تعودنا خلال السنوات الماضية علي أن نقضي أجازة يوم6 أكتوبر مع مجموعة من الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن الانتصار أو تجسد بعضا من احداث حرب الاستنزاف التي مهدت للعبور العظيم. ولكن اجازة هذا العام واليوم الذي سبقها والذي تلاها أيضا مرت دون ان نشعر بأي تنويه درامي عن هذا اليوم الخالد في تاريخ مصر في القنوات الحكومية والخاصة أيضا وكأن هذه الذكري لا تعني مصر الآن من قريب أو من بعيد قد يقول قائل ان معظم القنوات قد نقلت مساء السبت الاحتفال الرسمي للدولة والذي شهده وتحدث فيه رئيس الجمهورية وهذا يكفي. وقد يقول قائل آخر ان كل الاعمال الدرامية سواء منها السينمائية أو التليفزيونية التي انتجت لتعيد هذا الحدث الذي غير التاريخ العسكري لم تعبر حقيقة عن عظمة الحدث ثم انها عرضت طوال السنوات الماضية اكثر من مرة حتي حفظها المشاهد عن ظهر قلب. ورغم أن القولين لا يخلوان من الوجاهة وبعض المنطقية الا انهما عذر أقبح من ذنب فالتليفزيون المصري مطالب دائما بتذكير الأجيال عاما بعد عام بالأيام الخالدة في تاريخ بلاده فأنجازات الحاضر والمستقبل ترتبط كل الارتباط بانتصارات الماضي بل وايضا باحباطاته في بعض الاحيان منها نأخذ باستمرار الدروس ونتعلم من الاخطاء. الامر في النهاية غريب وكل ما أتمناه ان يكون خطأ غير مقصود وليس جزءا من محاولة لاسدال الستار علي هذه الصفحة الخالدة من صفحات التاريخ المصري.