أين الأزهر الشريف في هذا اللغط والتنطع السياسي الذي يلوث البلاد من شرقها إلي غربها, لماذا ترك الامام الأكبر الساحة خالية لمن هب ودب. ولمن راح يكفر الناس ويدعو إلي هدم الأهرامات وتحطيم تراث الأمة وإهدار تاريخها وحضارتها, واستباحة دماء أبنائها, وتكفير الديمقراطية فيما تمادي البعض في التطاول علي الرئيس واتهامه بتعطيل تطبيق الشريعة. لقد كشفت المناقشات الجارية حول الدستور من جانب الإسلاميين المتشددين عن تطرف فكري واضح وغلو في فهم أمور الدين يهدد سلامة وأمن المجتمع, بينما كان من الطبيعي أن تدخل مؤسسة الأزهر علي خط المواجهة مع هذه الأفكار المتطرفة لتوضيح صحيح الدين والدفاع عن وثيقة الأزهر التي ارتضتها القوي الوطنيه بكافة انتماءاتها السياسية مرجعية وحيدة للدستور الجديد. في المقابل بدت تلوح في الافق محاولات تحجيم واضعاف لدور الأزهر من خلال ابعاده عن الكثير من الفعاليات التي جرت مؤخرا, وتصعيد الهجوم ضده من تيارات الإسلام السياسي بلغت ذروتها في مليونية الشريعة التي شهدت هجوما غير مسبوق علي الأزهر وإمامه الأكبر, كل ذلك يحدث بينما الإمام يلتزم الصمت في وقت لاينفع فيه السكوت وبعد أن تجاوز الأمر كل الخطوط الحمراء وصار يهدد أمن البلاد. مؤسسة الأزهر لابد أن تظل المنارة في وجه طيور الظلام, والمرجعية للباحثين عن صحيح الدين والسد المنيع أمام الضالين, الجاهلين, المتربصين بالبلاد وأمور العباد. تكلم يافضيلة الإمام الأكبر, قل للخائفين, المرتجفين, المذعورين: إن الأزهر قبلتكم في أمور دينكم ولاغير, قلها يا إمام, شهادة تطمئن بها قلوب المصريين التي كادت تتوقف خوفا ورعبا من فلول قندهار! [email protected] رابط دائم :