سعي النظام البائد الي تخريب البلاد بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة إذ عاث في الأرض فسادا وإفسادا وحول مصر الي مستنقع كبير للفساد يدار بالريموت كنترول من قبل أرباب المصلحة الخاصة ومن القائمين علي أمر البلاد بغض النظر عن الأمور المترتبة علي هذا الإنقلاب الخطير الذي لم يهتم بتطوير البلاد ولم يضع في حسبانه أهمية رعاية الحاضر والاهتمام بمستقبل الأجيال. ولكي يضمن بقاءه في السلطة استخدم كل ما يملك من أدوات القوة حتي يتمكن من وضع يده علي مفاصل السلطة في البلاد واستخدام كل أدوات القهر والغش والتزوير والاحتيال وكان الكذب علي الشعب هو عنوان كل خطة خمسية الي أن ظهر علي حقيقته لكل الناس فكانت ثورة25 يناير التي تمكنت من خلعه في بضعة أيام بعد أن حسب لنفسه ولأسرته أنه باق في السلطة الي يوم الحساب ولم ينفعه العم سام. ولكي يمكن نفسه من السيطرة علي مفاصل الدولة قام بهدم كل المؤسسات ثم بناها علي هواه من أجل أن يزرع كل أتباعه وكل جواسيسه في كل إدارة وهيئة ومؤسسة ووزارة بل وطارد الناس في البيوت والشوارع والميادين والحارات من أجل أن تظل له اليد الطولي في السيطرة علي كل موارد البلاد بغض النظر عن الضرر الواقع علي مصالح الناس ومصالح البلاد. ولم يكتف الديكتاتور المستبد بذلك بل سعي بكل مايملك من قوة وطغيان وعتاد وسلاح إلي استخدام أجهزته القمعية في البطش والتنكيل بكل من يطالبه بدولة الحرية والعدل وكل من ينصحه بأهمية التعليم في تخريج الكفاءات التي تطور البلاد من أجل حل مشاكلها ولو في توفير رغيف الخبز الحاف طعام الفقراء ولكن هيهات هيهات فلم يهتم بكل الذي فات فسعي الي إفقار الناس ماديا ومعنويا ولاعزاء للإنسانية حتي ولو عاش هو وأتباعه في رغد من العيش وفي رفاهية. وكان التركيز علي الشباب عدة الأمم وعتادها في الملمات فحاول إفسادهم بكل الطرق والمخدرات من أجل تهميشهم وتهميش دورهم في الحياة واستخدامهم كأداة عند اللزوم من أجل تحقيق مآربه في السيطرة علي السلطة وجمع المال, بعد أن جمع في يديه السلطة والدولة ولم يدرك هو وأتباعه أن وجوده في السلطة مرهون بالحفاظ علي الصالح العام في وجود مؤسسات قوية ومستقلة للدولة تدافع عنها ضد تغول النظام الحاكم في كل الأوقات. وتشاء الأقدار أن الشباب الذين حاول إفسادهم وتهميش دورهم وإبعادهم عن خدمة بلادهم كانوا الوقود وبؤرة الانتقام ضد هذا النظام الأفاق الذي باع مصر في سوق النخاسة الدولية ومكن منها الأغراب قد تمكن من خلعه ودفنه هو وتاريخه في مزبلة التاريخ بلا عزاء للمنافقين الذين شاركوه في هدم البلاد من أجل إرضاء النفس الأمارة بالسوء والشيطان فكان ذلك هو المكان الذي يستحقونه جميعا. ومع تواصل الأيام وصل الي السلطة من توسم فيهم الشعب الخير والصلاح بعد أن قدموا أنفسهم علي أنهم الحل لمشاكل البلاد والحفاظ علي مصالح العباد ورفعوا راية الإسلام علي رءوس الأشهاد في غياب المعيار الذي يعاير به المسلم نفسه علي ميزان الإسلام لينظر أكان في الإطار الذي رسمه الإسلام أم لا. وفي هذا الإطار فإن الإلتزام بمصالح الشعب العليا هي المعيار علي الإلتزام بقيم وأخلاق ومباديء وسلوك الإسلام القويم علي أرض الواقع بعيدا عن الكلام وتكرار الذي فات, وإلا فإن الدائرة لن تكمل دورتها وسيطالب الشباب بخلع النظام حتي يقول الإنسان من كثرة ما أحاط به من مشاكل ما أشبه الليلة بالبارحة وما أغبي الإنسان إذا أعتقد أنه باق في الحياة عوضا عن السلطة رابط دائم :