ونحن لانزال في مهزلة التوك توك الذي يزاحم الحياة والأحياء كالعناكب في كل مكان في مصر.. طلع علينا كائن جديد أشد شرارة اسمه الموتوسيكل الصيني. أمكن له أن يختار لنفسه مجالا لحركته بين المركبات العشوائية الأخري فهذا الكائن الصيني شديد الازعاج لايتحرك إلا بعد منتصف الليل, وفي الشوارع الهادئة وياحبذا في المناطق التي ينام فيها الناس في ذلك الوقت وهو عدواني بطبعه إذ يخلو لراكبه وهو عادة من الصبية أن يحدث به فرقعات كفيلة بأن تحول ليل الشوارع الهادئة. والناس نيام إلي جحيم, وقد سألت حين جافاني النوم بسببها من أين تأتي تلك الأصوات الشرسة والمقصودة.. فقالوا لي إما أن يخرم راكبه الشاكمان لكي يحدث تلك الفرقعة التي لاتختلف كثيرا عن فرقعة القنبلة وإما أن يدوس راكبه مباشرة علي الرابع لكي يخرج منه ذلك الزئير.. ان الاستعراض الذي تقوم به تلك الموتوسيكلات يمتد يوميا حتي الفجر.. وبطريقة مقصودة.. نعم.. القصد منها غير الاستعراض العدواني ازعاج هؤلاءالناس النائمين بأمل الذهاب إلي عملهم صباحا. وكأن راكبي تلك الموتوسيكلات الرخيصة يحقدون عليهم ولسان حالهم يقول: نحن نحقد عليكم لأنكم تعملون وسنحول ليلكم جحيما حتي لاتذهبوا إلي النوم وبالتالي إلي العمل صباحا! الموتوسيكل ثمنه ألفا جنيه لاغير.. يشتريه الصبي من هؤلاء كما يشتري الموبايل إذ يدفع فيه مقدما مائتي جنيه فقط ثم يتسلمه والباقي تقسيط! انه اذن لعبة فلماذا لايلعبون بها في الشوارع طالما أنه ليس عليهم حسيب ولا رقيب؟! من الذي استورد تلك الموتوسيكلات من الصين لكي تسبب لنا كل هذا الازعاج ليس في القاهرة وحدها ولكن في كل أقاليم مصر.. المنصورة والمحلة والزقازيق وكفر الشيخ.. إلخ. ان هذه الموتوسيكلات علاوة علي أن راكبيها كل منهم في الغالب مشروع بلطجي إلا أن الموتوسيكل براكبه أيضا مشروع موت فما أن يصطدم ذلك الشبح بشيء حتي يتحول إلي صفيح ويتحول راكبه إلي جثة هامدة. من المسئول عن تلك الموتوسيكلات التي بلا ترخيص وبلا ضمير؟! وكيف يمكن للمسئولين أن يتحكموا في تلك المركبات القاتلة والمميتة؟ * وكما يقال ان معظم النار من مستصغر الشرر فلقد تركنا التوك توك ولم ننتبه له في بدايته حتي استفحل. وهانحن نترك تلك الموتوسيكلات الصيني ليتدرب راكبوها علي البلطجة عيني عينك لكي يشبوا بعد ذلك بلطجية مدربين من صغرهم. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد [email protected] رابط دائم :