من بين الأوراق والرسائل وحالات المرض المتعددة التي ترد إلي صفحة مع الناس توقفت أمام رسالة لفت نظري العنوان الذي بدأ به صاحب الرسالة رسالته وهو "رجولتي ليست ترفا" ووجدتني أقرأ الرسالة واستشعر مدي الألم النفسي والبدني لرجل كتبت عليه الأقدار أن يصاب بمرض في الجهاز التناسلي جعله فاقدا لإحساس الرجولة وفاقدا لتعاطف الناس معه باعتبار أن ما يعاني منه مرض يمكن تجاوزه والاستغناء عنه في رأي البعض. ولكن في رأيه هو الأمر يبدو مختلفا إلي الحد الذي يفكر فيه أن ينهي حياته بيده لكي يتخلص من يأسه وإحساسه انه يعيش برجولة ناقصة. ويقول صاحب الرسالة التي بعثها لي من أقاصي الصعيد في سوهاج. ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك فقد يئست من حالتي إلي حد جعلني أعتقد أن الدنيا لن تلتفت لمن هو في مثل ظروفي أبدا. هم يستكثرون علي العلاج والشفاء. يرون أن رجولتي شيء من الترف ليس لي حق في علاجها.! أجل أنا مريض يا سيدي في رجولتي بسبب بعض المشاكل والاضطرابات في أوردة الحوض التي تعرضت لها في صباي عند سن البلوغ ووقتها استطعت بمساعدة الأهل إجراء عملية بمستشفي قصر العيني لزرع جهاز تعويضي يساعدني علي الإحساس برجولتي ولكن الأمل لم يتحقق فقد تزوجت مرتين وفي كل مرة يكون مصير زيجتي الفشل. وأنفقت كل ما أملك علي الأطباء والمستشفيات "ودخت السبع دوخات" ما بين العقاقير الدوائية والتعرض لجهاز الذبذبات الكهربائي بلا فائدة. الأمل الوحيد الذي تبدي لي وسط حلكة ظلام اليأس ببارقة شفاء عندما قال لي الطبيب في نهاية المطاف أنه في الخارج توصل العلماء إلي علاج ناجز لمن هم في مثل حالتي ولكن تكلفة السفر وهذه العلاجات باهظة التكاليف. التأمين الصحي قال لي رجولتك نوع من الترف ونفقات السفر للخارج عالية تعجز الدولة عن توفيرها. أكتب لك يا سيدي لأصرخ مليء جوفي وأقول ان رجولتي ليست ترفا وأنه كما أن هناك أمراضا مستعصية تدفع بأصحابها إلي الموت أجد حالتي علي رأس قائمة هذه الأمراض وشيئا فشيئا يتملك مني اليأس ويدفعني إلي الانتحار فهل تكون هذه هي النهاية أم مازال علي طريق الأمل تبقي هناك خطوات؟! ولصاحب هذه الرسالة التي مهرها في النهاية بحروف للإرشاد عن شخصيته أقول: يا أخي لا تقنط من رحمة الله سبحانه وتعالي "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" فبالتأكيد طريق الأمل ممتد إلي ما لا نهاية وخطواتك فيه نحو تحقيق آمالك بالشفاء سوف تكون جدية إن شاء الله ولكن عليك أن تقشع عن عينيك عتمة اليأس وتنفض عنك الإحباط والإحساس بالضياع الذي قد يدفع بك إلي الجنون أو الانتحار فأي بلاء من الله سبحانه وتعالي هو اختبار حقيقي لإرادة العبدوصبره وبقدر صبرك ويقينك أن رحمة ربك لن تتجاهلك ستكون خطوات الأمل قريبة وأقرب مما تتخيل ولعل أصحاب القلوب الرحيمة من أهل بلدتك بسوهاج يقفون معك ويساعدونك في تجميع المبالغ التي أنت في حاجة إليها للعلاج بالخارج وتستعيد رجولتك المهدرة كما تقول وإن كنت أقول لك أن الرجولة الحقيقية بداخلك وليست خارجك وأي مرض في الدنيا أيا كان ترفا أو معضلا نقطة البداية في الشفاء منه تبدأ من داخل الإنسان وهي الإرادة واليقين في شفاء سوف يأتي حتما من عند الله عز وجل. للمراسلة: القاهرة شارع الجلاء مؤسسة الأهرام جريدة الأهرام المسائي المبني الجديد رقم بريدي11511 [email protected]