تصريح غير موفق, وكلام ليس في موضعه, ورأي ليس في توقيته, أن يقول الدكتور محمد بديع, مرشد الإخوان, في درسه الديني الأسبوعي الذي تحول إلي كلام في السياسة إن جنود مصر طيعون. لكنهم يحتاجون إلي قيادة رشيدة توعيهم, بعد أن تولي أمرهم قيادات فاسدة.. هذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني بالتصريح أو التلميح أو التحريض, ما يغضب جيشا نعتز به ونفخر برجاله ونقدر قادته, ونجل عطاءه, علي مر التاريخ.. إنجازاته التنموية المدنية علي رءوس الأشهاد.. انتصاراته الحربية تتصدر سجل الأمجاد.. حارب الصليبيين والتتار, وعلي اليهود حقق أعظم انتصار. طاعة الجنود لقياداته, فضيلة في الجيش المصري, وسمة من سمات الكبرياء والعزة لخير أجناد الأرض.. الطاعة في العسكرية المصرية لمن لا يعرف هي سر الانتصارات, ومصدر القوة, وليست السمع والطاعة التي يؤمن بها الدكتور بديع, وعلي أساسها تكون العلاقة بينه وبين أعضاء جماعته.. طاعة تجرد الفرد من ذاته وتسلبه إرادته, وتحوله إلي أداة, وتسوقه إلي حيث يري الآخرون. طاعة الجيش هي التي حمت مصر من التمزق والتفكك, منذ ثورة يناير حتي الآن, حينما انحاز الجيش لإرادة الشعب وأجبر الرئيس المخلوع علي ترك الحكم, ثم تولي المجلس العسكري المهمة أنجز خلالها انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة كانت محل تقدير من العالم, وحمي انتقالا سلميا ديمقراطيا للسلطة, نعم هذا هو جيش مصر بجنوده وقياداته الذين لم ينحازوا لحزب أو فصيل أو تيار, فقط انحيازهم الأول والأخير لمصر ولا غير وطاعتهم جميعا لنداء الوطن ولا أكثر. ولعل هذا التماسك الذي يميز جيش مصر هو السد المنيع والحصن المتين, لضمان أمن الوطن واستقراره, وأي قول أو فعل ينال من الجيش هو عمل غير وطني, وسعي غير مقبول لجر الجيش إلي صراع سياسي عبثي, الخاسر فيه هو الوطن, الذي لايزال يبحث عن الاستقرار ويتهدده الانقسام. إلا جيش مصر الذي عاد إلي ثكناته مهانا لا مشكورا, مشتوما لا مكرما, لا تجروه إلي منازعاتكم الواهية أو منازلاتكم الوهمية, أو معارككم المزعومة, جيش مصر سيظل لكل المصريين قويا أبيا لا يهزه قول غير مسئول. [email protected] رابط دائم :