تشهد مصر طفرة غير مسبوقة فى مجال النقل بالجر الكهربائى، وتتقدم مشروعات الهيئة القومية للأنفاق بخطى سريعة نحو تحقيق واحدة من أكبر شبكات النقل الكهربائى الحديثة، تمتد من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ومن الدلتا حتى أقصى الجنوب، فالقطارات الكهربائية لم تعد مجرد مشروعات على الورق، بل واقع يتحقق على الأرض، ليغيّر خارطة النقل والتنمية فى مصر.. ملفات كثيرة فتحتها «الأخبار» مع د. طارق جويلى، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، حول تفاصيل شبكة القطار الكهربائى السريع ومراحل التقدم فى مشروعات المونوريل والمترو، متحدثًا عن رؤية الهيئة لتوطين الصناعة وتعزيز دور القطاع الخاص، مشيرًا إلى وجود خطط مستقبلية لتحويل مصر إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات. اقرأ أيضًا | النقل الأخضر يغير وجه مصر.. إنجازات تاريخية في مترو الأنفاق والجر الكهربائي فى البداية.. ننطلق من مشهد القطار الكهربائى «الدزيرو» وتحركه على المسار بمحطة حدائق أكتوبر.. إلى أين وصلنا فى مراحل التنفيذ؟ يُجرى حاليًا تنفيذ الأعمال الإنشائية للمحطات والمسار للشبكة على التوازى، حيث تتكون الشبكة من 4 خطوط بإجمالى 2250 كم بإجمالى 74 محطة، وجارٍ حاليًا تنفيذ 3 خطوط بطول 2000 كم تضم 60 محطة، حيث يمتد الخط الأول (السخنة-مطروح) بطول حوالى 660 كم، تضم 21 محطة، تبدأ من محطة السخنة على ساحل البحر الأحمر مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة والإسكندرية والعلمين وانتهاءً بمحطة مطروح على ساحل البحر المتوسط، وبذلك يكون قد تحقق الربط بين البحرين بريًا باعتبارها «قناة سويس جديدة على قضبان»، ويتبادل خدمة نقل الركاب مع القطار الخفيف بمحطة العاصمة الإدارية ومع الخط الثانى من شبكة القطار السريع فى محطة حدائق أكتوبر ومع مونوريل غرب النيل فى محطة 6 أكتوبر ومع خط سكك حديد «القاهرة - أسوان» فى محطة الجيزة ومستقبلًا مع الخط السادس للمترو فى محطة أحمد عمر هاشم (1)، كما تم الانتهاء من تصنيع 20 قطارًا إقليميًا ووصول قطارين وتصنيع 6 قطارات سريعة ووصول القطار الأول، وتم تصنيع 14 جرارًا كهربائيًا.. كما يمتد الخط الثانى (6 أكتوبر- أبو سمبل) من محطة العياط، وحتى مدينة أبو سمبل بطول 1100 كم تضم 36 محطة وسيحقق الخط العديد من المميزات الاقتصادية للدولة. دعم التنمية ما الدور الذى ستلعبه شبكة القطارات السريعة الجديدة فى دعم التنمية العمرانية والصناعية فى مصر؟ القطار السريع يعتبر قفزة حضارية هائلة فى مجال النقل السككى بالجر الكهربائى بصفة خاصة وفى مجال النقل بصفة عامة ويعد محاور تنموية لوجستية وربط مناطق الإنتاج الزراعية والصناعية بمراكز التصدير بالموانئ البحرية، ويسهم فى تنشيط السياحة وخدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وإعادة توزيع السكان وخلق محاور تنمية جديدة وهو محور تنمية لخدمة المجتمعات العمرانية الجديدة، كما يتطابق مسار الخطين الأول والثانى من الشبكة مع مخطط (ممر التنمية) الذى اقترحه العالم المصرى «د. فاروق الباز» بهدف تحقيق تنمية زراعية وعمرانية من خلال زراعة مليون فدان واستيعاب 20 مليون مواطن على مسار تنموى بطول 1200 كم من الإسكندرية وحتى أبو سمبل. ما موقف الخط الرابع للقطار السريع «ميناء بورسعيد - ميناء أبو قير»؟ يقوم حاليًا اتحاد شركات مصرى بالتعاون مع شركة صينية لإعداد الدراسات لإنشاء وإدارة وتشغيل المشروع، كما يقوم الاتحاد بالتنسيق لإنشاء شركة مالكة للمشروع بنظام الشراكة «PPP» تضم الهيئة القومية للأنفاق، كما سيقوم بالتعاقد مع شركة صينية لإنشاء وتشغيل وإدارة المشروع مع الأخذ فى الاعتبار التعاقد مع الشركات الوطنية للتنفيذ، حيث تم التخطيط لإنشاء خط قطار كهربائى سريع شمال الدلتا يربط بين بورسعيد ومدينة أبو قير بالإسكندرية بطول حوالى 250 كم و14 محطة مرورًا ب 6 محافظات «بورسعيد - الدقهلية - دمياط - كفر الشيخ - البحيرة - الإسكندرية»، موازيًا للطريق الدولى الساحلى، ويخدم أماكن التنمية الصناعية والعمرانية الجديدة. القطاع الخاص كيف يشارك القطاع الخاص فى دعم منظومة شبكة القطارات السريعة؟ يلعب القطاع الخاص دورًا أساسيًا فى دعم الهيئة القومية للأنفاق فى تنفيذ وتشغيل وصيانة شبكة القطارات السريعة، وذلك ضمن توجه الدولة لتوسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف تحقيق التنمية المستدامة وضمان كفاءة واستمرارية المشروعات القومية الكبرى، حيث تشارك شركات المقاولات المصرية فى تنفيذ الأعمال الإنشائية للمحطات. رؤية الرئيس السيسى أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا للنقل واللوجستيات.. كيف تسهم الهيئة فى تحقيق تلك الرؤية؟ نعمل طبقًا لرؤية القيادة السياسية، وذلك بتنفيذ شبكة نقل سككى بالجر الكهربائى الأخضر المستدام يربط جميع أنحاء الجمهورية ليس فقط لنقل الركاب ولكن لنقل البضائع أيضًا من أماكن الإنتاج والموانئ الى أماكن التوزيع والتصدير والعكس، وذلك عبر تحقيق التوازن والتكامل بين جميع مختلف وسائل النقل مثل القطار الخفيف (LRT)، والمونوريل، والقطار الكهربائى السريع ضمن منظومة متكاملة لدعم التوسع العمرانى الأفقى من خلال نقل الكتلة السكانية المتركزة فى القاهرة الكبرى إلى المدن الجديدة وتقليل زمن التنقل مما يسهم فى تحسين جودة الحياة وزيادة الإنتاجية، وتحقيق التكامل التنموى على مستوى الجمهورية عبر ربط المناطق الصناعية والزراعية والمدن الجديدة والمناطق السياحية بشبكة نقل حديثة تدعم التنمية فى مختلف المجالات، وربط الموانئ والمراكز اللوجستية وتنشيط وتنمية الصناعات المحلية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية و توطين الصناعات الثقيلة، وتطبيق معايير الاستدامة فى جميع مراحل التنفيذ والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وتشجيع نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى التمويل والتشغيل وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. توطين الصناعة ما الخطوات التى اتخذتها الهيئة لتوطين صناعة مكونات وسائل الجر الكهربائى؟ هناك العديد من الخطوات بالفعل لتوطين الصناعات الثقيلة وعلى رأسها توطين صناعة الوحدات المتحركة، حيث تم مشاركة مصنع سيماف لشركة هيونداى روتيم الكورية فى أعمال تصنيع 32 قطارًا للخط الثالث، وتم تجميع 10 قطارات بمصنع سيماف، ويجرى التعاون بين شركة نيرك المصرية وهيونداى روتيم الكورية لتصنيع 40 قطارًا للمترو؛ حيث سيتم تصنيع 6 قطارات فى كوريا و34 قطارًا فى مصر، كما ستقوم شركة نيرك بتوريد21 قطارًا لمترو الإسكندرية، إضافة إلى