إسرائيل تعربد في غزة..تقتل قادة المقاومة وتمطر القطاع الأسير بالصواريخ المدمرة وتجتاحه بقوات برية من وقت لآخر..فهل تتوقف عن ممارساتها العدوانية تلك؟.. لا أعتقد..طالما ظلت الدولة العبرية قادرة علي تحريك آلتها العسكرية بفاعلية دون حساب لا من الفلسطينيين أنفسهم بسرايا وكتائب وألوية المقاومة والأذرع العسكرية لفصائلهم, ولا من المدنيين العزل المقيمين في غزة, فيما يقتصر التحرك العربي علي إطلاق المدفعية الكلامية وقذائف الاستنكار والشجب والرفض الشفوي. أوراق اللعبة في تل أبيب بيد حفنة من القادة النازيين, عصابة من الإرهابيين المتطرفين يرتدون معاطف رجال الدولة تؤازرهم الدولة الأقوي في العالم, والغرب كله منحاز لسياساتهم العنصرية, وهم في حقيقة أمرهم قتلة محترفون, ومخطط يعود إلي مؤتمر بازل في سويسرا عام1897 قبل تأسيس دولة الاحتلال بنصف قرن ينفذ بمنتهي الدقة وبجدول زمني محسوب. في المقابل.. هناك انقسام فلسطيني معلن وتشرذم عربي واضح وعدم اتفاق علي شيء. نحن نتبادل الاتهامات بالخيانة.. وهم يتبادلون الأدوار ويتسابقون علي إهدار الدم الفلسطيني الغالي. ربما يكون ميزان القوي في صالح العرب لو توحدت كلمتهم, إلا أن إسرائيل بما تملك من سلاح ومن إرادة سياسية تبدوأكثر تفوقا.. وفوق ذلك فالإسرائيليون متفقون دائما علي تنفيذ أجندتهم, فيما نحن مختلفون طوال الوقت. حماس تحفر الأنفاق في الاتجاه الخاطئ..ولو وجهت طاقاتها لحفر أنفاق في اتجاه إسرائيل لاختلف الأمر برمته. من يقاتل من أجل التحرر عليه بالمبادرة..باستهداف العدو علي أرضه.. بزلزلة كيانه بعمليات استشهادية كتلك التي تبناها البطل والشهيد الراحل أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي..بتوجيه فوهات بنادقه إلي جنود الاحتلال وإلي المستوطنين. لن تتوقف إسرائيل عن الهجوم.. ولن تستجيب لأي جهود تهدئة, وحتي لو استجابت فاستجابتها مؤقتة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد ليس إلا. العمليات الاستشهادية وحدها هي التي أجبرت الإسرائيليين علي الهجرة العكسية من إسرائيل إلي الخارج عندما أيقن المهاجرون إليها أن الأمان في هذا المهجر مفقود, وأن الإقامة هناك تعني الموت في ملهي ليلي أو في حافلة أو في موقف أتوبيسات أو في مطعم آثروا العودة من حيث أتوا.. إلي أوطانهم الأصلية.. فلماذا توقفت العمليات الاستشهادية؟ هل نخطط بالفعل لاستعادة الأقصي الأسير؟ و تحرير الأرض من مغتصبيها؟ و فرض إرادتنا علي إسرائيل ومن وراءها؟ الطريق معروف للجميع.. ولا تنقصنا إلا الإرادة والتصميم علي فرض الحل العربي العادل.