كعادة أي أم مصرية طارت فرحا وأطلقت الزغاريد حين أخبرتها بكريتها بأن شابا وسيما ميسور الحال طلبها للزواج. كانت فرحة الأم أكثر بكثير من فرحة الابنة.. ولم لا..؟ فهي أنجبت.. وهي أرضعت.. وهي علمت.. وها هي الآن تتوج مسيرتها بزواج ابنتها البكرية التي أنهت دراستها في كلية العلوم وتستكمل دراستها العليا.. لكن تلك الفرحة ارتجفت حين التقت بالعروس الحلم وتبين أنه في عقده الرابع بينما شيماء العروس في مقتبل العقد الثاني.. أخفت الأم ريبتها حتي لا تطفئ شموع الفرحة التي أضاءت وجنات فرجينيا كما كان يحلو لها أن تناديها لكنها لم تتردد في سؤاله عما إذا كان سبق له الزواج من عدمه فكانت أولي الصدمات أنه تزوج من فتاة تونسية وانتهت علاقتهما بالطلاق..حينئذ أسرعت ضربات قلب الأم منتفضة بين أضلعها ورفض ذلك العروس.. لكن الأمر لم يكن بيدها ففرحة شيماء تغطي علي مادونها من المشاعر. استجابت الأم لرغبة ابنتها إلا أنها في كل ليلة كانت تضم ابنتها إلي صدرها محاولة أن تشعرها بفزع قلبها عليها لكن شيماء كانت بوجدانها تدافع عن رغبتها.. وينتهي الحوار بينهما علي حد قول الأم بعبارة في ليلة أقل جمالا من ليلتنا هذه ستأتي راكعة إلي خيمتي يافرجينيا. كان العروس الذي يعمل رجل أعمال في مجال المكملات الغذائية للرياضيين كالظل ل شيماء.. تستيقظ علي صوته وتقضي اليوم في حبه وتنام علي صورته.. لم يترك للأم مدخلا للتأثير علي ابنتها..كان ينفق ببذخ ويحجب الرؤية عنها بما يملأ عينيها بهداياه القيمة وتم تحديد موعد الزواج في نهاية يوليو من عام2009 حيث كانت الصدمة الثانية. فبعد إعداد الدعاوي وحجز كل شيء وقبيل عقد القران بساعتين فوجئنا بامرأة شديدة الحزن.. أخبرتنا أنها أول من تزوجت من ذلك ال عبدالعظيم وانجبت منه طفلتين اختطفهما وحرمها منهما.. وأشارت إلي أن زوجته التونسية أقامت ضده دعوي تطليق ومنعته من دخول تونس فحرمها من ابنها واحتجزه في شقة بمنطقة أرض اللواء.. كما يحتجز ابنتيهما ويحرس تلك الشقة شخص مدجج بالسلاح الآلي وهو المسئول عن حراسة المخازن. كان الوقت ضيقا.. إلا أن زيارة تلك المرأة جعلتها تسترد ابنتيها التين حرمت منهما وداهمتنا الإعدادات التي أعدت للزفاف وتزوجت ابنتي وطاف بها زوجها أغلب دول العالم. وجاءتني شيماء تخبرني بأن زوجها أنشأ شركة باسمها وكلت محاميا من رجاله في إدارتها بدعوي عدم الانشغال أحسست أن ما يحدث أشبه بالمؤامرة وخشيت أن يتم ارتكاب جريمة باسم الشركة تتحملها ابنتي التي لا تعلم عن إدارتها وحركة نشاطها أي شيء.. وعبثا حاولت تنبيه الابنة لذلك الخطر.. دون جدوي عاشت شيماء مع زوجها في شقة بشارع سوريا وكان دائم السفر بها إلي أمريكا لأنه يحمل تأشيرة دائمة كما أن تجارته في توكيلات أمريكية.. أخذت الأم نفسا عميقا وهي تتذكر ناقوس الخطر الذي بدأ يدق.. والوجه القبيح الذي ظهر من زوج الابنة. حيث أشارت إلي أن ابنتها عادت من رحلة لأمريكا إلي عمان. حيث يقيم والدها وكانت الأسرة بأكملها هناك.. وكان معها زوجها.. الذي فوجئنا بعودته إلي مصر بمفرده وتركها هي وصغيرها.. وعلمت من الابنة أنه يطلب منها