انضم عدد من الكتاب والمثقفين لرافضي مسودة الدستور الجديد والتي خلت تماما من النص علي أي دور للمثقفين والكتاب والمفكرين مما اعتبروه تجديدا لاستمرار حالة الاقصاء التي بدأها التيار المشكل للجنة من استبعاد للمثقفين والمبدعين واعتبروها معيبة لأنها لا تمثل إلا تيارا واحدا في حين استبعدت منها فئات كثيرة من الشعب. وأعلن البعض الخروج في مليونية يوم الجمعة لإعلان رفضهم التام لهذه المسودة واللجنة ككل. أكد الأديب بهاء طاهر أنه كان يرفض هذه اللجنة لأن تشكيلها من الأساس معيب, وقال طالبنا بعمل لجنة تضم كل أطياف الشعب المصري ومنهم المثقفون ولكنهم استبعدوا كل من رشحهم وزير الثقافة واتحاد الكتاب ولهذا أري أن هذه اللجنة لا تشبه مصر ولهذا رفضت أن يكون لي بها أي علاقة والحل برأيي أن نشكل لجنة حقيقية تضم كل أطياف الشعب المصري وأن لم يحدث هذا فأي ناتج لن يكون في صالح الشعب المصري. وقال الروائي ابراهيم عبد المجيد أن هذه اللجنة خطيئة كبيرة ارتكبها النظام الحاكم ومعه المجلس العسكري مؤكدا أنهم وضعوها بسرعة قبل حل مجلس الشعب في محاولة منهم لخداع الشعب, وأضاف عبد المجيد كلما قرأت بندا من بنود المسودة أري وكأنها ما وضعت إلا لتكبيل المجتمع المصري حتي إنهم لم تفوتهم الإضرابات ولهذا أشعر بأنهم يعملون لإدخال المجتمع في ديكتاتورية جديدة باسم الدستور وهذا لم نره في أي من الدساتير السابقة وأعتقد ليس أمامنا إلا مليونية نطالب فيها بإسقاط هذه اللجنة من الأساس. يصف صفاء عامر هذه المسودة بالمزعجة وأنها تؤكد علي استمرار تجاهل المبدعين وأنها تحمل نوايا غير حسنة متسائلا عن السباق الذي يجري بين وضع الدستور, وبين مواعيد الجلسات التي تطالب بحل لجنة الجمعية التأسيسية للدستور وقال هم يحاولون الانتهاء من الدستور قبل الحكم وأنهم أيضا متأكدون أن الاستفتاء لن يأتي بنتائج سلبية ويراهنون علي ذلك وأضاف عامر طلبنا مرارا وتكرارا اتحاد القوي السياسية ولكنهم حتي حين اتفقوا انقسموا إلي أربع جهات. أكرر لابد من الاتحاد لمواجهة الهجمة الشرسة التي نواجهها كمبدعين. وقال السنياريست أنور عبد المغيث أن الفن والثقافة هي المرآة العاكسة والمساهمة في حركة نهضة مصر مؤكدا أنهم يتعرضون لهجمة صحراوية استبدادية سواء كانت بقوة السلاح أو بقوة المخزون الديني وعلينا أن نلازمهم ملازمة الدائن للمدين ليعلموا أن الشارع المصري لم يقل كلمته بعد وأن اللحظة الراهنة مازالت مفتوحة علي إمكانات راهنة وجمرة الثورة مازالت حية في الشارع, لقد خرجنا من الثورة بمكسب ضخم وهو إفاقة بعض القوي السياسية ومازال الجديد قادما. وقالت الكاتبة فتحية العسال انها كانت متأكدة من خروج المسودة بهذا الشكل لأن الجمعية الواضعة للدستور مشكلة من فصيل واحد وهو الفصيل الإسلامي الذي لا يهتم بالمثقفين ولا المبدعين ولا المرأة ولا بالمساواة بين الرجل والمرأة ولهذا وضعوا في بند المساواة بين الرجل والمرأة جملة بما لا يخالف شرع الله ولهذا قمت برفع قضية لإلغاء هذه الجمعية رافضة المسودة بكل ما فيها من بنود بالاضافة لذلك ستكون هناك مليونية يوم الجمعة لرفض هذه المسودة. ورفض الكاتب فكري النقاش هذه المسودة وقال كيف لبلد يريد أن يبني نفسه أن يتجاهل قوته الأساسية من المثقفين والمبدعين, أعرف تماما أن الأحزاب العقائدية كلها تنتهي نفس النهاية هي دائما لا تريد إلا نشر ثقافتها في مقابل القضاء علي كل الثقافات الأخري ولكن لا يجب أن يظل المثقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه المحاولة لإقصائهم, أؤيد مليونية رفض المسودة ويجب أن يتكاتف الجميع.ويحمل الشاعر عبد المنعم رمضان المسئولية كاملة للقوي السياسية متمثلة في البرادعي وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم مؤكدا أنهم وقعوا تحت سطوة رغباتهم الشخصية في الزعامة علي حساب الوطن مؤكدا أن الجمعية التأسيسية ما هي إلا تعبير عن أشياء كثيرة نعيشها بنفس النهج وقال رمضان أرجو أن يكون رفض اتحاد الكتاب للمسودة نابعا عن حالة رفض حقيقية وإلا تكون بسبب رفض الجمعية انضمام محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب لها. وقال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أن الدستور يحمل مواد ما كان ينبغي أن تكون فيه وتجاهل مواد أخري وأضاف المواد الخاصة بحقوق الإنسان والحريات العامة وحرية الفكر والابداع والاعتقاد غير كافية وكل هذا لأن الجمعية التأسيسية التي وضعت المشروع في معظمها تنتمي إلي تيار بعينه ولا تمثل فئات وقوي الشعب المصري بطبقاته وفئاته المختلفة ويكفي أن تسأل عن مكان المثقفين في هذه الجمعية فلا تجد مثقفا واحدا بمعني الكلمة إذ كنا نقصد بالمثقف أنه المشتغل بتوجيه الرأي العام, فهناك محترفون وقانونيون ورجال محترمون ولكن الأسماء الكبري في الثقافة المصرية المعاصرة غير ممثلة علي الإطلاق.