كاد يتحول الاجتماع المشترك للجنتي حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب إلي ساحة للقتال بين نواب الأغلبية والمعارضة, وذلك خلال المناقشات بشأن أحداث الصدامات بين المتظاهرين من الحركات السياسية وفي مقدمتها حركة6 أبريل وقوات الشرطة في شارع قصر العيني, وتحول الاجتماع إلي معارك كلامية حادة اقتربت من الاشتباك بالأيدي وفقد النائب الإخواني د. محمد البلتاجي أعصابه وخلع جاكيت بدلته, وهو يهجم علي نائب الأغلبية أحمد أبو عقرب وكيل لجنة الزراعة بعد أن اتهمه أبو عقرب بحصوله علي تمويل من الخا وقد احتشد نواب الأغلبية في الاجتماع للرد علي المعارضة, وقال نائب الأغلبية ونائب سيناء حسن نشأت القصاص: لو أملك استجواب وزير الداخلية لاستجوبته علي الحنية الزايدة مع الخارجين عن القانون, وأضاف متهكما: إيه مجموعة6 أبريل دي إحنا هنفضل نسيب تنظيمات غير شرعية لغاية أمتي. وقال القصاص موجها حديثه للنواب الإخوان: والله لا يعجبكم حاجة أبدا, وقال لمساعد وزير الداخلية اللواء د. حامد راشد الحاضر للاجتماع: بلغ وزير الداخلية إحنا80 مليون بناقص الشلة الفاسدة دي, دي تجاوزات وإثارة للفوضي ولا يعني إحنا عايزين انتفاضة الحرامية تاني اللي حدثت في عهد الرئيس السادات ترجع تاني ولا إيه, أنا أناشد وزير الداخلية الضرب بيد من حديد, أضرب بالنار علي طول بلاش خراطيم المياه دي علي المتظاهرين دول خارجين عن القانون, ويقاطع نائب الإخوان عصام مختار النائب القصاص الذي انتقد طلبات الإحاطة حول أحداث6 أبريل وقال مختار: دا عيب في المجلس أن يقول كده ورد القصاص في عصبية قائلا: والله العيب فيكم أنتم. ويتدخل نائب الأغلبية أبو الحسن الجزار في الحديث, ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل واللي بيحصل دا سفالة وقلة أدب في الشارع. ويفجر النائب رجب هلال حميدة مفاجأة ويقول إنه علي نواب الشعب التصدي لكل خارج عن القانون والدستور ولا أريد أن نعمم ما أقوله علي جميع المتظاهرين ولكن أقول إن غالبيتهم مجهولون وبالأرقام والحقائق وهناك قلة منحرفة تتلقي الدعم من الخارج إنهم يريدون فوضي خلاقة كما قالتها كوندوليزا رايس, ولن نضع أيدينا في أيدي نجسة أو مع الذين لا يسجدون لله, إنني أعيب علي الداخلية أنها لا تعمل القانون وتستخدم الرصاص هل نريد أن نحرق وطنا كاملا, ولا نريد أن يسقط عشرات مقابل حماية الوطن وقال حميدة إن هناك أيادي متواطئة تضع يدها في يد نجسة دعوني أتحدث ما بين السطور ولو تحدثت بصراحة سأقول ما يوجع الكثيرين, عاشت مصر ويسقط كل الخونة. وفي تلميح واضح يقول نائب الأغلبية محمود خميس: هناك فئة معينة تتاجر بالدين وتأخذ الدين ستارا وتحصل علي تمويل من الخارج ومرة لابسين جلابية وتحت عباءة رجال الأعمال وكله عشان تغيير نظام الحكم وإثارة الفوضي والبلبلة وقفوا مع حماس لغاية ما قتلوا واحدا مصريا علي الحدود, ويعلو صوت عدد من النواب الإخوان قائلين: أنت بتتكلم علي مين. ويرد خميس: أنا أتكلم عن المنحرف أنت منحرف رد علي؟! وطالب النائب الإخواني د. محمد البلتاجي النواب الذين تحدثوا عن التمويل الخارجي أن يقدموا بلاغات فورية إلي النائب العام إذا كانوا يملكون الدليل, وإلا يكون النائب لم يؤد واجبه, ولكن ما حدث يوم6 أبريل مسيء إلي مصر لأنهم مجموعة شباب سعوا إلي تقديم مطالبهم المشروعة في الإصلاح السياسي بصورة سلمية. وهنا يعلو صوت نشأت القصاص قائلا: يا عم دي عالم صايعة, ويرد البلتاجي أتعلم أدب الحوار في الجلسة أنت أقل من أن أرد عليك. ويرد القصاص أنت سافل بلاش كلام فاضي, ويقول النائب الإخواني عصام مختار: سمعناهم كلهم ومفيش أدب برده ومفيش ذوق. ويقول البلتاجي: أكرر من لديه الدليل علي التمويل الخارجي عليه أن يبلغ النائب العام. ويرد رجب هلال حميدة علي البلتاجي قائلا: أنت تعلم أن منهم ممولين وأنت تعلم هذه الحقيقة بل إن هناك قيادات اتهمت بعضها البعض حول التمويل من الخارج علي صفحات الصحف, ويسعي البلتاجي للدفاع عن الشباب المتظاهر, ويعلن رفض التسوية والاتهام المرسل عن التمويل وأنها جريمة يجب ألا يرتكبها نواب الشعب, وهنا يثور أحمد أبو عقرب ويوجه حديثه للبلتاجي قائلا: أنت نفسك بتتلقي تمويل, وهنا يثور البلتاجي ويتهجم علي أبو عقرب وسط محاولات من النواب لفك الاشتباك ويقول نائب الإخوان: هو أنا اللي تاجرت بدم المصريين أنا أشرف من مليون زيك مش أنا اللي بتلقي تمويل أنت لازم تعرف أنت بتكلم مين. وأكد أبو عقرب تقديره للبلتاجي ونفي اتهامه له وأكد أنه قال إن البلتاجي يعلم من يحصل علي التمويل. ويسارع د. إدوار غالي الدهبي رئيس لجنة حقوق الإنسان إلي أعضاء الاجتماع, مؤكدا أن وزارة الداخلية قد أدت واجبها, ولم تتدخل إلا بعد أن وقع عدوان عليها, وتم قذفها بالحجارة, وإصابة بعض رجال الشرطة, وأن الأمر في يد النيابة العامة حاليا. وأكد اللواء د. حامد راشد مساعد وزير الداخلية أن رفض طلب تنظيم مظاهرة يوم السادس من أبريل جاء من منطلق الحرص علي المصلحة العامة والمواطنين, مشيرا إلي أن هناك وسائل أخري للتعبير مثل اللقاءات والبرامج الفضائية المفتوحة. وقال أمام اللجنة إن رفض السلطات الأمنية التصريح بالمظاهرة يعني أنها أصبحت محظورة ويعاقب علي خروجها جنائيا, مؤكدا أن المصلحة العامة تعلو فوق المصلحة الفردية.