تفاصيل مثيرة كشفها المصابون الناجون من حادث الأتوبيس الحزين خلال حديثهم مع مندوب الأهرام المسائي أثناء تلقيهم العلاج داخل المستشفي الجامعي حيث أبدي بعضهم شعورا بالسعادة ممزوجا بالحزن. فالفرحة بنجاتهم اختلطت بالحزن علي فقدانهم لأشقائهم وأصدقاهم أو حتي جيرانهم لأن الجميع كانوا دائمين علي موعد واحد سواء بالذهاب أو العودة أو الدراسة أو حتي اللعب بالشارع فمرارة الفقد والشعور بالحرمان من رؤية الأحبة عالقة في حلوق هؤلاء الأطفال ولا سيما أن رائحة الدماء وتناثر الأشلاء لم تفارق أعينهم حتي هذه اللحظة بل إنهم يستيقظون وينامون علي تلك المشاهد المرعبة التي لا يبدو أنها سوف تمحي من الذاكرة قريبا. أروي وكرم الضيافة بفرحة بالغة وترحاب شديد وإصرار علي تناول مشروب تعبيرا عن كرم الضيافة استقبلتنا الطفلة أروي حسين عبد الرحمن10 سنوات داخل غرفتها بالمستشفي الجامعي حيث خرجت من غرفة العمليات بعد إجراء جراحة تثبيت شريحة ومسامير ناجحة بالفخذ الأيمن وتهتك بأنسجة القدم اليسري وقالت إنها تحمد الله علي نجاتها من ذلك الحادث المأساوي حيث شاهدت القطار وهو قادم بسرعة جنونية ونتيجة للزحام الرهيب بالأتوبيس لم تستطع التحرك نحو الباب فما كان منها إلا ان وقفت عبر النافذة ونتيجة لشدة الاصطدام الكبير للقطار بالأتوبيس اندفعت خارج الأتوبيس من خلال النافذة التي تهشمت وسقطت علي الهيش الذي يقع علي جانبي السكة الحديد ولم تشعر بعد ذلك بنفسها إلا وهي جالسة داخل غرفتها بالمستشفي ليكتب لها الله عمرا جديدا وطالبت بإعدام خفير المزلقان للانتقام لأشقائها وأصدقائها بالمعهد. لا حاجة للسفر بالخارج أكد الدكتور أسامة فاروق مدير المستشفي الجامعي أن المستشفي بذلت مجهودا لا يوصف ونجحت في الحفاظ علي أرواح17 مصابا من بين18 مصابا والمصاب الوحيد الذي توفي كانت حالته منتهية ولكننا حاولنا لآخر لحظة ولكن قضاء الله كان نافذا وبالأمس خرج7 مرضي و6 آخرون تم نقلهم لغرف الدرجة الأولي وحالتهم استقرت تماما أما الحالات التي مازالت في مرحلة الخطورة أربع حالات. الحاج سعد: المتظاهرون ظلمونا بحزن شديد وقلب يعتصره الألم تحدث الحاج سعد عبد السلام عم الضحية سعاد قائلا إن الجميع يتاجر بنا سواء بتصويرنا وبيع التقرير للقنوات الفضائية أو بالتحدث نيابة عنا وفي حقيقة الأمر لا أحد يشعر بنا حتي المتظاهرين الذين تظاهروا باسمنا هم أكثر من ظلمونا حيث منعوا الدكتور هشام قنديل من زيارتنا في المستشفي بعدما طردوه ومنعوه من مقابلة المرضي وكنا نتمني مقابلته لعرض متطلباتنا الحقيقية وليست المتطلبات الثورية التي رفعها البعض استغلالا للحادث المؤسف. أهالي الضحايا يرفضون التعويضات أعلن عدد كبير من أهالي الضحايا رفضهم للإعانات المادية التي عرضها البعض عليهم حيث طالبوا الدكتور يحي كشك محافظ أسيوط بسرعة تدشين معهد الشهداء بالمندرة لتخليد ذكري الشهداء وان يسمي المعهد باسم الشهداء وأنهم لا يريدون مساعدات مادية من أحد لأنها لا تعوضهم أي شيء مما فقدوه وهو ما دفع محافظ أسيوط لمطالبة الهيئات والجهات التي كانت ترغب في تسليمهم التعويضات إلي التمهل لحين انتهاء العزاء حتي لا يستثيرون غضب الأهالي بتلك الأموال التي لن تعوضهم عن أبنائهم. الطفلة أمل ورحلة العذاب قالت الطفلة أمل عزت مصطفي بعد تحسن حالتها الصحية إنها كانت تلهو وتتسامر مع زميلاتها داخل الأتوبيس وفجأة توقف الأتوبيس علي القضبان بعدما عجز السائق عن التحرك في الأمام أو الخلف ولم تدم تلك اللحظة إلا ثواني معدودة حيث سرعان ما أطاح القطار بالأتوبيس وبدأت الأشلاء تتطاير والأطفال تتطاير ومن بينهم جسدي حيث دفعتني قوة الصدمة للطيران عاليا حتي سقطت علي جانبي القضبان في بداية الحادثة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفي. فرحة وحزن قالت والدة الطفلة حبيبة أحمد مصطفي إنها تعرفت علي نجلتها من خلال الجوارب وذلك بعد أن جاءها خبر وفاة طفليها محمود وحبيبة فذهبت إلي مشرحة المستشفي للتعرف علي جثتهما فلم تجدها حتي اتصل بها شقيقها قائلا انه مع حبيبة الآن في سيارة الإسعاف وفي طريقه للمستشفي الجامعي بأسيوط, فلم أصدق في بادي الأمر وظننت أن طفلي ضمن الأشلاء, وعقب ذلك تأكدت من زوجي الذي وصل إلي المستشفي بصحبة حبيبة فسجدت لله شكرا وتوجهت إلي المستشفي لأكون بجوار أبنائي وحالتهما الصحية تتحسن يوما بعد يوم حيث انحصرت إصابة حبيبة في كسر في عظام الحوض من الدرجة الأولي وارتجاج بالمخ. ومن جانبه, عبر الطفل محمود أحمد مصطفي الذي كان يعاني من بتر شبه كامل باليد اليمني عن سعادته البالغة بعودة ذراعه إلي جسده مرة أخري.