إذا كانت السينما لم تستطع تقديم فيلم روائي عن الثورة منذ أن قامت في25 يناير2011 حتي الآن.. بعد أن مر عامان علي قيام الثورة.. فالسينما تبرر عدم تقديمها فيلما أو أكثر يعبر عن الثورة بصدق أهدافها.. وعمق آمالها وأحلامها.. وصرح معظم المسئولين عن السينما وأفلامها.. من الكتاب والإنتاج والإخراج والتمثيل.. بأن أحداث الثورة تجعلهم أمام حدث مفتوح.. وتتغير هذه الأحداث بشكل يومي حتي تصل بالثورة إلي كامل تحقيقها.. واستقرارها.. ويصبح من الممكن أن تبدأ السينما في تقديم أفلام روائية كاملة وصادقة عن أحداث ثورة مصر التي أبهرت العالم. وإذا كانت هذه هي الأسباب التي أدت إلي عدم وجود أفلام سينمائية كاملة عن أحداث الثورة.. فإن الثورة بدورها استطاعت أن تقدم للسينما كثيرا من المفاجآت الجادة التي تخدم السينما.. في حاضرها ومستقبلها.. فقد فتحت الثورة الأبواب للسينما الجديدة التي كانت تخب خلف الأسوار السينمائية الكلاسيكية في أدائها.. أو الأفلام التي قدمت أعمالا وأفلاما عن أحداث لا تمت بأي صلة للثورة وعمقها ورسالتها.. وتغازل الثورة وتقحم أحداثها ومشاهدها بأشكال غير مقبولة وهي مجردة من قلب الحدث..وخيال صناع هذه النوعية من الأفلام أنها تحقق لهم المشاركة في أحداث الثورة بحثا عن الإقبال الجماهيري الذي يكتشف.. ويرفض.. ويمتنع عن مشاهدة هذه اللعبة التي لم تعد قادرة علي جذبه.. بعد أن انطلقت الجماهير والشعب بثورة حقيقية.. وكان من أهم مطالبها التغيير.. وقد تحقق في وجدان هذا الشعب العظيم!! فتحت الثورة للسينما أبواب الأفلام التسجيلية وأصبحت السينما التسجيلية واحدة من أهم أصوات الثورة.. ولاحقت بحرية حركتها.. وسرعة مشاركتها في كل أحداث الثورة.. صغيرها.. وكبيرها.. وأعلنت عن وجودها بقوة تسجل أحداث الثورة. وانطلقت أيضا السينما الوثائقية بأفلامها توثق للثورة أحداثها علي شريط سينمائي.. كوثيقة حية لأحداث مستمرة.. بكل متابعة لهذه الأحداث بصدق التسجيل الوثائقي للثورة.. خطوة خطوة.. من أول قيامها حتي الآن.. وتستمر السينما في تسجيل هذه الوثائق الثورية بلا أي عوائق أو استغلال!! وانطلقت السينما المستقلة بقوة استقلالها وحرية حركتها تسجل أفلاما لها بشكل مختلف.. وبعيدا عن الطريقة الكلاسيكية التي تعوق تطور السينما وتقدمها نحو إبداعات حرة.. وسينما واضحة المعالم من خلال أفلامها الرائعة. وانطلقت سينما الموبايل.. التي صالت وجالت تسجل كل أحداث ثورة مصر المستمرة بكل لحظاتها.. وتمكن كل مواطن يحمل موبايل من أن يقوم بدوره في تسجيل أحداث ثورته بهذا الموبايل.. وظهرت شركات تفتح باب خدماتها لهذه النوعية من السينما الجديدة.. وظهر من خلالها شباب جدد يحملون رسالة سينما الموبايل الجديدة!! وحتي لا نظلم السينما.. لابد من ذكر بعض الأفلام التي حاولت تقديم أفلام عن الثورة.. منها بعض التجارب للأفلام الروائية الصريحة.. ومنها بعد الموقعة.. والشتا اللي فات.. وأفلام اشترك في تقديمها10 مخرجين ليقدموا أحداث الثورة من خلال أفلام أطلق عليها18 يوما.. وعرضت في مهرجان كان.. وهي عن رصد أحداث الثورة المصرية من خلال18 يوما في الميدان انتهت بسقوط النظام.. وهناك عدد من الأفلام شارك في المهرجانات السينمائية العربية والدولية وحصلت علي جوائز قدمتها مجموعة من الشباب.. منها أفلام: أنا والأجندة و نصف ثورة.. وغيرها من الأفلام التي ترسل رسائل سينمائية عن ثورة25 يناير. والسينما لن تقف أمامها أي عوائق تمنعها من القيام بواجبها السينمائي تجاه ثورتها.. ونجوم صناعة الأفلام.. وصناع السينما لا يهدأون من المتابعة والعيش في أحداث الثورة ومعها.. وفي المشاركة في حدث لها يسجل في وجدان صناع السينما وأفلامها.. ومع أحداث مرور عامين علي الإصرار علي استمرار الثورة بكل مبادئها.. وأحلامها حتي تتحقق. ساعتها سيكتمل الحدث.. وتنطلق السينما وأفلامها الروائية لتقدم روائع أحداث ثورة الشعب.. ثورة25 يناير التي أذهلت العالم.. ولاتزال مستمرة في إذهاله!!