إذا أردت أن تعيش وسط النوبة القديمة, لتنعش ذاكرتك ببلاد الذهب حيث الماء والخضرة والقلوب البيضاء, فقط عليك أن تتوجه إلي قرية غرب سهيل النوبية علي بعد خطوات من خزان أسوان القديم. فهي قرية تتمتع بمزايا النوبة القديمة قبل التهجير حيث الرمال الصفراء علي ضفاف نهر النيل بعيدا عن البحيرة الموحشة, والوجوه السمراء التي تستقبلك بالأراجيد والعادات النوبية الجميلة. وبالرغم من كونها قرية نموذجية سياحية للبيئة المستدامة, حيث يعمل معظم أهلها في حرفة السياحة, ورغم أن عدد سكانها يصل إلي نحو10 ألاف نسمة, إلا أنها تعاني أشد المعاناة من نقص الخدمات, خاصة الصرف الصحي الذي لم تدخل خدمته القرية بعد, وهي التي كانت علي رأس جدول ال49 قرية المخطط دخول الخدمة إليها قبل ثورة25 يناير. هنا في غرب سهيل يستطيع أي مواطن مصري أو أجنبي أن يقضي يوما نوبيا رائعا, ويخرج منها متهللا, تاركا الهموم الثقيلة لأهل القرية الذين ناشدوا جميع المسئولين من قبل بالاهتمام بالخدمات الصحية والرصف, في ظل كونها ضمن البرنامج الأساسي لضيوف أسوان, ولكن ذهبت كل مناشداتهم أدراج الرياح يتحدث نبيل أبازيد من رجال السياحة بداية عن الصرف الصحي الذي لم يعرف طريقه بعد إلي القرية ويقول أنها كانت مدرجة ضمن برنامج الحكومة الخاص بدخول الخدمة إلي49 قرية بمحافظة أسوان بتكلفة2 مليار جنيه, وبعد الثورة توقف كل شيء وتبخرت أحلام الأهالي في تنفيذ هذا المشروع الذي طال انتظاره, ويضيف محذرا بأن هناك كارثة ستقع في حالة استمرار تطهير مطابق الصرف للمساكن بنظام الكسح المدفوع مقدما, لأن بداية النيل تبدأ من غرب سهيل شمال خزان أسوان والأرض بطبيعتها رملية وبكل تأكيد هناك تسرب يحدث ويعرض المياه للتلوث, خاصة وأن هناك بيارات ضخمة مغلقة منذ سنوات. ويري أبازيد ضرورة أن يعود مشروع الصرف للقرية مثلما حدث في منطقة الكرور التي تقع شرق الضفة الأخري للنيل, حفاظا عليه من التلوث. وينتقل رجل السياحة للحديث عن توقف مشروع المؤسسة التنموية للتدريب علي الحرف اليدوية والمشغولات ويقول إن القرية يدخلها يوميا مالا يقل عن5 ألاف سائح في الموسم السياحي الشتوي, ومع هذا فإن الروتين يقف عقبة أمام أي مشروع سياحي, خاصة فيما يتعلق بالسياحة العلاجية. وهنا يتدخل أحمد محمد مغربي رئيس جمعية تنمية المجتمع بنجع غرب سهيل البحري قائلا: السياحة العلاجية هي الكنز المفقود الذي تبحث عنه الدولة وفي نفس الوقت لاتبدي به أي اهتمام, فرمال غرب سهيل من أفضل الرمال التي يمكن أن تعالج أمراض الروماتيزم والروماتويد, وفيه دفن الأغاخان وتم علاجه, ويضيف نحن لا نعرف هل غرب سهيل قرية أم تتبع مدينة أسوان ؟ولذلك نطالب بأن يكون لنا وحدة قروية نستطيع من خلالها أن نتمتع بالمزايا الخدمية طبقا لميزانيات محددة ومعروفة. وأعرب أصفهاني شلبي عن استيائه الشديد من الحالة المتردية للطرق داخل القرية وفي مخارجها ويقول إن هذه الطرق لاتليق بقرية نوبية تستقبل هذه الأعداد من السائحين يوميا, ويشير إلي وجود الحديقة الدولية الاستوائية علي بعد خطوات من المدخل الشرقي للقرية, ومع هذا والكلام لأصفهاني فهو طريق موحش خالي من الإنارة وحالته سيئة للغاية. ويكشف محمد علي مدني رئيس جمعية تنمية المجتمع بالنجع القبلي عن أن الدولة لاتشجع إقامة أي مشروعات سياحية مثل الفنادق والموتيلات في الظهير الصحراوي للقرية, لأن محافظة أسوان لاتملك حق الولاية علي أراضيها التي تتبع لهيئات ووزارات أخري, وطالب مدني بصدور قرار جمهوري يعطي هذا الحق للمحافظات, حتي تكون هناك مشروعات تنموية حقيقية. وحول الخدمات الأخري التي تحتاجها القرية قال رئيس الجمعية إنه بالإضافة إلي المطلب الشعبي بدخول الصرف الصحي, فالكهرباء دائمة الانقطاع وهي التي علي بعد100 متر من محطة كهرباء أسوان2, كما أن الأعمدة والخطوط لم يحدث لها أي إحلال وتجديد منذ سنوات طويلة, وأخيرا يطالب بأن يتم تخصيص طبيب مقيم للوحدة الصحية الوحيدة بالقرية, وأني كون هناك اهتمام بتوفير وسائل نقل عامة من وإلي مدينة أسوان حيث والحديث علي لسانه نعتمد علي وسائل النقل الخاصة.