وقع بين يدي منذ أيام قليلة كتاب للناقد السينمائي والكاتب الصحفي أمير أباظة يحمل عنوان أميرة الرومانسية.. وكان العنوان خير معبر عما يحتويه الكتاب حيث تناول حياة الفنانة الجميلة مريم فخر الدين التي ظلت لسنوات نموذجا للفتاة المصرية الرومانسية الحالمة بكل أنوثتها ورقتها وجمالها.. فقد استمرت مريم فتاة أحلام كثير من شباب جيلها واستطاعت أن تجذب الجماهير بتألقها ونجاحها علي مدي مشوارها الفني الطويل. وأتحين الفرصة اليوم للحديث عن جميلة جميلات السينما المصرية والذي يتوافق مع ميلادها الثمانين في الثامن من يناير.. كما نتحدث عن المصادفة في حياتها والتي خلقت منها هذه الموهبة التي طالما أمتعتنا بما قدمته من روائع للسينما المصرية. ففي مثل هذا اليوم منذ عقود وبعد إنهائها المرحلة الثانوية أو ما يعادل الثانوية العامة من المدرسة الألمانية.. طلبت مريم من والدتها أن تذهب بها إلي الاستوديو للحصول علي صورة فوتوغرافية لها بمناسبة عيد ميلادها, وبالفعل اصطحبتها الأم وهناك في الاستوديو سألها المصور هل تريدين كارتا كبيرا ومعه عدد ست صور صغيرة بتكلفة خمسة جنيهات أم تحصلين علي نفس عدد الصور مجانا مقابل نشر الصورة في مجلة( الإيماج) ضمن مسابقة ملكة جمال الغلاف؟؟.. ووافقت الأم علي نشرالصورة وبالطبع كان ولابد وأن تفوز بالمسابقة الشقراء الجميلة.. ومن هنا لعب الحظ دوره في وضعها علي بداية طريق النجومية في عالم الفن. حيث انهال عليها الصحفيون, كما حاول أنور وجدي وحسين صدقي دخولها في العمل السينمائي لكن والدها رفض بشدة إلي أن جاء المخرج أحمد بدرخان ووافق الأب بشروط يملؤها الخوف والحفاظ علي ابنته مراعيا العادات والتقاليد للبيئة المصرية الشرقية.. وبدأت مريم العمل بفيلم ليلة غرام في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.. وتوالت من بعدها الابداعات. ونعود الي الكتاب الشيق أميرة الرومانسية الذي جسد شخصية مريم فخر الدين الإنسانة والفنانة تجسيدا رائعا موضحا أهم النقاط المحورية في حياتها منذ ميلادها وعلاقتها الأسرية مع والديها, وبداية دخولها الوسط الفني ومرحلة الزواج في حياتها والتي بدأت بالمنتج والمخرج السينمائي محمود ذو الفقار ومرحلة اعتزالها في منتصف الطريق للزواج من الدكتور محمود الطويل, ومن بعده الفنان اللبناني فهد بلان وأخيرا زواجها من شريف الفضالي والذي استمر عشرين عاما.. وقدم الكتاب تسلسلا لمشوارها الفني منذ البدايات وصولا بالنجومية في السينما المصرية.. ومرحلة الإنتاج التي قد لا يعلمها الكثيرون.. وأهم المخرجين الذين تعاملت معهم وأيضا علاقتها بنجمات جيلها.. مع عرض فيلموجرافيا لأهم أعمالها السينمائية وبعض لقطات أرشيفية تذكارية من مشاهد أفلامها. وقد أبرز أميرة الرومانسية بين صفحاته السمات الشخصية التي تتحلي بها الفنانة الرقيقة من وضوح وصراحة بلا غموض أو خجل سواء علي الصعيد الفني أو الشخصي.. وأيضا اتصالها الديني والروحاني مع خالقها عز وجل رغم نشأتها في أسرة مزدوجة الديانة فالأم مسيحية متشددة لدينها والأب مسلم متسامح يؤدي فروض دينه بانتظام.. إلا أنها تعلمت أصول الدين الاسلامي من صديقتها الفنانة الرائعة شادية.. وقد كانت شخصيتها البسيطة البريئة العطوف سببا في حب كل من حولها وارتباطهم بها.. وهو أيضا ما جعلها في حالة اتصال وتواصل ومحبة مع جمهورها الكبير الذي عشق فنها وإبداعها المتمثل في الكثير من أفلامها التي تعتبر من علامات السينما المصرية وأهمها علي الإطلاق الأيدي الناعمة, رد قلبي, حكاية حب, كما نذكر فيلم لا أنام, بئر الحرمان, شيطان الصحراء وغيرها الكثير سواء للسينما أو أعمال تليفزيونية. فتحية حب وتقدير في يوم ميلاد الفنانة الرقيقة أميرة الرومانسية التي كثيرا ما أمتعتنا بفنها.. متمنين لها دوام الصحة والعافية.