(1) شاهدت على شاشة ال (BBC ) العربية لقاءً مع الدكتور محمد البرادعى.. كان الصحفي الذى تولاه بالأسئلة محترفا متمرسا.. أجاد دراسة موضوعه وأعد له إعدادا جيدا؛ الأسئلة مركزة، وقد اشتملت على نقاط هامة ومركّزة.. وكان الصحفي يستخدم تكتيك الملاحقة السريعة، بحيث لايدع للمسئول فرصة للتفكير، والتعديل، أوالتسلل إلى مسارب جانبية.. أعجبنى الحوار، فواصلت متابعته إلى نهايته.. ونجح الدكتور البرادعى على طول الخط.. فيما عدا الإجابة على السؤال الأخير، الذى كان آخر طلقة فى جعبة الصحفي أطلقها فى اللحظة الأخيرة، تلك اللحظة التى يوشك فيها الهدف على التقاط أنفاسه، ويعود إلى حالة الاسترخاء العقلي المعتادة.. كان السؤال هو: هل ستسمح بمواصلة إمداد إسرائيل بالغاز والبترول فى حالة انتخابك رئيسا ..؟! حاول الدكتور البرادعى فى أول الأمر أن يتخلص من الإجابة المباشرة، فراح يستتر فى جزئية جانبية من الموضوع تتعلق بتدنّى السعر الذى تشترى به إسرائيل غاز مصر وبترولها.. فعاد الصحفي ليؤكد سؤاله: لم أسألك عن السعر.. هل تسمح أو لاتسمح..؟! إرتبك الرجل هنيهة ثم اعتدل تفكيره وقدّم إجابة معقولة .. مفادها أن هذه أمور لا تُحسم، ولا ينبغى أن تُحسم بقرار فرد واحد مهما كان موقعه من السلطة فى الدولة .. وإنما هو قرار تدرسه وتتخذه المؤسسات الدستورية، فى أى نظام ديمقراطي حقيقي، وهو ما نسعى إلى الوصول إليه... (2) أتصوّرلو كان رجلا آخر مثل أردوجان فى مكان البرادعى لقال: لا.. حتى تُنهى إسرائيل حصارها عن غزة وتعتذر، وتنفذ مذكرة مجلس الأمن بشأن إنشاء لجنة دولية محايدة للتحقيق فى جريمة الهجوم على قافلة الحرية فى المياه الدولية.. ولو كان شافيز: لقال لا.. حتى تنهى إسرائيل إحتلالها للأراضى العربية وتعود إلى حدود ما قبل خمسة يونية سنة 1967.. أما لو كانت الصحفية [هلين توماسٍ] فسوف يكون جوابها بالتأكيد: الحل الوحيد هو أن يعود اليهود من حيث أتوا .. إلى بولندا وألمانيا وروسيا وأمريكا.. وتبقى فلسطين دولة واحدة لأصحابها من المسلمين والنصارى واليهود الذين كانو فيها قبل الانتداب البريطانى.. وقبل والهجرة الإسرائيلية الكثيفة وقبل الاحتلال سنة 1948.. بمعنى آخر: العودة فى حل المشكلة إلى الجذور والأصول...! (3) على كل حال لقد بدأت آخذ الدكتور البرادعى مأخذ الجد بعد هذه المقابلة الصحفية الناجحة.. وكنت قبل ذلك أراقب عن بعد وبغير تركيز، مسلكه وتصريحاته وتفاعلاته مع القوى السياسية على الساحة، وأترقّب تتطورات الموقف فى هذا المجال.. وقد طرحت جانبا كل مايصدر من كلام وتصريحات تأتى من ناحية النظام وأجهزته الإعلامية باعتبارها مهاترات وافتراءات وأكاذيب لم يحسن المنافقون سبكها.. كان الدكتور البرادعى واضحا ومقنعا فى رده المفصّل على كل [هذا الهراء] بحسب تعبيره.. واستطاع أن يضرب أمثلة على