تصر أسرة كرة القدم في الأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية علي التعامل مع الإعلام في السراء فقط وتبعده في الضراء بعد أن تكون كالت له ما فيه وما ليس فيه من النقائض, في الوقت الذي تطلب فيه كل اللعبات الأخري نظرة, وهي التي تكون حققت للرياضة المصرية أفضل مما تحققه الساحرة المستديرة! ومع الاعتراف الكامل بوجود تجاوزات إعلامية من شأنها إثارة القلاقل, ومع التسليم بأن السماء المصرية مليئة بالعديد من الفضائيات الرياضية التي دخلت بأغلبية ودون نظام وتنظيم وخطة وتخطيط وشذت عن النقد الهاديء البناء الذي لا يسبقه ولا يتبعه مصلحة أو هوي.. مع التسليم بأنهم وضعوا البيض كله في سلة واحدة إلا أنه لا يجب أن يكون رد الفعل بهذه العدوانية وتلك العشوائية التي تنكر علي الإعلام دوره وهو الذي جعل من كرة القدم كيانا كبيرا يتابعه الملايين, ولولاه ما كانت علي هذه الحالة من الشعبية الطاغية! والأندية الكبيرة في كل دول العالم تعرف كيف تتجاوز الهزيمة, وكف تعود من جديد كيف تستثمر فريق كرة القدم خاصة إذا كان من أندية البطولات التي تتمتع بجماهيرية كبيرة وعريضة, وهناك من يفرض رسوما علي زيارة ملعب الفريق, ويطرح التذاكر للتدريبات والمباريات الودية حتي يدر دخلا يصرف منه علي الفرق والصفقات التي تكفله الكثير وكلها وسائل لا تقل في أهميتها عن ترويج فانلة النادي وشعاره وغيرهما من الأشياء التي تعد حقا أصيلا لها! ومن حق المدرب أن يجعل أحد التدريبات سريا إذا أراد أن يجرب شيئا جديدا, أو حتي يوفر التركيز للاعبين, ولكن ليس من حقه أن يضرب ستارا بين النادي والإعلام لمجرد أنه تعرض لانتقاد لخسارته بطولة واثنتين! ومن المفترض أن تكون مثل هذه القرارات سيادية لمجلس إدارة النادي لا أن يتركها للجهاز الفني يتخذها بعواطفه.. إذا فاز لا يري من الإعلام أي مضايقة, وإذا خسر يصنع عدوا ويتهمه ويمنعه من الدخول والحضور, وهي حرب مفتعلة لا شك سيخسرها!