مازالت الإسماعيلية بؤرة نشطة لتهريب المواد البترولية عبر المجري الملاحي لقناة السويس وتبذل أجهزة الرقابة التموينية بالإشتراك مع الأمن جهودا مكثفة لملاحقة العصابات التي تقوم بنقل البنزين والسولار بكميات كبيرة لبيعه بالسوق السوداء في شمال سيناء تمهيدا لنقله لقطاع غزة بأسعار مغالي فيها لتحقيق أرباح مالية وحتي نقف علي حقيقة الأزمة بمختلف جوانبها إلتقينا شرائح مختلفة من المهتمين بها. في البداية يقول سامي عبد الوهاب-سائق- أنه يعاني عند الحصول علي حاجته من السولار المدعم من محطات الوقود التي تقف أمامها العشرات من السيارات ليل نهار للتمويل ولاندري السبب وراء خفض الكميات المطروحة في هذا التوقيت الذي يشتد الطلب عليه ومطلوب من الأجهزة الرقابية تكثيف حملاتها لملاحقة تجار السوق السوداء الذين حولوا حياتنا للجحيم وقضوا علي مصالحنا بسبب التأخير في قضاء احتياجاتنا من المواد البترولية. ويضيف محمود رزق( محاسب) أن الزحام شديد علي محطات الوقود حاليا ليس بجديد ودائما مانعاني بين الحين والأخر منه ولاترتبط الأزمة بفصل الشتاء كما يدعي البعض وإنما المشكلة قائمة منذ عامين وطوابير السيارات اصبحت تغلق الطرقات الرئيسية والأحوال لاتسر ويجب علي الدولة أن تجد حلا سريعا ولا نفاجأ بتوزيع السولار علي بطاقات التموين كما يحدث الآن في أنابيب البوتاجاز ولابد من القضاء علي مافيا سرقة الدعم الموجه للمواطنين لأنهم مازلوا ينهبون قوتنا سواء في العهد البائد أو الحالي. ويشير إبراهيم خيري-مدرس- إلي أن حكومة الدكتور هشام قنديل هي المسئولة عن أزمة السولار الحالية لأنها لم تحكم قبضتها علي تنظيم توزيع المواد البترولية علي المحافظات ودورها يقف عند التصريحات الإعلامية التي تختلف علي أرض الواقع وأدعو رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير التموين أن يتفقدا بشكل سري محطات الوقود العمومية في المحافظات حتي يشاهدوا المأساة بعينها من طوابير السيارات والمشاجرات التي تحدث في محيطها وتصل لحد الاقتتال وللعلم طالما النفوس ضعيفة من السهل إخفاء السولار لبيعه بالسوق السوداء سوف تظل الأزمة قائمة دون حل جذري ومن الملاحظ أنها تطفو علي السطح مع سخونة الأحداث السياسية وهذا شئ يبرهن علي أن هناك طرفا ثالثا لايريد الخير للبلاد. ومن جانبه أكد المهندس عبد السميع سويلم وكيل وزارة التموين بالإسماعيلية أنه لاتوجد أزمة حقيقية للسولار داخل80 محطة وقود علي مستوي المحافظة تتوافر لديها الكميات حسب حصتها اليومية ولكن المشكلة تبقي في توافد السيارات من المحافظات المجاورة للحصول علي حاجتها ومن هنا تظهر المشكلة. وقال أن اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية شكل لجنة عليا برئاسة السكرتير العام المساعد للمحافظة وعضوية الأجهزة العاملة في قطاع التموين ومسئول من هيئة البترول وشركات الشحن مهمتها متابعة الوارد من مستودعات السويس الخاص بالسولار والبنزين كل6 ساعات وإعداد تقرير بشأنها لرفعه للجنة الوقود برئاسة الجمهورية التي تتابع الموقف لحظة بأخري. وأضاف أن هناك حملات متنقلة للمباحث ومفتشي التموين علي محطات البنزين بجانب المراقبين من شركة بتروتريد للاطمئنان علي سلامة توزيع السولار والبنزين ومطابقة الوارد للمحطات من المنصرف منها وهذا الإجراء يقضي نهائيا علي عمليات التهريب التي يسعي لها ضعاف النفوس. وأشار وكيل وزارة التموين بالإسماعيلية إلي أنه تم تحرير16 محضرا لمحطات الوقود وصدر قرار بغلقها لمدة15 يوما بقرار من المحافظ لردع المخالفين وتوزيع حصصهم علي المحطات المجاورة لهم حتي لايتأثر المواطنين في احتياجاتهم للمواد البترولية التي تتوافر علي مدار24 ساعة في كل مكان. وأوضح أن المعابر المائية المطلة علي المجري الملاحي لقناة السويس وهي معدية سرابيوم ونمرة6 والقنطرة وكوبري السلام تواجه هجمة شرسة من مهربي السولار الذين يضعوا الحيل المتعددة للعبور بسياراتهم المحملة بالوقود لبيعها بالسوق السوداء في شمال سيناء تمهيدا لتهريبها عبر الأنفاق الأرضية لقطاع غزة بأسعار مضاعفة. وتابع أن جهد الحملات علي المعابر المائية والطرقات الرئيسية أسفر منذ أسبوعين عن ضبط62 ألف لتر سولار و77 ألف لتر بنزين حاول المهربون نقلهم لسيناء وهذه الكميات ليست من حصص المحافظة ولكنها تأتي من محافظات مجاورة خاصة القاهرة وهذه المشكلة عند التصدي لها بقوة القانون سوف تزول نهائيا.