أراد صاحب ورشة ألموتال أن ينقذ نفسه من الديون التي تراكمت عليه بسبب نزواته النسائية وسهراته الحمراء, فهداه شيطانه إلي خطف فلذة كبد ابن عمه الثري, لكي يساومه علي مبلغ مائتي ألف جنيه فدية مقابل إطلاق سراح الطفل وعودته إلي أحضان أبيه. وذلك بعد علم المتهم بأن ابن عمه يدخر مبلغا من المال ينتوي به شراء قطعة أرض. ولتحقيق غرضه, استعان المتهم بصديقه وقاما بخطف الطفل عمر ذات السنوات الأربع في أثناء ذهابه إلي كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم, ووضعه في توك توك وانطلقا به إلي شقة بمنطقة عين شمس بالقاهرة. لم تردعهما نظرات الطفل البريئة, ولا رقة دموعه.. ولم يرق قلباهما لصرخاته, ولم توقفهما توسلات الرعب في عينيه من خطفه وتكميمه بطريقة وحشية, ومشاهدته لأحدهما ملثم الوجه. وقبل حشرالطفل في التوك توك, لم يدر الطفل عمر وهو ذاهب كعادته اليومية إلي الكتاب أن هناك عيونا تتربص به لتنال منه دون رحمة.. وعلي طريقة أفلام الأكشن, فكر ابن العم في كيفية الاستيلاء علي أموال ابن عمه صاحب المطعم, وكان له ما أراد, من خلال قيامه بخطف الطفل. مرت الثواني والدقائق ثقيلة علي الأب في انتظار عودة صغيره من الخارج, وبدأ القلق يتسلل إلي قلبه لحظة بعد أخري حتي وصل ذروته.. وأفاق الأب من ذروة جنونه علي صرخات الاطفال زملاء ابنه في الكتاب من أبناء القرية وهم يقولون للناس: خطفوا( عمر) في التوك توك. فهرول إلي الشارع كالمجنون يبحث عن ابنه بمساعدة أقاربه وأصدقائه في كل مكان دون جدوي, وبعد مرور نحو ساعة ورد له اتصال علي هاتفه المحمول وبمن يحدثه علي الطرف الآخر, ويخبره أن ابنه مخطوف لديه, وأنه يسعده أن يعيده إليه مقابل مائتي ألف جنيه فدية, وحذره من إبلاغ الشرطة, وإلا لحق بابنه أذي كبير, ومهددا بأنه قد لا يشاهده مرة أخري. صعق الأب غير مصدق ما يسمع و لم يستطع صبرا.. حمل الرجل قلقه وصدمته وخوفه علي ابنه, و توجه إلي المقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث مركز أوسيم وأبلغه بما حدث, وهو يرتعش من هول الصدمة.. هدأ رئيس المباحث من روعه ووعده بإعادة ابنه إليه.. وقام بإخطار اللواءين أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة, وكمال الدالي مديرالإدارة العامة للمباحث الجنائية. وأمام اللواءين طارق الجزار نائب مدير الادارة العامة للمباحث, ومحمود فاروق مدير مباحث الجيزة, راح الأب يسرد لهما قصة ابنه المخطوف. وحظي بلاغ وقصة الأب باهتمام الضابطين; فطلبا من الأب مسايرة أفراد العصابة حتي يتم ضبطهم. وبالفعل بعد مكالمات عديدة بين والد الطفل وأفراد العصابة, شك رجال المباحث في وليد28 سنة( ابن عم والد الطفل) والذي تطوع معه بالبحث عن الصغير. وبمناقشته أمام العميدين عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال ودرويش حسين مفتش المباحث, اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع صديقه حسن. وأقر وليد بأن الطفل محتجز في شقة بمنطقة عين شمس, فقام العميد حسن عبدالهادي مأمور مركز أوسيم بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة وقطاع مصلحة الأمن العام, وتوجهت مأمورية بقيادة الرائد محمد إدريس رئيس مباحث بشتيل والنقيبين محمد حسني ورامي سرور معاوني مباحث أوسيم حيث تم ضبط المتهم الثاني, وعثر معه علي الطفل المخطوف داخل شقته بمساكن عين شمس, وبمواجهته اعترف بان وليد احضر له الطفل واخبره بانه ابنه ووالدته مريضة في المستشفي ويريد تركه لديه3 ايام حتي تتعافي والدة الطفل واكد حسن انه لا يعلم شيئا عن واقعة اختطاف الطفل.