منذ عام2004, وأنا مؤمن, عن تجربة واقعية, وخبرة عملية, بأن الخطر علي حرية الصحافة في مصر, لا ياتي من الدولة, ولا من السلطة, ولا من نظام الحكم. الخطر علي حرية الصحافة في مصر يأتي من داخل المهنة, وبتحديد من ظاهرة الصحافة الخاصة. محمود أباظة رئيس حزب الوفد, في حوار مع روزاليوسف أمس, كشف عن قليل جدا, من حقائق كثيرة جدا, يعرفها خير المعرفة قال فيها: أولا: جريدة المصري اليوم لم تعد وسيلة إعلام وإنما احد عناصر الصراع السياسي وهذا خطر. ثانيا: الإعلام الخاص لاعب غير مسئول ولا يعبر إلا عن أشباح لأنك لا تعرف لمصلحة من يعمل, إلا من الذي من شأنه أن يقلل من الشفافية السياسية بشكل خاص, ويضعف الحياة السياسية بشكل عام, ولهذا تتحول هذه الصحف من وسائل إعلامية إلي أحزاب سرية, غير مسئولة, وغير معروفة الجهة التي تعمل لصالحها. ثالثا: يقول أباظة من يملك أمرها عضو بالهيئة العليا لحزب الوفد وذكره بالاسم وهو رجل الأعمال صلاح دياب ويقول أباظة أن رئيس مجلس الإدارة بلدياتي وتجمعني علاقة به منذ خمسين سنة. التعليق لماذا إصرار أباظة علي أن يلقب صلاح دياب بوصفه القائم علي أمرها مرة, ومالك أمرها مرة أخري, ولماذا يرفض أن يخلع علية لقب مالك الصحافة, أو صاحب الصحيفة ؟ إذا كان أباظة تجمعه علاقة برئيس مجلس الإدارة منذ خمسين عاما وإذا كان صلاح دياب عضوا في الهيئة العليا لحزب الوفد الذي يرأسه أباظة فإن هذا معناه أن رئيس حزب الوفد يعرف لماذا تحولت المصري اليوم إلي حزب سياسي, ويعرف الأحزاب السرية التي تعبر عنها الصحافة الخاصة, ويعرف الجهات التي تقف خلف هذه الأحزاب السرية.