هم نخبتنا لكن بعضهم وقت الاختبار ربما يكون ”نكبتنا ” .. إنهم أولئك الذين تضج صفحات الصحف وشاشات الفضائيات بصراخهم .. لا يتوقفون لحظة عن إعلان سوءات النظام مطالبين بضرورة إسقاطه وفقط .. فوقت الاختبار غالبا لا تجدهم يتسربون كالماء بين الأصابع .. هناك نخبة تصوير وحوارات أدركها جيدا ويدركها العاملون في الصحف ربما يلتمسون بعضهم مصادرا وقت الحاجة .. فهم قادرون على قول أكبر عدد من الإفيهات والتصريحات التي تصلح كعناوين مثيرة في صحيفة سياسية تغنى عن صورة امرأة عارية في صحيفة صفراء .. ” النكبة ” التي أتحدث عنها نراها يوميا على صفحات الصحف وشاشات التليفزيون وفى ندوات يأخذونها لحسابهم لا يأبهون برأي فالساحة يجب أن تظل خالية لهم ولكي ينفردوا بها لن يحرموك من عناوين تفش بها غلك وتروي ظمأ المتعطشين لنقد النظام والساعين لتفريغ طاقات الغضب داخلهم .. وفي النهاية يتحول بعضهم إلى أدوات لتفريغ الكبت السياسي مثلهم مثل الصور الفاضحة في يد المراهقين.. لكنهم في النهاية وقت الجد لا يشفون غليلا ولا يؤدون دورا ينسحبون وقت الحاجة الحقيقية للفعل فهم للكلام والفرجة فقط بينما تجد بعضهم في المظاهرات لالتقاط الصور وتسجيل الحوارات . أيها ” النكبة ” كافرة أنا بكم وبنصوص خطبكم.. كافرة بخطاياكم في حقنا وكافرة بما فعلتموه فينا وبنا، لنفيق على وطن ساهمتم مع نظامه في جعله مقبرة لطموحنا ومستقبلنا.. من فضلكم كفوا عن التنظير والتطبيل فلو أفلحتم لما وصلنا لما نحن عليه ، لما وصلنا لحافة سؤال عبثي هل حقا نحب مصر ؟!! ،وهل تحبنا مصر ؟!! ، أأحببتم أنتم مصر ؟!! ... وفروا أحاديثكم ودعونا لأخطائنا لا نطلب منكم إلا أن تظلوا كما أنتم بلا روح ، لكن بعيدون عنا .. بميكروفوناتكم و كاميراتكم ابقوا في أماكنكم حيث شئتم .. تمنحون نظم طغى وتجبر شرعيته ويمنحكم وجودكم معلنا ها هنا معارضة.. عفوا هاهنا ” نكبة ” .. نخبتي ليست أنتم .. نخبتي شعبا يريد وفقيرا يدافع عن حقه وحق أبناءه في الوجود .. نخبتي ليست مثقفا سجن نفسه في أوراقه يرسم وطنا على مقاس شخصيته ونفوذه فينا .. نخبتي مثقف حمل قلمه وخرج قائلا كفى ، نخبتي ليست رجل دين يتحدث فقط حول وجوب طاعة أولى الأمر بينما ينسى أو يتناسى وجوب مجابهة الظلم والفساد وينسى أن أفضل الشهداء عند الله هو رجل قام في وجه حاكم ظالم فنهاه وأمره فقتله ، نخبتي رجل حمل دينه وخرج مستشهدا لربه ووطنه .. نخبتي أم خافت على أبنائها فخرجت معهم تدافع عن حقهم وتحميهم ملبية نداء وطنها وأمومتها ، نخبتي أناس لا نعرفهم أناس لم تكلف ” نكبتنا ” نفسها عبء الحديث إليهم وتكتفي فقط بالحديث عنهم كمادة تثرى ثوريتهم المزعومة ، هم أولئك الذين ينضمون لصفوفنا دون دعوة ودون أن يبحثوا في اليوم التالي عن صورتهم في الصحف !! كتاب .. صحفيون.. محامون .. أطباء .. أساتذة .. مثقفون .. سياسيون .. مكانكم هناك في أول الصف وليس على عرق ودماء _ أحيانا _ لشباب يحفرون مكانهم في الشارع الذي سبق وردمتموه .. مكانكم هناك بين من يعرفون الفقر والبطالة والقهر .. حدثوهم عن لقمة عيشهم وأوجاعهم قبل أن تحدثوهم عن الدولة المدنية أو الدينية علهم يؤمنوا بكم .. اختاروا وصفكم فإما أن تكونوا نخبتنا الحقيقية أو نكبتنا الحقيقية أيضا.