رغم أنه ميكانيكي ويكسب مبلغا يضمن له حياة كريمة إلا أن الطمع سيطر عليه, هو وصديقه عامل الدوكو, وأردا ان يصبحا من الأغنياء بأقل جهد وأسرع وقت ممكن, حتي يتمكنا من الانفاق علي تناولهما جرعات المواد المخدرة وسهراتهما الحمراء. وفي احدي السهرات, تعرفا علي سائقين لهما نفس ميولهما الاجرامية وبعد عدة لقاءات بينهم تناولوا خلالها ما شاءوا من أقراص مخدرة وخمور, اتفقوا علي تكوين عصابة لسرقة السيارات ليلا من الطريق العام, بأسلوب المفتاح المصطنع. حيث يقومون بتغيير معالمها, وبيعها بأوراق مزورة أو مساومة أصحابها علي مبالغ مالية, في مقابل إعادتها لهم, مستغلين حالة الانفلات الأمني, لتأتي نهايتهم محصلة لمسلكهم غير السوي, بالسقوط في ايدي رجال الشرطة متلبسين, في أثناء سرقتهم احدي السيارات بمنطقة أوسيم ليكون مصيرهم الحتمي غياهب السجون. نشأ بسام28 سنة ميكانيكي في منطقة الكوم الأحمر بالجيزة, وسط أسرة فقيرة, لا تملك من متاع الدنيا شيئا فيما واصل والده العمل ليلا ونهارا, حتي يوفرا له كل متطلباته اللازمة لاكمال تعليمه.. فقد راودتهما أحلام كثيرة بنجاح ابنهما في تخليصهما من حياة الفقر المدقع التي يعشون فيها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. لقد خيب بسام رجاءهما فيه, حيث خالط أصدقاء السوء وبدأ يهرب من المدرسة, وكم حاول ابواه تقويم اعوجاجه, ونصحاه بالاستقامة, لكنه لم يستجب لهما, وكان همه منذ الصغر جمع المال, حتي يصبح له رصيد في البنك ولبلوغ هدفه ترك المدرسة وهو في المرحلة الاعدادية وعمل في عدة ورش بالكوم الأحمر. استقر به الحال في ورشة ميكانيكي, وتعلم المهنة حتي اتقنها واشتهر بين جميع السائقين باسم( حريقة) من فرط تميزه, وشدة مهارته في مهنته.. ومن هنا, أصبح يكسب أموالا كثيرة.. وبدلا من مساعدته لأسرته تعرف علي فتحي25 سنة بوهيجي سيارات اصطحبه معه إلي أوكار المزاج, وبات ينفق كل ما يتحصل عليه من عمله, علي فتيات الليل. وبمرور الوقت صار غير قادر علي الخروج للعمل, حيث يسهر حتي الصباح وينام طول النهار.. ومن هنا, تراكمت عليه وعلي صديقه الديون. وللخروج من أزمتهما, نصحهما بعض أصدقاء السوء بالاتجار في المخدرات, غير انهما رفضا لما تمثله هذه التجارة المحرمة من خطورة عليهما من رجال الشرطة. وبعد تفكير قررا تكوين عصابة لسرقة السيارات, واستعانا بصديقيهما عامر23 سنة سائق ومحمد21 سنة سائق لمساعدتهما في تنفيذ مخططهما حتي سقطوا في نهاية المطاف في ايدي رجال الشرطة بعد ارتكابهم أكثر من20 جريمة سرقة سيارات. فقد تلقي اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة اخطارا من اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بتعدد البلاغات من المواطنين بسرقة السيارات ليلا من أمام منازلهم بأوسيم, والكوم الأحمر, والوراق, وبشتيل, والعجوزة, فتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة والعميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال. تبين من التحريات ان وراء ارتكاب جرائم السرقة4 أشخاص وهم: بسام28 سنة وفتحي25 سنة, وعامر23 سنة, ومحمد21 سنة, وجميعهم يقيمون بالكوم الأحمر بأوسيم ويرتكبون جرائمهم ليلا. تم عمل عدة أكمنة بقيادة العقيد درويش حسين مفتش مباحث الشمال, نجح خلالها المقدمان عطية نجم الدين رئيس مباحث أوسيم وعمرو السعودي رئيس مباحث الوراق, في القبض علي3 من المتهمين. وأمام اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباجث اعترفوا بارتكابهم العديد من السرقات وارشدوا عن مكان تصريف أكثر من15 سيارة, تم تحرير المحاضر اللازمة لهم, وأحالهم العميد حسن عبدالهادي مأمور المركز إلي النيابة, التي قررت حبسهم احتياطيا علي ذمة التحقيق.