاد. * وماذا تقول للرئيس مرسي؟ ** أقول له: خاطب الشعب دوما في خطابات صغيرة توضح فيها الوضع الحالي عبر سياسة المصارحة مع شرح جهود الدولة في شتي الملفات لاسيما وأن هناك وسائل إعلام تعطي صورة قاتمة عن أوضاع البلاد.. فالشفافية مطلوبة بين الرئيس وشعبه حتي يدرك الشعب أنه اختار اختيارا صحيحا. * ما تعليقك علي قرارات الدكتور مرسي بإعلان حالة الطوارئ والتعامل بحزم مع الخارجين عن الشرعية؟ ** قرارات الرئيس نؤيدها تماما حيث جاءت علي محورين: الأول يتعلق بإعلان حالة الطوارئ في مدن القناة وحظر التجوال لمدة شهر ويأتي ذلك في إطار الحفاظ علي سير الملاحة في قناة السويس خاصة بعد أن وردت معلومات بأن هناك من يسعي لإطلاق قذائف علي السفن المارة في القناة للانتقاص من السياحة المصرية, أما المحور الثاني لقرارات الرئيس وهو التعامل بحزم مع الخارجين عن الشرعية. * وفيما يتعلق بدعوة الرئيس للحوار؟ ** أدعو الجميع للاستجابة لدعوة الرئيس شريطة ألا يفهمه البعض علي أنه من أجل إسقاط الدستور أو إسقاط الرئيس أو المشاركة في إدارة البلاد, لكن حوار من أجل الاتفاق علي المشروع القومي المصري الذي ينهض بالبلاد بمشاركة كل القوي السياسية. * لكن جبهة الإنقاذ كالمعتاد رفضت حضور الحوار؟ ** شيء متوقع لأن تلك الجبهة منذ ظهورها وهي تمارس نوعا من الابتزاز السياسي خاصة وأن الفوضي التي تحدث بالبلاد جاءت بالتزامن مع تشكيل تلك الجبهة.