كان العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة علي الورق حتي الآن عضوا في مجلس إدارة النادي الأهلي الذي دفع بالمئات من جماهيره إلي بورسعيد عبر رحلة غير مأمونة العواقب ليعودوا بدون74 من شباب مصر. قتلتهم يد الغدر والتعصب في مدرجات ملعب لكرة القدم, وكان من الذين تنصلوا من المسئولية وشاركوا في الزفة الإعلامية حول القصاص ورعاية أسر الشهداء, ومن هنا ليس بغريب عليه أن يكون أول المنادين بعودة مسابقة الدوري الممتاز في وقت لم تتخذ فيه أي استعدادات أو تأمينات وحتي دون الرجوع للاتحاد المسئول لأنه ببساطة من مدرسة تقتل القتيل وتمشي في جنازته.. مدرسة نشأت في أحضان النظام القديم وتعرف كيف تداري السوءات بصفارات كرة القدم التي تشغل الجميع وتنسيهم ما هم فيه, ولكنه لم يكن يعرف أن هذه المرة فيها دم, وفيها حرب علي الفساد, وفيها رموز سقطوا ولن يكون لهم مأوي ولا مسكن إلا السجون! وكما تراجع عن أول قرار عنتري اتخذه بتعيين لجنة مؤقتة لإدارة الكرة المصرية برئاسة عصام عبد المنعم, تلقي أمس ضربة موجعة تهز الكرسي من تحت أقدامه, عندما رفض المجلس الجديد لاتحاد كرة القدم أن يكون تابعا له, أو أن يخوله سلطاته التي نص عليها القانون, وقرر تأجيل المسابقة لأجل غير مسمي وهو قرار علي ما فيه من آثار سلبية مدمرة للاقتصاد, وردود سلبية علي معيشة الآلاف من أسرة كرة القدم إلا أنه جاء حقنا للدماء وحفاظا علي الأرواح! لم يعرف وزير الرياضة- الذي لم تظهر له بصمة حتي الآن وإن ملأت صوره وتصريحاته كل أنواع وسائل الإعلام- أن زمن القرارات العشوائية انتهي, فأصر علي سياسات قديمة, ولكنه وجد من يتصدي له ويوقفه عند حده, ويكشف نواياه للسيطرة علي صناعة القرار في اللعبة الجماهيرية وكأنه يخلص ثأرا قديما, يعني- باختصار هزمه عبد فقير هو جمال علام رئيس الجبلاية الذي أثار نجاحه في الانتخابات جدلا واسعا! [email protected] رابط دائم :