المتأمل في المشهد السياسي المصري حاليا يعتقد أننا نعود إلي الوراء, إلي أكثر من1400 عام, وبالتحديد إلي عصر الفتنة الكبري, بعد مقتل ذي النورين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه, فنحن بالفعل نعيش عصر فتنة, والفارق بيننا وبين زمن عثمان, أنهم كان عندهم رجال مؤمنون حقا رشداء, محبون للاسلام وغيورون علي المسلمين, ولم يكن يرضيهم أن يحقق أعداء الدين والوطن أهدافهم بقصم ظهر الدولة الاسلامية التي باتت تهدد القوي السياسية والاقتصادية الكبيرة التي كانت تسيطر علي العالم وقتها, بعد أن فتح المسلمون بلاد فارس وهزموا الروم في عقر دارهم, فكان لابد من أن تحدث الفتنة لوقف تقدم الاسلام شرقا وغربا. ما يحدث حاليا في مصر أقرب ما يكون إلي تلك الحقبة التي كبرت فيها عوامل الفتنة وها هم سلالة عبد الله بن سبأ من السياسيين والاعلاميين المنافقين, الذين يعيشون بين ظهرانينا, يطلون بوجوههم القبيحة, يشعلون نيران الفتنة ويصبون عليها زيت حقدهم, من خلال فضائيات الإفك, التي تبث السموم ليل نهار, وتنفخ في رماد الوطن, دافعة الأمور إلي حد الحرب بين شركاء الأمس بعد أن قسمتهم إلي فرق وأحزاب. وبدلا من أن تتلاقي الأيادي, وتتحد الإرادات لتحقيق أهداف الثورة, تنازعت القوي الثورية, فذهبت ريحهم, وتاه الطريق, وبدلا من الالتفاف حول القوة الوحيدة القادرة والمؤهلة لإدارة الأمور, حيكت المؤامرات, وتناسي الشركاء يوم التقوا جميعا في ميدان الثورة علي هدف واحد, وراحوا يعملون علي إسقاط تلك القوة التي حاولت أن تحقق هذا الهدف, وحفروا أمامها خنادق العقبات, وأقاموا سدود التشكيك والتخوين. وكما ارتدي دعاة الفتنة قميص عثمان, وراحوا يعيثون في بلاد الاسلام فسادا, لوقف مسيرة الدولة الاسلامية وهدم كيانها, مقسمين بلاد الخلافة إلي صفين متحاربين, راح السبئيون الجدد يرتدون قميص25 يناير, ويثيرون الفتن ويهدمون كل كيان يشارك المصريون في إقامته, ويوقعون بين مؤسسات الدولة المختلفة, وخاصة مؤسسة القضاء ومؤسسة الرئاسة, لمجرد أن التيار الاسلامي حقق الأغلبية التي فشلوا هم في تحقيقها, ولأنهم تلاميذ عبد الله بن أبي بن سلول, وحواريو عبد الله بن سبأ, أولئك الجالسون علي مقاعد الفضائيات وكراسي الأحزاب والقوي المفرقة للمصريين, راحوا يخططون ويدبرون بليل لضرب الكيان المصري الوليد ووقف مسيرته, وها هم بدلا من أن يحتفلوا بالذكري الثانية لثورة25 يناير في تظاهرات سلمية تدعو للوحدة ولم الشمل والتصالح, عملوا علي حشد المصريين المضللين بدعواتهم الباطلة لهدم السلطة وإسقاط الشرعية, لأنهم لا يريدون لجماعة الإخوان المسلمين أن تحكم, هم يرون فيهم محتلين ومغتصبين للسلطة, يهودا لا مصريين, ليسوا شركاء, ولكنهم سرقوا الثورة ولابد من استردادها منهم, وهذا ما أوضحه الدكتور أحمد البرعي, الأمين العام لجبهة الانقاذ الوطني, عندما قال إن الجبهة قررت النزول يوم25 يناير المقبل لاسترداد الثورة والمطالبة بتحقيق أهدافها, ونحن مع المطالبة بالعمل علي تحقيق أهداف الثورة فهذا مطلبنا جميعا, ولكنني أرفض وصف الإخوان بسرقة الثورة مع التأكيد هنا أنني لست إخوانيا, ولست منتميا سوي إلي مصر وصفوف المصريين البسطاء. وهذا ما أكده أيضا القيادي اليساري كمال خليل, وكيل مؤسسي حزب العمال والفلاحين, المظاهرات ستخرج من أجل إسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين, وإزاحة مكتب الإرشاد عن حكم مصر, ودعم ومساندة انتفاضة القضاة والحفاظ علي استقلالية القضاء. ولابد أن يتجه الثوار وبحسم نحو الثورة وليس إلي صناديق الانتخابات, وإلي إسقاط العصابة الحاكمة التي تسعي إلي تقسيم مصر إلي مسلمين وكفار وقيادة البلاد إلي الخراب. وأعلنته أيضا كريمة الحفناوي: مظاهرات25 يناير2013 ستكون احدي جولات ثورة يناير2011, وتحت شعار( الشعب يريد إسقاط النظام), وهو ما يشير إليه الكثيرون من قادة المعارضة, الذين لا يضعون صالح مصر أبدا في الاعتبار ويريدون أن يهدموا الوطن فوق رءوس أصحابه. , وما يفعله آل سبأ الجدد أصابني بحالة من الإحباط بسبب تلك المؤامرات التي تحاك ضد مصرنا المظلومة علي أيدي أبنائها, والتي لا يعرفون قدرهاها هم يعدون العدة لحرقها وتدميرها ونشر الفوضي في ربوعها يوم25 يناير, بدعوات باطلة, وإلي كل هؤلاء الموتورين أقول لهم: مصر باقية من قبلكم وستبقي من بعدكم, وهي أكبر منكم ومنا جميعا, ولو كنتم تحبونها حقا, لتفرغتم لإعادة البناء وتعويض ما فات, وأتمني أن تعودوا إلي صوابكم وكفاكم هدما وتقطيعا في أوصال الوطن.