لاشك أن قرار إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء أو الثانية عشرة قرار لاغبار عليه طالما أن الهدف منه هو ترشيد الطاقة الكهربائية فعلاوة علي توفير الطاقة المستهلكة لتلك المحال. فهناك مانسبته10% من الطاقة المسروقة يمكن توفيرها أيضا إذا ما كان هناك حزم في تطبيق القانون.. ولكن وباستثناء المطاعم والمقاهي والأماكن السياحية التي سمح لها بالبقاء مفتوحة حتي الثانية صباحا هل إغلاق تلك المحال.. لتوفير الطاقة الكهربائية فعلا.. أم تقليد لبعض الدول الغربية بمعني أنه شكل حضاري لمصلحة العمل أم أن نتائجه السلبية قد تكون أكبر أثرا من نتايجه الايجابية؟ أولا: مشكلة الأمن.. هل سيتوفر الأمن الكامل للشوارع الساكنة وشبه المظلمة منذ العاشرة أو الثانية عشرة وحتي الصباح.. أم والحال لم يستقر بعد ستكون هناك فرصة أكبر للصوص والبلطجية للعبث في الظلام؟ علاوة علي عدم الامن للسائرين ليلا ثانيا: طوابير البطالة من الشباب الذي يصرف طاقة في الجلوس علي المقاهي حتي الفجر وربما حتي الصباح يدخن الشيشة ويلعب الطاولة والذي اعتاد علي ذلك هل سيجد الحل في الجلوس في المنزل وتصريف الوقت والفراغ ومكالمات المحمول أم سيفكر هو الاخر في البلطجة؟ ثالثا: ماذا عن التكدس المروري فيما قبل اغلاق المحال ومابعدها خصوصا في القاهرة ونحن نعاني من أزمة المرور حتي الآن؟ رابع: ورديات الليل.. هناك أناس مورد رزقهم الوحيد هو العمل في ورديات ليلية سواء في المحال أو المقاهي.. هل سنوقف مورد رزقهم؟ خامسا: المزاج المصري.. أو طبيعة الشعب المصري الذي لم يعتد علي القوانين الفوقية الا في حالات الطوارئ.. ولمدة محدودة هل سيخضع لهذا القانون الذي لايري فيه استفادة خاصة له أم سيتحايل عليه ويلتف حوله ويصنع بذلك جفاء بينه وبين الدولة؟ * عموما فإن الحكومة فعلت خيرا إذ وضعت هذا القانون تحت التجربة لعدة أشهر فهذا أسلوب علمي يحمد لها في التفكير.. حيث التجربة والمشاهدة والنتيجة. ولنتفاءل خيرا. [email protected] رابط دائم :