منكم لله ضيعتم مصر وضيعتمونا معكم, ومع اختلافاتكم وأطماعكم, إرحمونا يامن تسمون أنفسكم بالنخبة السياسية, أو المثقفة, فأنتم لستم نخبة, ولا يحزنون, أنتم مجموعة من المنتفعين, أنتم مجموعة من المهرجين, أنتم مجموعة من أصحاب المصالح, أنتم مجموعة من الممثلين مع احترامي لكل ممثل أنتم لاتمثلون المصريين, ولاتعرفون شيئا عن المصريين الحقيقيين, أنتم من هواة السفسطة والكلام, لاتعيشون علي أرض الواقع, لم تجربوا الجوع يوما, ولم تتعر أجسادكم, ولم تلسعكم نيران البرد, تجلسون في الغرف المكيفة وتتحدثون عن الفقراء تدخنون السيجار, وتدافعون عن المحرومين, مصر أبتليت بكم كما أبتليت بالطغاة والدكتاتورية. لا أعرف من اختاركم لتكونوا النخبة؟ منه لله, من أعطاكم حق التحدث باسم الناس, وأنتم أبعد ماتكونون عنهم, أنتم مشكلة مصر, ومن ساهم في صناعة مشاكلها, أنتم من نافق الحاكم, أنتم من سار في ظل النظام, أنتم من زور عقل الأمة, أنتم من قبل يد صاحب السلطة, أنتم من رضيتم بالزواج غير الشرعي بين السلطة والمال,لأنكم تجرون خلف من يعطي أكثر لاسامحكم الله علي جريمتكم الكبيرة في حق مصر. جعلتم من أنفسكم القدوة, رغم أنكم لستم سوي قدوة مزيفة فارغة, لاقيمة ولا جوهر, مجرد طبل أجوف,شكل بلا معني أو مضمون, شوهتم عقول الشباب, غررتم بالفتيات, خربتم القيم ودمرتم الأخلاق تحت ستار المدنية والتمدن والتحرر الشائن والمشين فبئس القدوة أنتم وبئس ماصنعتم بنا وبشبابنا, أنتم لستم نخبة, أنتم نكبة علي الوطن وعلي المواطن, سرقتم الثورة من صانعيها, وركبتم الموجة, ورحتم تقتسمون كعكة السلطة, التي لم تكونوا تحلمون بالوصول اليها سوي علي جثث الشهداء, والجراحي, وبفضل سواعد الشباب الذي خرج بفضلكم من( المولد بلا حمص) رحتم تبحثون عن الغنائم, بدلا من أن تكونوا نخبة حقيقية, بدلا من أن تعملوا لصالح مصر والمصريين الذين تدعون أنكم تتحدثون باسمهم رحتم تتقاسمون غنيمة الوطن المجروح والمهان بدلا من أن تضمدوا جرح المصريين, زرعتم خنجركم في جسد الأمة,حتي لو لم تكونوا تقصدون, فأنتم قد ساعدتم في إضعاف جسد الأمة, الواهن بخناجر الطمع, والجشع, والرغبة في التسيد, تحولتم إلي صيادين للفرص. ولأن غنيمة الثورة لم تحقق لكم ماتمنيتم وماكنتم تحلمون باستمراركم في قائمة النخب المزيفة, رحتم تضعون أيديكم في أيدي من قتلوا الوطن وخانوه وباعوه, وذبحوا شبابه, وغيبوا عقول مصر كلها في سجون نظامهم, وتحولتم الي صوت في أيدي بقايا نظام الفساد, تلهبون ظهر من ركبتم موجتهم, وأردتم أن تشاركوا في غنيمة نصرهم, قبحكم الله من نخب فلولية,نخب مدعين نخب تعودت علي النفعية والمصلحة, نخب تربت علي النفاق في عهد اللامبارك وهاهي الأيام تكشف عن وجوهكم الحقيقية, هللتم للثورة طالما كانت موجة الثورة هادرة, وهاأنتم تهاجمون شركاء الثورة,لأنكم شعرتم بأن النظام القديم قد استجمع قواه, وراح يطل علينا من جديد, عبر محاكمات بلا أدلة, تدخلت لمحوها الأجهزة التنفيذية التي لاتزال تعمل لصالح النظام القديم, خلعتم ورق التوت الذي غطيتم به سوءاتكم ورحتم تساعدون الفلول لأنكم منهم, ووجهتم سهام الغل والحقد الي صفوف شركائكم, الذين ساعدتم من خلال أجهزة الإعلام المضللة علي تشويه صورتهم. فجأة أصبح الإخوان المسلمون هم سبب مشاكل مصر وسر تخلفها, ونسيتم يا أهل النخبة المزورة أنهم حموا الثورة, بشهادة شفيق,الذي انقلبتم علي الثورة وعلي الإخوان إكراما له, يوم انقلب عليهم وراح ينشر الكذب والزور والبهتان ضدهم. نسيتم من كان سببا لفقر مصر والمصريين ومن سرق مصر ونهب أموالها وجرف ثرواتها, رحتم بكل جيوش الكذب التي تدفعكم وتؤيدكم, وتفتح لكم أبواب أبواقها لتبخوا سمومكم في عقول البسطاء المنخدعين بدعاياتكم, والذين صدقوا كذبة أنكم النخبة أو الصفوة مشيتم وراء شياطين الفساد ورحتم تروجون لفزاعة الاخوان المسلمين بل وصل الأمر ببعضكم أن راح يحذر من احتلال التيارات الإسلامية لمصر,و كأن الإسلام أصبح مرادفا لليهودية, ومتساويا مع الإحتلال الإنجليزي والاحتلال الفرنسي وغيره من أنواع الاحتلال, التي أذاقت المصريين صنوف الذل والهوان, نسيتم مشكلات مصر ورحتم تترصدون كل صغيرة وكبيرة لرئيس مصر لأنه جاء عبر الحرية والعدالة, ورحتم تنسبون له كل مشكلة, ولاتجدون له أمرا حسنا. للأسف أنتم نخب مغيبة, نخب غير واعية, نخب مصنوعة, لاتعي من حقيقة الأمر سوي مايخدم مصالحها, سامحكم الله يانكبة مصر وليس نخبتها!