لم تكن مفاجأة لرجال مباحث الغربية أن تتشابك خيوط الجريمة التي تحدث عنها الجميع بعد أن عثر أهالي قرية ميت حبيش علي بقايا عظام وجمجمة متفحمة في وسط الزراعات دون أن يعرفوا من صاحب الجثة. بمجرد إبلاغ رجال المباحث بالواقعة بدأ فريق البحث بمسح مسرح الجريمة.. مساحة دائرية وسط الزراعات تبلغ نصف كيلو متر.. آثار حريق لقش الأرز خلفت جمجمة و أجزاء من جسم ضحية جديدة في زمن اختلط فيه الغث بالسمين وهانت الأنفس والأرواح علي الكثيرين. أثناء قيام رجال المباحث بالمسح الجنائي لمسرح الجريمة لعدة ساعات ظهرت بادرة أمل أعادت الدماء إلي عروق فريق المباحث حيث عثر أحدهم علي قصاصة ورقية عبارة عن إيصال دفع أموال قيمة إعادة نسخ3 صور فوتوغرافية مدون عليها أسم الأستوديو وعنوانه. كان إيصال الصور هو أول خيوط حل لغز الواقعة فمنه بدأ رجال المباحث إعادة ربط الأحداث و تشابك الخيوط المتقطعة مرة أخري فبعد سؤال صاحب الاستوديو والعاملين به أقروا بأن الإيصال يتبعهم وأن السيدة التي أتت لطلب الصور بدا عليها أنها أم الأطفال. وبعد جهود مكثفة لتكبير ملامح الأطفال الثلاثة تبين أن أحدهم يحمل صورة والده علي صدره في ميدالية معلقة برقبته لتتكشف الحقائق واحدة تلو الأخري وتنهمر المعلومات عن أصحاب الصور وعائلتهم. تبين أن الأب يدعي مصطفي وشهرته أوفه والمسجون بقسم ثاني طنطا علي ذمة قضية مخدرات وبعد تحديد مسكنه ذهب رجال المباحث إلي زوجته وام أطفاله حيث تبين أنها متغيبة عن منزلها وبسؤال الجيران أدلوا علي منزل أبيها الذي بسؤاله أقر بتغيب نجلته وأم الأطفال منذ3 أيام وأن التي أبلغت بتغيبها ضرتها والتي تبين أن زوجها بالفعل متزوج من سيدتين كانت أم الاطفال هي الاولي أما الزوجة الثانية فكانت ابتسام23 سنة ربة منزل والتي لم تنجب منه سوي بنت صغيرة. وبتكثيف التحريات حول علاقة الزوجتين تبين أنهما علي خلافات شديدة خاصة بعد دخول زوجهما السجن ولذلك كانت الزوجة الثانية هي موضع الاتهام الرئيسي في واقعة تغيب الأولي ضرتها وبتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت باستدراج المجني عليها إلي الزراعات بحجة ممارسة الرذيلة مع أحد الاشخاص للإستيلاء علي امواله كعادتهما في توفير نفقات العيش حيث اتفقت مع إحدي صديقاتها وتدعي قدرية45 سنة ربه منزل وصديقها حمدي و شهرته سلطان الاسود مسجل خطر. حيث قام الثلاثة باستدراج المجني عليها إلي منطقة الزراعات واطمأنت الزوجة الأولي لهم وهرولت تسبقهم إلي داخل حقول الأرز, بينما كانوا هم قد عقدوا العزم علي التخلص منها وإنهالت ابتسام بالضرب بسيخ من الحديد علي رأس ضرتها أميرة ثم عاجلها المتهم الثالث بعدة طعنات قاتلة لها سددها لها من مطواة كانت بحوزته. وعقب التأكد من لفظ أنفاسها الأخيرة حملها الثلاثة و وضعوا جثتها بين أكوام قش الارز الجافة واشعلوا فيها النيران في محاولة بائسة لإخفاء معالم الجريمة حتي تفحمت الجثة تماما وتحولت إلي اشلاء متناثرة عثر عليها الاهالي وسط المزارع كما وجدها رجال البحث الجنائي. وبعد اعترافات الزوجة الثانية تمكن العقيد اسعد الذكير رئيس مباحث الغربية من القبض علي المتهمة الثانية وصديهما الأسود وبمواجهتهما بإعترافات الأولي أمام العميد خالد العرنوسي مدير مباحث الغربية أيدا ما جاء بأقوالها وأقرا بإشتراكهما في الجريمة وأرشد الأسود عن هاتف محمول خاص بالمجني عليها و150 جنيها كانت بحوزتها قبل مقتلها كان قد استولي عليها. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أمرت بحبس المتهمين4 أيام علي ذمة التحقيق وسرعة دفن الاجزاء الباقية من جثة المجني عليها بعد تقديم تقرير المعمل الجنائي عن الجثة.