أنه تم وضع حجر الأساس للمجمع الصناعى بمدينة برج العرب التابع لشركة ألستوم الفرنسية لإنشاء مصنعين لإنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية وكافة أنواع الوحدات المتحركة والذى يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى السوق المصرى وتقليل الاعتماد على المنتج المستورد وتصدير الفائض للدول العربية والأفريقية. مشروعات جديدة تنفذ الهيئة العديد من المشروعات خلال الفترة الحالية.. ما أهمها؟ نبذل قصارى جهدنا فى تنفيذ جميع المشروعات على التوازى والتى يبلغ إجمالى أطوالها حوالى 2190 كم بعدد 165 محطة، وهى المرحلة الأولى من الخط الرابع للمترو «حدائق الأشجار - الفسطاط»، حيث يجرى تنفيذ المحطات والأنفاق، والمرحلتين الثالثة والرابعة من القطار الكهربائى الخفيف (مدينة الفنون والثقافة - العاصمة المركزية - العاشر من رمضان) ،و مونوريل شرق النيل (إستاد القاهرة - مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية)، ويتم حاليًا أعمال التشغيل التجريبى، ومونوريل غرب النيل (وادى النيل - أكتوبر الجديدة)، ويتم حاليًا أعمال التشغيل التجريبى له واستكمال باقى الأعمال، إضافة إلى شبكة القطار الكهربائى السريع، ومترو الإسكندرية (أبوقير - محطة مصر)، وترام الرمل (فيكتوريا - الرمل)، إضافة إلى أعمال التطوير والتحديث التى تتم للخطوط الثلاثة للمترو. المونوريل ما الموقف الحالى لمشروع المونوريل؟ يجرى حاليًا التشغيل التجريبى لمونوريل شرق النيل (العاصمة الإدارية) من محطة استاد القاهرة بمدينة نصر وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية بطول 56.5 كم، ويشتمل على 22 محطة، سينقل الخط حوالى 500 ألف راكب/يوميًا، أما عن مونوريل غرب النيل (السادس من أكتوبر) تم فى سبتمبر الماضى بدء تجارب التشغيل التجريبى من محطة أكتوبر الجديدة، وحتى محطة مول مصر، ويتم استكمال باقى الأعمال، حيث يمتد الخط من أكتوبر الجديدة حتى محطة وادى النيل بالمهندسين بطول 43.8 كم ويضم 13 محطة، سينقل الخط حوالى 500 ألف راكب/يوميًا، ويخدم التوسعات الكبيرة فى مدينة 6 أكتوبر مثل مشروع الإسكان الاجتماعى ومشروعات التنمية جنوب أكتوبر، وسيتبادل مع الخط الثالث للمترو فى محطة وادى النيل بالمهندسين ومع محطة قطارات صعيد مصر فى محطة بشتيل ومع القطار الكهربائى السريع (السخنة-مطروح) عند محطة نادى نقابة المهندسين، ومستقبلًا مع المرحلة الثالثة من الخط الرابع للمترو عند محطة جامعة 6 أكتوبر. الخط الرابع للمترو تعمل ماكينات الحفر بكل طاقتها للانتهاء من الخط الرابع للمترو.. إلى أين وصلت نسب التنفيذ؟ الخط الرابع للمترو يربط بين محافظتى القاهرةوالجيزة ومدينة السادس من أكتوبر، وسيقدم خدمة لنقل الركاب بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وسينقل فور اكتماله 1.5 مليون راكب/يوم، وسيتم تنفيذه على 4 مراحل، المرحلة الأولى (حدائق الأشجار-الفسطاط)، والتى يتم تنفيذها حاليًا وتمتد بطول 19 كم بعدد 17 محطة، ومن المخطط أن تكون المرحلة جاهزة للتشغيل فى يناير 2028. مقترح مد الخط الأول للمترو إلى مدينة شبين القناطر وصل إلى أين؟ يقوم المكتب الاستشارى الإسبانى TYPSA بإعداد الدراسات المبدئية لمشروع امتداد الخط الأول حتى شبين القناطر من خلال منحة من الجانب الإسبانى.