الأكاذيب الفجة التى أشاعوها عنه.. ومن ذلك: أنهم روّجوا عنه بجهلهم أن تخصصه وخبرته كلها تدور حول العلوم الطبيعية والطاقة النووية.. وبنوا علي ذلك أحكاما مسبقة لتشويه تاريخ الرجل والتشكيك فى قدرته على القيادة السياسية.. كشف البرادعى كذبهم وجهلهم وكسلهم فى تقصى الحقائق.. فالرجل ببسطة رجل سياسة وقانون، وليس رجل علوم طبيعية بل كان أستاذا فى القانون. (4) أعجبنى كذلك موقفه من الأحزاب والتكتلات السياسية والحركات الشعبية الناشطة فى مجال التغيير.. و قد أوضح بشكل حاسم موقفه من الإخوان المسلمين .. وأكد أن أى عمل سياسى فى مجال التغيير لا يمكن فيه تجاوز أقوى حركة سياسية على الساحة لها أكبر كتلة شعبية، وأكبر رصيد منظم فى الشارع الممصري..وأردف قائلا: وقد استطاع الإخوان فى إنتخابات 2005 أن يحصلوا على ثمانية وثمانين مقعدا فى مجلس الشعب وهو عدد يفوق مجموع ماحصلت عليه كل الأحزاب مجتمعة، فهل يمكن تجاهل هؤلاء...؟! إن تجاهلهم خطأ كبير .. ولما سئل عن تفاصيل الاتفاق بينه وبين الإخوان قال: إن حركتنا نحو التغيير والديمقراطية تركز فى هذه المرحلة على المبادئ المشتركة التى لا خلاف عليها بين جميع الكتل السياسية والشعبية.. وهى تتلخص فى سبع مطالب مشهورة أهمها تغيير الدستور وإلغاء قانون الطوارئ، وانتخابات نزيهة تحت الإشراف الكامل للقضاء.. وقد وافق الإخوان على كل هذا وأكدوا أنهم يقبلون بدولة مدنية ديمقراطية تعددية.. وهذا كل مايهمنى أن أعرفه من جانبهم.. وأشار إلى أنه قَََبِِِل منهم موقفهم بعدم الالتزام بانتخاب مرشح معين للرياسة بمن فيهم [الدكتور البرادعى نفسه].. قال: "وقد قبلت هذا الموقف منهم.." واضح أن الدكتور البرادعى رجل عملي[براجماتيّ] وليس [دوجماطيقيا مؤدْلجًًا]، كما أنه يؤمن بالتعدّدية لا بالاستئصال والإقصاء، كما هو الشأن بالنسبة لقيادات حزبية تدّعى المعارضة وهى غارقة فى عسل السلطة وأحضانها...! من أمثال رفعت السعيد.. يطمح البرادعى إلى التجميع.. ويحث على الحراك الشعبي المكثف الذى يمكن به الضغط على النظام الدكتاتورى من أجل التغيير السلمي.. (5) أقول: هنا تتدخل عناصر الشخصية (الكاريزمية) وقدرتها على الإقناع والتأثيرالجماهيري.. وليس هذا مجرد دور سياسي فحسب، إنه دور إنساني وتاريخي لا مناص من ولوجه.. إن الحركة التى يقودها الدكتور البرادعى وأصبح رمزا لها هى حركة (باسمها وطبيعتها وأهدفها) حركة تغيير.. والتغييريبدأ فى العقول والأنفس.. وما أظنه غافلا عن هذه الحقيقة فهو دائما يتحدث عن (كسر حاجز الخوف وحاجز اليأس) كمقترب حتمي للحراك الشعبي الجماهيري الحاشد من أجل التغيير، وهذه حقيقة كونية لا مناص منها.. تؤكدها هذه الآية: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.. بدون هذا العنصر الروحى المقدس للتغيير فإن الجماهير الواسعة من المسلمين