"الوهم المتبدد" هو الاسم الكودي لعملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتي تم تنفيذها عام 2006 عن طريق عمل مشترك بين ثلاث تنظيمات عسكرية فلسطينية تمثل المقاومة. والوهم المتبدد ربما تكون اسماً على مسمى –كما يقولون – فهي أضحت كابوسا ، يلاحق الإسرائيليين في أحلامهم لأعوام طويلة، إلا أن تمت عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي شاليط والتي بدأت المرحلة الأولى منها صباح أمس الثلاثاء. بخروج 477 أسيرا فلسطينيا من غياهب السجون الإسرائيلية.
التجهيز للعملية
في تمام الساعة 05:15 من صباح اليوم الأحد 29 جمادى الأولى 1427ه الموافق 25/06/2006م قام سبعة من المقاومين ينتمون لتنظيمات كتائب عز الدين القسام وجيش الإسلام وألوية صلاح الدين بتنفيذ العملية التي اطلق عليها الوهم المتبدد وكان الهدف منها اسر احد جنود موقع إسرائيلي بالقرب من معبر كرم أبو سالم وقتل من فيه، وذلك ردا على مجموعة من عمليات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي كان آخرها اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية جمال أبو سمهدانة.
وقد تم التجهيز لعملية الوهم المتبدد قبل موعدها بما يقرب من العام حيث تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع وحتى عمق 280 مترا، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 مترا بعمق 9 أمتار تحت الأرض وكان التجهيز والإعداد للعملية استغرق ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر.
تنفيذ العملية
تم تقسيم السبع مقاومين إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى قامت بتفجير دبابة الميركافاة (3) المطورة بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدبابات, فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وقامت بزرع عبوة ناسفة فيها وتفجيرها مما أدى الى تدميرها، و أما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين إسرائيليين داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي) ".
وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه مما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين الجنود –من اثنين إلى ثلاثة جنود- بحزام ناسف كان على وسطه. فيما نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة إسرائيلية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي جلعاد شاليط.
وبعد الانتهاء من العملية عاد المجاهدون إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق، فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم, ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فورا بحثا عنهم.
رد الفعل الإسرائيلي
أقر الإسرائيليون بأن العملية الاستشهادية "الوهم المبدد" في معبر "كرم سالم" على الحدود مع قطاع غزة كانت نوعية نفذها المجاهدون كما لو أنهم جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006م أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" والجيش الصهيوني حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين صهيونيين وأسر ثالث. وقالت الصحيفة إن غضبا يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من الشاباك لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة.
كما عقَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "إيهود أولمرت" على عملية "الوهم المبدد"، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً:"الحكومة بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسئولين عما جرى في كيرم شالوم بكل ما يحمل الحدث من معنى".
المعلومات من مواقع فلسطينية متعددة مثل موقع شظايا الفلسطيني الإخباري وموقع كتائب عز الدين القسام