تلاحقت أحداث الثورة منذ بدايتها يوم25 يناير حتي الآن.. واستمرار هذا التلاحق الحدثي المتغير باستمرار كأمواج بحر تتلاحق بعضها وراء بعض بسرعة رياح عاصفة تدفعها إلي أهداف الثورة التي تريد تحقيقها. والتي أصبحت أجندتها الأساسية التي صنعتها الجموع الحاشدة المتوحدة من كل طبقات الشعب. هذه الأحداث من كثرتها وتلاحقها السريع المستمر.. التي تظهر معها آمال جديدة.. وأحلام أسرع من البرق.. ويتوالد من برقها أكثر من برق.. وأكثر من حدث.. أما كل هذه التلاحقات المذهلة لم يعد الزمن يناسبها.. أصبح الزمن ضيق في مساحته علي أن يستوعب كل هذه الأحداث.. فالزمن الذي تحدث فيه أصبح ضيقا وأصبح حجم الأحداث أكبر من لحظات الزمن.. وأصبحت الأحداث كأنها تبحث عن زمن جديد يستطيع أن يسعها ويتفاعل معها.. ويستمر حتي المشهد الأخير الذي يصل فيه هو والأحداث لتحقيق كل الآمال. وإذا كان الزمن يعاني من أنه أصبح ضيقا علي الأحداث.. فإن السينما هي الأخري أصبحت تعاني من تلاحق الأحداث.. واحتارت في ملاحقتها.. هل تسجل كاميراتها هذا التلاحق المذهل وأمواجه المتدفقة؟ أم ينتظر حتي المشهد الأخير الذي عنده تكون الأحداث قد وصلت إلي تحقيق آمالها الثورية التي قامت من أجلها.. وتظهر لوحة جديدة تحمل جملة المشهد الأخير.. ويبدأ المشوار؟ وتبدأ أحداث جديدة بعد مشوار البناء المطلوب والملح الذي كان يتوازي مع تلاحق الأحداث بالعمل والعمل الشاق لتعويض بعض ما تسببت فيه بعض الأخطاء.. وبعض المؤامرات والغرض منها خدش نقاء الثورة البيضاء التي أذهلت العالم بنقائها وروعتها. ويأتي دور الحياة الجديدة.. يعيش فيها كل أبطال الثورة الشعبية في سعادة واحتضان كل الآمال التي تحققت.. ويعيش الشعب في عصر جديد يستمتع فيه بحضن الأمن والأمان.. والرخاء.. والعدالة.. والديمقراطية.. وعصر جميل صنعته ثورته.. ويتسع الزمن بكل ترحاب ليعيش هو الآخر.. الزمن السعيد.. مع ثورته التي عاش معها في تلاحق أحداثها حتي المشهد الأخير. وتأتي الإجابة عن السؤال: هل تسجل الكاميرات اللحظة الساخنة.. والتلاحق المذهل؟ أم تنتظر المشهد الأخير؟! فلنترك السينما لتسجيله تقوم بدورها في تسجيل اللحظات الساخنة للثورة ونبضها وحيويتها التي يصعب الهروب منها لروعتها.. ويسجل جيل الشباب هذه الملحمة الرائعة بكاميراتهم الديجيتال.. وحيوية شباب السينما المستقلة.. ولنترك المسلسلات تنهل من الأحداث الساخنة وتصورها لتضيفها إلي أعمالها وتترك بعض الأفلام التي يتم تصويرها أن تتغير نهايتها بالأحداث الساخنة. ويأتي بعد ذلك دور سينما المشهد الأخير.. بعد التقاط الأنفاس.. فإن المبدعين سيعيدون ترتيب أوراقهم.. وما تم اختزانه في وجدانهم وعقولهم من أحداث الثورة ليستطيعوا عن طريقها صناعة أقوي الأعمال السينمائية.. كما صرحت الناقدة خيرية البشلاوي في أحد التحقيقات الصحفية. وفي المجال قال المنتج محمد حسن رمزي: علي الرغم من خسارة10 ملايين جنيه في فيلم فاصل ونعود وحده.. وتأجيل ثلاثة أفلام عرضها لأجل غير مسمي.. مشروع غير أخلاقي.. وبيبو وبشير.. لمنة شلبي.. فإن السينما ستعود بقوة بعد المشهد الأخير.. وتعود الجماهير إلي دور العرض. أيضا المنتج محمد العدل الذي قال: أتوقع أن السينما المصرية بعد عشر سنوات ستكون منافسة للسينما العالمية. والمخرج مجدي الهواري يقول: فيلمي الوتر تعرض للخسارة.. ولكن كله يهون في مقابل أننا أمام عهد سينمائي جديد.. مليء بالوعي والثقافة. ومنيب الشافعي رئيس غرفة صناعة السينما يقول: إنني أؤكد أن ثورة الشعب ستمثل ذخيرة عظيمة لكتاب السيناريو. وبدأ عدد من المخرجين في المتابعة الجادة لأحداث الثورة.. وهم يلهثون مع أحداث الثورة وفي انتظار المشهد الأخير.. لتقديم أفلام تحتضن صدق وعمق الثورة وشعبها الرائع بعد أن يلتقطوا الأنفاس.. وتهدأ الملاحقات لينطلق من داخلهم هم وكل كتاب السيناريو والمؤلفين إبداعهم الفني.. ليقدموا أفلاما عن ثورة الشعب المصري بكل أحداثها التي عاشها الكبار.. والشباب.. والأمهات.. والأطفال.. والوحدة الوطنية بين الشعب.. والأمن والأمان.. في مستقبل صنعوه بروحهم.. وقلوبهم.. وشهدائهم.. وصور حية من ميدان التحرير.. عاشوا فيه.. وتتبعوا تلاحق بأحداثه.. لحظة لحظة سجلت في وجدانه.. ونماذج لملحمة تاريخية أذهلت العالم.. الذي تابع الثورة بذهول سيستمر عبر التاريخ.. ويسمعون الأغنيات التي كانت تغني بين الملايين ويتردد صداها في أنحاء العالم. أنا المصري.. سجل ياتاريخ.. واشهد يازمن س.ع