لن تتحرك [تحركا كثيفا واسعا فعّالا] فقط من أجل لقمة العيش أو أى مطالب مادية أخرى.. مهما كانت ملحّة، ولا من أجل الحقوق الإنسانية والعدالة والديمقراطية أو حتى إرضاء لشخص ما مهما كان محبوبا.. لأن حركة الجماهير الواسعة تتطلّب بالضرورة استعدادا للتضحية بالنفس، ولا يمكن أن يتم هذا فى مجتمعاتنا إلا باسم الله.. الناس مستعدون للتضحية بحياتهم فقط فى سبيل الله، و لن يقبلوا على التضحية بأنفسهم فى سبيل ما دون ذلك.. وأرجو أن أوضح هذه النقطة بشيء من التفصيل.. أولا: أنا أتحدث عن واقع أدركه من تحليلاتى للمفاهيم الشائعة والمؤثرة فى عقول الناس ومواقفهم وردود أفعالهم .. ومن ناحية أخرى أعلم وأُومِن: بأن سعي الإنسان الفرد والمجتمع للحصول على الحرية هو سعي فى سبيل الله.. و أن الدفاع عن المال المنهوب والعرض المغتصب هو جهاد فى سبيل الله مأجور.. و أن التعاون على البر والخير العام، والتضامن من أجل تحقيق العدل والعدالة الاجتماعية من صميم الإيمان وفى سبيل الله.. ومكافحة الفقر والظلم والفساد والوقوف ضد ترويع الناس الآمنين، كل ذلك من صميم الإيمان وفى سبيل الله... والآيات القرآنية والأحاديث النبوية فى هذا المجال تكاد لا تحصى ويستحيل إيرادها فى مقال واحد.. إذن فأين هى المشكلة..؟! المشكلة تكمن أولا فى أن هذه الحقائق ليست واضحة وضوحا كافيا فى عقول الكثرة الغالبة من الجماهير.. وثانيا وهو الأخطر أنها قد تكون غائبة أيضا عن عقول وقلوب أولئك الذين يتصدون لقيادة الجماهير من رواد التغير والإصلاح، فهل هم يدركون هذه الحقائق بوضوح كاف، ويستطيعون إقناع الجماهير العريضة بها، ولن يكون هذا بالكلام فحسب، وإنما يلزم أن يكونوا هم أنفسهم نماذج وقدوة فى التضحية من أجلها...؟! أم أن خيالاتهم تعشش فيها أحلام الثورات: البرتقالية و البنفسجية والحمراء، أوانقلابات بشكيك قرغستان وغيرها مما يحدث فى بلاد أخرى..؟! هل هم أسرى التفسير المادي للتاريخ، الذى يذهب إلى أن العوامل المادية الموضوعية هى المؤثر الوحيد في التطور التاريخي.. أم أنهم يدركون أنه لا يُمْكِنُ إغفال دور التأثير الخلاق لعامل الوَعْي الإنساني مُتَمَثِّلاً في الشخصيات القويَّة والأفكار الكبرى والمُثَل العليا .. وأن الوضع التاريخي في أي لحظة من الزمن هو نتيجة التفاعل بين هذه العوامل مجتمعة...؟ ولنأخذ الدرس الكبير من فكر على عزت بيجوفيتش ومسلكه العمليّ فى القيادة والحياة.. (6) فماذا يقول الرجل وماذا فعل...؟ إنه يقول: "إن التأثير الإنساني على مَجْرى التاريخ يتوقَّف على قوة الإرادة و قوة الوَعْي، وكلما عَظُمَت القوة الروحية للمشارك في الأحداث التاريخية كلما عَظُمَ استقلاله عن القوانين البرّانية والعكس صحيح . فمن حيث المبدأ: الإنسان حرٌّ حرية كاملة وليس للقوانين الخارجية سلطان عليه... إنَّ الإنسانَ إذا وَجَدَ نفسَه بين الأسود قد يَهْلَكُ ، ولكن هذا القانون ( البديهي ) الواضح لا ينطبق على مُدَرِّبِ الأسود . والتاريخ قصة متصلة من مجموعات صغيرة من أناس تَمَيَّزُوا بالحسمِ والشجاعة والذكاء .. تركوا طابعًا لا يُمْحَى في مجرى الأحداث التاريخية وتَمَكَّنُوا من تغييرِ مسار التاريخ ... إنَّ قوَّة الظروف الموضوعية تتزايد بالنسبة ذاتها التي يتناقص فيها العامل الفردي ، فكلما أصبح العامل الفردي هذا خاملاً غير فَعَّال كلما نَقصَ قَدْرُه في الإنسانية وزاد نَصِيبُه من الشيئية ... إننا نملكُ القدرة على الطبيعة وعلى التاريخ إذا كانت لنا القدرة أولا على أنفسنا .. وهذا هو موقف الإسلام من التاريخ : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .." "هذه النظرة الإسلامية الجوهرية للأحداث التاريخية تستطيع أن تُفَسِّرَ لنا سير التاريخ وأن تُحَدِّدَ نصيب الناس في ( أحداثه ) ... وهى التى تُفَسِّرّ لنا التأثير الخلاق للمُثَل العليا في الواقع التاريخي، وتغيير هذا الواقع خلال إرادة الإنسان وطاقته ، ومن ناحية أخرى تُفَسِّرُ لنا دور العوامل الموضوعية، أو ضرورة الاعتماد على الحقائق الموضوعية . هذه النظرة الإسلامية تَرْفُضُ الحتمية التاريخية كما تَرْفُضُ أيّ مثالية جوفاء لا جذور لها في الواقع .. إنَّ الحقائق والأفكار ، ومن ثَمَّ الواقع والإنسان ، يأخذ كلّ منها حدوده، فى إطار هذه النظرة الإسلامية" .. (7) إننى أدعو قيادات حركة التغيير والإصلاح أن يقرءوا كتاب على عزت بيجوفيتش "الإسلام بين الشرق والغرب"، ومن قرأه منهم مرة قبل ذلك فلْيُعِدْ قراءته مرة ثانية.. ولن يندم على أى لحظة من الزمن قضاها مع كتاب هذا المفكر الإصلاحي العظيم.. كما أدعوهم للتأمل فى السيرة العملية لهذا القائد الملهم، الذى تولى رئاسة شعبه فى أسوأ وأحْلك ظروف تاريخية مأساوية مرت به .. وقد انقضّ عليه الصرب لاستئصاله وتصفيته فى حرب سُمّيت رسميا "حرب التطهير العرقيّ..!"..إستخدمت فيه صربيا خامس أقوى ترسانة عسكرية فى العالم حينذاك، ورثتها من الجيش اليوغسلافي.. وكان مقدّرا أن يمحو الصرب شعب البوسنة من الوجود فى غضون أيام أو أسابيع، فلم تكن البوسنة فى ذلك الوقت تملك جيشا ولا سلاحا، ولا جنديا واحدا.. وعلى عزت نفسه لم يكن يعرف حتى الإمساك بسلاح .. فقد كان مناضلا سياسيا ومفكرا ورجل قانون، وقضى معظم حياته فى سجون الدولة الشيوعية.. ولكن تحولت البوسنة فى عهده وفى أسوأ ظروف دولية مرت بها إلى قوة مقاومة لايُسْتهان بها.. مسلحة بأسلحة خفيفة نعم..! ولكنها استطاعت أن تحيّد مئات الدبابات الصربية وأن تشتبك مع القوات الصربية فى معارك ضارية، وتستولى على أسلحة جنودها.. ولقد سجلت صربيا أسماء ما يقرب من خمسين ألف جندي هارب من الجيش الصربي فرارا من ضراوة الاشتباكات مع البشناق، الذين بقبلون