رغم أنه سمكري ويكسب مبلغا ملائما يضمن له حياة كريمة يوميا, إلا أن الطمع سيطر عليه هو وصديقيه; حيث أرادوا أن يحصلوا علي مبالغ مالية كبيرة بأقل جهد وأسرع وقت ممكن, حتي يتمكنوا من الإنفاق علي نزواتهم النسائية وتناولهم جرعات المواد المخدرة وسهراتهم الحمراء. وفي إحدي السهرات, تعرفوا علي سائق وخراط لهما نفس ميولهما الإجرامية.. وبعد عدة لقاءات بينهم تناولوا خلالها خمورا وأقراصا مخدرة, اتفقوا علي تكوين عصابة لسرقة السيارات ليلا من الطريق العام, باسلوب المفتاح المصطنع بمناطق أكتوبر, ومصر الجديدة, والتجمع الخامس. حيث يقومون بتغير معالمها وبيعها بأوراق مزورة أو مساومة أصحابها علي مبالغ مالية مقابل إعادتها لهم, مستغلين حالة الانفلات الأمني التي تشهدها بعض الأنحاء لتأتي نهايتهم محصلة لمسلكهم غير السوي بالسقوط في أيدي رجال الشرطة متلبسين, في أثناء قيامهم بسرقة إحدي السيارات بمدينة الشيخ زايد, ليكون مصيرهم الحتمي الزج بهم إلي غياهب السجون. نشأ جمعة31 سنة سمكري في منطقة الكنيسة بالعمرانية بالجيزة, وسط أسرة فقيرة لاتملك شيئا, وقد قام والداه بالعمل ليلا ونهارا, حتي يتمكنا من توفير متطلباته اللازمة لإكمال تعليمه. حيث راودتهما أحلام كثيرة, بأن يخلصهما ابنهما من حياة الفقر المدقع التي يعيشون فيها. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن; حيث خالط الابن أصدقاء السوء, وبدأ يهرب من المدرسة.. حاولت أسرته تقويم اعوجاجه ونصحوه بالاستقامة, لكنه لم يستجب لهما وكان همه منذ الصغر جمع المال حتي يصبح له رصيد في البنك. وترك المدرسة وهو في المرحلة الإعدادية وعمل في عدة ورش, حتي استقر به الحال في ورشة سمكرة, وتعلم المهنة وأتقنها.. ومن ثم, أصبح يكسب أموالا كثيرة.. ولكن بدلا من مساعدته لأسرته, تعرف علي سيد29سنة بوهيجي سيارات ومحمد27 سنة. اصطحباه معهما إلي أوكار الليل, فبات ينفق كل ما يتحصل علية من عمله علي الساقطات, حتي صار غير قادر علي الخروج للعمل, حيث يسهر حتي الصباح وينام طول النهار. تراكمت عليه وعلي صديقيه الديون, فهداه شيطانه وأصدقاء السوء إلي تكوين عصابة لسرقة السيارات. وبالفعل بدأ مع صديقيه نشاطهم الإجرامي, وارتكبوا أكثر من20 جريمة سرقة سيارات ملاكي من الجيزة والقاهرة من الطريق العام باسلوب المفتاح المصطنع. وقاموا بتغيير معالم السيارات المسروقة, واستعانوا بصديقيهما وهبه27 سنة سائق وهليل30 سنة خراط لمساعدتهم في تصريف السيارات المسروقة, غير أنهم سقطوا في نهاية المطاف في أيدي رجال الشرطة. وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة, قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث, بتعدد البلاغات من المواطنين عن سرقة سياراتهم ليلا من أمام منازلهم بمنطقة اكتوبر, فتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين طارق الجزارنائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومحمود فاروق مدير مباحث الجيزة. وتبين من تحريات العقيد مدحت فارس رئيس مباحث مكافحة جرائم السيارات بالمديرية, أن وراء ارتكاب جرائم السرقة3 أشخاص وهم: جمعة31 سنة وسيد29 سنة ومحمد27 سنة.. جميعهم يقيمون بالكنيسة العمرانية ويرتكبون جرائمهم ليلا. تم عمل عدة أكمنة, نجح خلالها رجال مباحث السيارات بالمديرية في القبض علي المتهمين, وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم العديد من السرقات, وأرشدوا عن أماكن تصريف السيارات المسروقة.