في حين تصفها إسرائيل ''بالوهم المتبدد'' و ''إغلاق الزمن''، هي عند الجانب الفلسطيني ''وفاء الأحرار'' وبخاصة عند ''حركة حماس'' المسئولة عن تلك العملية، عام مضى على أضخم عملية تبادل للأسرى خلال الصراع العربي الإسرائيلي، بفك أسر الرقيب في جيش الدفاع الإسرائيلي ''جلعاد شاليط'' المختطف من قبل ''حماس'' في مقابل إطلاق سراح 1047 أسير فلسطيني. القصة تعود لعام 2006، ففي فجر يوم 25 يونيو، قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام و ألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام "كتائب تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس"، قامت باستهداف مواقع للجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة رفح، وإطلاق القذائف على برج المراقبة الإسرائيلي. تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين والجنود الإسرائيليين أدى لمقتل جنديين إسرائيليين وجرح 5 آخرين، فضلا عن آسر "شاليط"، واستشهاد "محمد الفراوتة و حامد الرنتيسي" من منفذي العملية، "ولا تزال رفاتهم محتجزة لدى إسرائيل" في "مقابر الأرقام" التي تأسر إسرائيل في باطنها عشرات من رفات فلسطينيين كانوا قد أوقعوا ضحايا في صفوف قوات الاحتلال والمستوطنين بتنفيذهم عمليات استشهادية في مناطق مختلفة من الأراضي المُحتلة، وعرفت العملية إعلاميا وقتها ب"عملية الوهم المتبدد".
أدانت الأوساط الدولية العملية ووصفتها أنها "خرقا للهدنة" الموقعة بين الجانبين "حماس" وإسرائيل في 2005 ولمدة عام، بل أن رئيس السلطة الوطنية "محمود عباس أبو مازن" أدان العملية ووصفها "بجر فلسطين لصدام مشتعل مع إسرائيل"، وطالب "حماس" بإرجاع "شاليط" لإسرائيل. الرقيب "جلعاد شاليط" المجند في سلاح المدرعات وصاحب الأصول الفرنسية، قضى أكثر من خمس سنوات قيد الأسر "الحمساوي"، أذاعت حماس "شريط فيديو قصير" له بعد مرور عام من أسره وهو يحمل "صحيفة فلسطينية"، وكان المقابل "تحرير 20 أسير فلسطيني". العملية كانت تأكيدا على دور المقاومة في حل ما فشلت المفاوضات في الوصول لحله، وجاءت وساطات من "الصليب الأحمر" وألمانيا لحل الأزمة، إلا أن "الوساطة المصرية" كانت النقطة الأبرز لتخرج بوادر الحل "بعملية وفاء الأحرار"، ويتسلم "الصليب الأحمر" 477 أسيرا فلسطينيا كمرحلة أولى من الصفقة في يوم 18 أكتوبر 2011، وتتسلم مصر "شاليط" من حماس، ويعود مصابا "بصدمة حرب" تمنعه من خوض أي قتال مستقبلي. وكانت المرحلة الثانية من "وفاء الأحرار" في 18 ديسمبر 2011 بإطلاق سراح 550 أسيرا، ويبقى داخل سجون الاحتلال ما يفوق عن 5 آلاف أسير فلسطيني، في حين يخرج "شاليط" للأضواء وتأتيه دعوة من نادي "برشلونة" لمشاهدة إحدى المباريات بستاد "كامب نو"، مثيرا لجدل واسع، ومطالبة الأهالي ب"شاليط جديد" لتحرير بقية الأسرى.