أن تتولي رعاية ابنه من مطلقته التونسية وعندما أخبرته بأن رعاية ابنهما يزيد وهو في طفولته تحتاج منها كل جهد.. غضب وسافر.. وعدنا بعده بثلاثة أيام لنفاجأ بهجوم قضائي شرس كان أوله اتهام الأم بتحريض ابنتها علي ترك منزل الزوجية.. والثاني إنذار بالطاعة ثم دعوي رؤيا للابن.. والأغرب أن شيماء كانت تحمل في أحشائها جنينا ثانيا لكنه اتهمها بالإجهاض.. فأسرعت بابنتي لإلغاء توكيل المحامي الخاص بالشركة خوفا من توريطها في أي مشكلة وتدخل أولاد الحلال للصلح بين ابنتي وزوجها الذي اجهضها علي مسئوليته خوفا من ولادة طفل مشوه. وعرض علي ابنتي السفر إلي لبنان للاستجمام لكني رفضت ونصحتها بعدم السفر خوفا عليها ثم عرض عليها السفر لأمريكا.. فوافقت الأم لأنها تعلم أن ابنتها ستكون في أمان هناك.. علي الرغم من أنها لم تكن تماثلت للشفاء. وفي ليلة السفر ارتجف قلب الأم كما لم يرتجف من قبل وتوسلت إلي ابنتها بأن لا تسافر موضحة لها أسباب فزعها وفوجئت بأن شيماء ايضا غير مطمئنة في هذه المرة..وطلبت من أمها أن تعطيها مصحفا تقرأ فيه القرآن ليكون لها حافظا. سافرت الابنة مع زوجها في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي إلي أمريكا كانت الأم تطمئن علي ابنتها يوميا تليفونيا وكذلك صديقاتها واقاربها.. وفي كل مكالمة كانت شيماء تحاول طمأنة من يتحدث معها إلا صديقة واحدة أخبرتها بأنها غير مطمئنة لتلك الرحلة وأعربت لها عن ندمها وخوفها علي ابنها.. وكذلك علي عودتها إليه في المرة الأخيرة ومنذ تاريخ أول نوفمبر انقطعت الاتصالات ب شيماء تماما.. وعجزت السفارة المصرية بأمريكا عن ايجاد تفسير لاختفائها.. برغم إبلاغ الخارجية وعلم مساعد الوزير للشئون القنصلية من يوم11/8 في اليوم الرابع للاختفاء سألت الأم مدير أعمال زوج ابنتها عنه فأنكر علمه بأي أخبار ومساء نفس اليوم علمت الأم بأن زوج ابنتها قام بحجز تذكرتي طيران من بيروت للقاهرة.. وهذا يعني أن ابنتها ليست معه, وقد تكون تعرضت لأي مكروه, وتأكدت ظنونها في زوج الابنة فأسرعت إلي السفارة الأمريكية مرة أخري, وأبلغت باختفاء ابنتها وحفيدها الذي لم يبلغ عامه الثالث. فوجئت الأم باهتمام شديد من السفارة وبدأ المسئولون بها في إجراء الاتصالات وقبل أن تعود إلي بيتها تلقت مكالمة مفادها أن شيماء لم تغادر أمريكا.. واستهجن القنصل خروج الطفل يزيد من أمريكا دون مرافقة أمه له وهو في مثل هذا السن ووعدوها بالاهتمام بالأمر وملاحقة الزوج لمحاسبته علي مخالفته للقانون الأمريكي. بحثت الأم عن ذلك ال عبدالعظيم في كل مكان دون جدوي حتي بيت أمه أصبح خاليا.. وكذلك ابنه من التونسية اختفي ورجاله جميعا يرفضون الإدلاء بأي بيانات حتي أن صفقاته التجارية وعملياته الاستيرادية يقوم بها مديرو أعماله. وأسرعت الأم إلي قسم العجوزة تصرخ بحثا عن ابنتها وحفيدها وحررت محضرا تحت رقم54 أحوال في السابع من نوفمبر أحيل للنيابة بعد خمسة أيام فقيدته برقم8735 إداري بمعني أنه في طريقه للحفظ. ومازالت الأم تصرخ فهل ينتبه الوزير محمد كامل عمرو وزير الخارجية لصرختها ويعيد لها ابنتها وحفيدها؟