بعد أكثر من 40 عاماً من النسيان تم تخصيص مساكن وادي "كركر" على ضفاف بحيرة ناصر لاستقبال أبناء النوبة غير المقيمين ، ويأتي هذا القرار استجابة لمطالب أبناء النوبة - التي طالما لم تجد من يلبيها - ووفاءً بحقوق أبناء النوبة ، ويقوم خلال أيام الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتسليم هذه المساكن التي تم إنشاؤها في أكبر تجمع سكني لخلق مجتمع عمراني جديد على ضفاف البحيرة ، وكنواة لتحقيق الحلم النوبي الكبير بتنمية البحيرة وعودتهم إلى مسقط رأسهم. ومن هنا تبدأ رحلتنا داخل وادي كركر الذى يبعد 15 كم عن مطار أسوان الدولي، وثلاثة كيلومترات عن بحيرة ناصر، وتعد أقرب منطقة من البنية الأساسية وكافة الخدمات الرئيسية، من شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، ويطلق عليها "أرض الذهب" حسب روايات شيوخ النوبة ، ومن المنتظر أن تعود "كركر" بهم إلى أمجاد الماضي الجميل والطبيعة التي تربطهم مباشرة بالنيل مجدداً ويؤكد خليل الجبالي رئيس المجلس الشعبي المحلي السابق بمركز نصر النوبة علي ترحيب النوبيين بإقامة هذا التجمع السكني ، ونحن نرحب ونسعد أيضاً برئيس الجمهورية الذي سيقوم بتسليم هذه المساكن لأصحابها من أبناء النوبة الذين طالما حلموا بهذا اليوم . وانتقد الجبالي دعاوي البعض من الذين أطلق عليهم - علي حد قوله – المتاجرين بالقضية النوبية برفض تسليم هذه المنازل لأصحابها الذين لهم حق ، ويحلموا بالعودة لأراضيهم ، وقال أن عملية تسليم الأراضي الزراعية سيأتي في مرحلة لاحقة وذلك وفق ضوابط حيث سيتم استصلاحها وتسليمها لمستحقيها . ومن جانبه أكد مسعد هركي الناشط السياسي علي أن قيام السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بتسليم مساكن أبناء النوبة المغتربين البالغ عددها 1572 وحدة سكنية علي الطراز النوبي يعد شئ جيد ونحن نرحب به ، وخاصة أن تسليم هذه المساكن تأخر كثيراً لأنه من المفترض كان تسليمها قبل ثورة 25 يناير . وقال هركي بأن هذه هي المرحلة الأولي التي تم تنفيذها علي أرض الواقع خلال النظام السابق بعد أن اقتنعوا بحق أهالي النوبة حيث تم الاتفاق علي 6 مناطق جنوب السد العالي ، المنطقة الأولي منها في وادي كركر وتم تنفيذها وباقي 500 بيت في كركر لتوطين أكثر من 2000 أسرة نوبية ، في حين أن هناك 5 مراحل متبقية في عمدا والسبوع والسيالة والمحرقة وأبو سمبل وخور قندي وداخل مشروع توشكي وقسطل وأدندان في الشرق ، وعقب استكمال المرحلة الأولي سيتم البدء في إنشاء المرحلة الثانية في منطقة خور قندي بأبو سمبل . وأضاف مسعد هركي بأننا نتمني من النظام الحالي أن يتم استكمال باقي المراحل ، ونتوقع من النظام الجديد حسب وعودهم لنا بسرعة التنفيذ ليتم العمل علي أكمل وجه ليتوازي ذلك مع القيام بضرورة وضع حل جذري لمساكن الإحلال والتجديد بمركز نصر النوبة ، وأيضاً هجرات أعوام 1902 و 1913 و 1933 من خلال تملك مساكنهم التي هجروا منها أثناء إنشاء خزان أسوان لأنهم حتى يومنا هذا لم يتملكوها في أسوان ، وكذا ضرورة وضع حل جذري لمشاكل واضعي اليد علي الأراضي الزراعية بمنطقة الأقصر وقنا . وطالب هركي أيضاً بسرعة تفعيل إنشاء هيئة تنمية جنوب السد وقري النوبة بالمثل ، كما تم بالفعل مع هيئة تنمية جنوبسيناء . وأكد مسعد هركي علي أننا نحن نحب هذا الوطن ، وموطننا الأصلي هو محافظة أسوان ، ونحن جميعاً كأهالي أسوان في مركب واحد ، ويجب أن ننجح سوياً من أجل النهوض بمصرنا الحبية وبأسوان وخاصة ونحن نعيش عصر الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في الجمهورية الثانية التي شهدت انتخاب أول رئيس بإرادة شعبية نزيهية . هذا فيما أشار المهندس عباس حجازي المشرف على المشروع وأحد القيادات النوبية إن اختيار منطقة وادي كركر تم بناءً على طلب أبناء النوبه أنفسهم ، وشكك البعض في صلاحية المنطقة للبناء إلا ان التحاليل أثبتت صلاحيتها للبناء والزراعة ، لافتاً إلي أن المستهدف تسكين 5521 أسرة نوبية خارج اسوان، في 6 مناطق إحداها "وادي كركر" على مساحة 2مليون متر مربع ، وتبعد 300 متر عن طريق أسوان / أبو سمبل ، ومسافة 3.5 كم من بحيرة ناصر، ومساحة المنزل 228 متراً مربعاً، منها 70 متراً مسقوفة بالقباب، والباقي فناء للاستخدامات المنزلية، وروعي فى تنفيذها ملاءمة طبيعة النوبيين الذين تعودوا عليها لتوفر لهم حياة حضارية هادئة ، وان المرحلة الأولي من مشروع وادي كركر على مشارف الانتهاء وبها 1576مسكناً، موزعة على 8 قرى مكتملة الخدمات والمرافق ، كاملة التشطيب علي الطراز المعماري النوبي، وأضاف حجازي ان القرية الأولي ستضم 258مسكنا، والثانية 246 ، والثالثة 272 ، و الرابعة 246 ، والخامسة 252 ، والسادسة 256 ، والسابعة 288 ، والثامنة 256 مسكناً، مشيرا إلى أن المشروع يرتبط بالخدمات الأساسية في اسوان ويوفر فرص عمل كثيرة بعد قرار المحافظ ، بأن تكون الأولية المطلقة للعمل في قرى أبناء النوبة لأبناء اسوان المقيمين بها، فضلا عن مساهمة المشروع في تنشيط طريق أبو سمبل السياحي من خلال إقامة مشروعات سياحية بيئية، علي غرار قرية غرب سهيل ، وبداية حقيقية لتنمية ما حول ضفاف بحيرة ناصر ، وأوضح حجازي أن القرى الثمانية ستضم أكثر من 14 ألف مواطن نوبي يخدمهم بها وحدة محلية، وأخرى لطب الأسرة، وثالثة للشئون الاجتماعية، إلى جانب قسم شرطة ومكتب بريد ومدرستين للتعليم الأساسي والثانوي العام، ومركز شباب وملاعب وسوقا تجارية، ومخبزا ومستشفي يضم أحدث الأجهزة الطبية، ومساحات خضراء.