على الموت بقلوب مؤمنة وبإرادة من حديد.. (8) إستطاع البشناق المسلمون أن يصمدوا فى المقاومة رغم المجازر الوحشية والتآمر الغربي ضدهم، لا أسابيع فقط بل سنوات قاربت الأربعة .. وقبل أن تتدخل الولاياتالمتحدة لوقف إطلاق النار كان المسلمون يملكون على الأرض جيشا مسلحا ومدربا قوامه مائتى ألف جندى، بفضل قيادة رجل حكيم مؤمن .. وبفضل المثل الأعلى الذى ضربه لشعبه .. فقد عاش الرجل زاهدا يأكل من أوسط ما يأكله الناس .. رفض أن ينتقل إلى قصر الرئاسة وبقى فى شقته المتواضعة فى سراييفو.. مع جيرانه السابقين يشاركهم فى معيشتهم وفى معاناتهم اليومية من القصف المدفعى المتواصل.. ورفض أن تُعلّق له صورة فى أى مكان من الإدارات الحكومية .. ورفض أن يتميز عن أفراد شعبه بأى ميزة.. فقد اعتبر نفسه واحدا منهم، يحيا معهم ويعيش مشكلاتهم اليومية، لذلك تفانوا فى حبه وبذلوا أرواحهم فى سبيل الله والدفاع عن وطنهم .. ولم يتورطوا فى أعمال الانتقام الوحشي، عندما تمكنوا من الصرب فى كثير من المعارك، لأن قائدهم علّمهم وأمرهم ألا يقتلوا مدنيا ولا أسيرا، ولا يقطعوا شجرة قائمة ولا يقتلوا حيوانا، ولا يحرقوأ منزلا أو زروعا، ولا يعتدوا على شيخ أو طفل أو امرأة أو راهب فى كنيسته، كما فعل الصرب بهم.. وعندما انتهت الحرب ورأى أنه أوْصل شعبه إلى مأمنه، وأوقف تدفق حمامات الدم التى جرت على أرضه ما يقرب من أربع سنوات، استقال الرجل من منصبه فى رئاسة الجمهورية وفى قيادة الحزب معاً .. ولو أراد أن يحيا حياة السلطة والأبّهة والرفاهية، ويتمتع بثمارجهاده وتضحياته، ويسكن القصور بقية عمره، (وربما واتته الفرصة لتوريث هذه السلطة لابنه بكر أيضا)، لمدّ يده إلى الأمريكيين وتعاون مع القوى المتحكمة فى المنطقة.. ضد مصالح شعبه ووطنه ومستقبله، ولكنه آثر الانسحاب وتسليم المسئولية لأجيال أخرى لتأخذ نصيبها من النضال.. وتفرّغ هو لمهنته الأصلية فى التفكير والتأمل والنصيحة .. وقام بتسجيل تجربته الفريدة للأجيال، فى مذكرات تعتبر من أروع وأخلص ما كُتب فى هذا المجال.. ولم تمضِِ على ظهور الطبعة الأولى من المذكرات سوى بضعة أشهر قليلة حتى أسلم على عزت روحه إلى بارئها .. مضى الرجل العظيم، ولكنه خلّف من ورائه شعبا حرا، وفكرا يُستضاء به، وسيرة عطرة وقدوة صالحة، لقائد متجرد مخلص لربه وشعبه ووطنه.. مثل هذه القدوة هو مانحتاجه اليوم لإنقاذ أمتنا مما تردّت فيه من كبوات وهوان ونكبات.. نعم: فى الطريق أشواك وعقبات ولكن توجد شموع مضيئة حولنا لو التفتنا إليها.. وتنبهنا إلى أهميتها... والله هو الموفق إلى سواء السبيل... [email protected] ملحوظة: لا بد من الإشارة إلى أن تعليق الدكتورتامر أنيس على عبارة فى مقالتى السابقة دقيق وفى محله، وسيجد إن شاء الله نسخة معدلة فى موقع التاريخ والعرب نيوز وله منى جزيل الشكر...