* لا يستطيع أحد أن ينكر وجود أزمة اقتصادية طاحنة في مصر وان ما يحدث علي الساحة السياسية ينعكس بشكل سلبي علي الوضع الاقتصادي الذي وصل إلي مرحلة حرجة للغاية طبقا لتقديرات البنك المركزي والارتفاع المفاجئ للدولار يعتبر مؤشرا حقيقيا علي تفاقم الازمة الاقتصادية. * ولذا لابد أن تقوم الدولة بحزمة من الاجراءات الفورية لانقاذ الاقتصاد الوطني والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مواجهة الازمات خاصة دول جنوب شرق اسيا سواء ماليزيا أو تايلاند أو الصين والتي استطاعت خلال السنوات الاخيرة ان تبهر العالم بما حققته من انجازات جعلتها تحتل المرتبة الثانية بين الاقتصادات العالمية. ومن هنا تأتي أهمية التغييرات السياسية التي شهدتها الصين في الاونة الاخيرة حيث تولي شي جين بينج نائب الرئيس الصيني زعامة الحزب الشيوعي الصيني وسوف يتولي رئاسة الصين في مارس المقبل خلفا للرئيس الحالي هو جين تاو والذي يأمل الصينيون طبقا لوكالة شينخوا في ان يضخ نسمة جديدة إلي الحياة السياسية للبلاد, ويدفع بثبات الإصلاح والانفتاح ويقود الأمة الصينية إلي تحقيق الحلم الصيني. * ولا شك في ان شي,59 عاما, هو أول زعيم للحزب يولد بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام1949 ويقود شي الآن حزبا عمره91 عاما, أكبر حزب سياسي في العالم بعدد أعضاء يزيد علي82 مليونا سوف يتجه إلي دعم وتعزيز العلاقات الصينية مع العالم علي كل المستويات. * ولكن التحدي الكبير أمام الرئيس الصيني القادم هو كيفية التعامل مع أزمة الجزر التي تفرض نفسها علي الساحة السياسية في جنوب شرق اسيا مع اليابان وكوريا الجنوبية والتي ادت إلي احداث توتر ملحوظ في العلاقات بين الصين واليابان وكوريا في الاونة الأخيرة. * بالاضافة إلي ملف العلاقات الامريكية الصينية والتي تسعي واشنطن من حين لاخر إلي تأجيجه عن طريق اعلان دعمها لليابان في أزمة الجزر أو اعلان الموافقة علي صفقة اسلحة إلي تايوان رغم معارضة الصين الشديدة لذلك علاوة علي المشاكل الاقتصادية الاخري والمتمثلة في الاجراءات الحمائية التي تفرضها واشنطن للحد من وصول السلع والمنتجات الصينية إلي الاراضي الامريكية.. ولذا فإن انظار العالم كله سوف تتجه إلي السياسات الجديدة التي سوف يطبقها شي جين بينج الرئيس الصيني الجديد مع بداية توليه السلطة رسميا في مارس المقبل.