التاريخ عربة يجرها العظماء وهو صناعة بشرية في أحداثه الصالح والطالح لذلك يظل كثير من الناس محتفظين حتي بعد رحيلهم بما تبقي منهم للتاريخ سواء كان ماتبقي في صالحهم أو العكس.. ولهذا يمثل التاريخ في حياتنا القاضي والجلاد في ذات الوقت.. ومناسبة هذا الحديث يرجع إلي كون معظم حكام العرب في العصر الحديث لم يكونوا من قراء التاريخ ولم يستفيدوا بما فيه من رؤية للماضي والحاضر والمستقبل لما يتضمنه من أحداث وعبر ولهذا يغفلون عن التعامل مع رحلة التاريخ التي تعيد نفسها كل حقبه من الزمن وبذات الأحداث التي قد تكون مطابقة ومتكررة بنفس السيناريو ودراما الاحداث.. فعلي سبيل المثال لا الحصر إذا تأملنا الاحداث التي جرت مع الرئيس المخلوع مبارك وماتسببت له زوجته سوزان ونجلاه جمال وعلاء وخاصة سيطرة امرأه علي رجل بدرجة حاكم من نهاية مأساوية في نهائيات العمر ومطابقة ذلك مع ماحدث مع السلطان سليمان القانوني السلطان العثماني مع الفارق بين ماقدمه مبارك لبلده وماقدمه سليمان للعالم الاسلامي والدولة العثمانية ولكننا نتحدث هنا عن جزيه محدوده وهي دور زوجة الحاكم وتأثيرها علي مقاليد الاحداث لوجدنا الاحداث متشابهة ومتطابقة فسوزان مبارك استطاعت أن تفرض سطوتها علي الدولة وان تتدخل تدخلا سافرا في كل مقاليد الحكم وقرارات مبارك بل وصل الأمر إلي أنها الحاكم الحقيقي خلال الفترة الاخيرة من عصر مبارك فهي تملك سلطة العزل والتنصيب لمن تشاء من الوزراء والمسئولين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر تحت تأثير نشوة الحكم تطويع الدولة والرئيس المخلوع لتنصيب نجلها جمال رئيسا لمصر لكي تظل ملتصقة بكرسي الحكم لحقبه كان لايعلمها إلا الله. فدفع مبارك ونجلاه ثمنا لنشوتها في الحكم وأنهت علي تاريخ مبارك فلم يتبق منه شيء للتاريخ.. وهي نفس الاحداث التي شهدها السلطان سليمان حيث استطاعت الجارية اليهودية روكسيلانا والمعرفة باسم السلطانه هيام أن تقنع السلطان بقتل أقوي رؤساء وزرائه وأقرب الناس إليه إبراهيم باشا والاخطر والأدهي أنها استطاعت بفضل دهائها وسيطرتها علي السلطان أن تنفي أحاسيس الأبوه وتجعله يمتد بيده لقتل فلذة كبده وأحب ابنائه وولي عرشه الأمير مصطفي ولم تنته سنة قتل الابناء التي رسختها السلطانة هيام بل ظلت ساريه بعد وفاتها بين ابنائها مما دفع السلطان سليمان إلي قتل ابنه بايزيد وأحفاده الأربعة.. وهي أحداث محزنة كانت وراءها امرأة تسيطر وحاكم يطيع.. وأثبت التاريخ أنه ليس بالضرورة صحة أن يكون وراء كل عظيم امرأة عظيمة. [email protected] رابط دائم :