تسير الفوضي ببجاحة واستهتار بالقيم وبقيمة الوطن مما يؤجل نهضة مصر.. تارة باسم مطالب فئوية وأحيانا باسم الشرعية الثورية التي تطالب بالمستحيل في التو واللحظة. وكثيرا باختراعات مهووسة توحي بطغيان الطائفية المتطرفة التي ترفضها طبيعية مصر.. هناك محرض.. يختلق مشاكل هامشية جانبية تهدد البلاد وتربك العباد!! * مصر لاتعرف التعصب الديني... ولكن الخبثاء هم كثيرون يلوحون برايات الفوضي في سماء الوطن ويفرون.. ولكن هيهات.. وكما يقول الأنبا موسي.. لم أجد أفضل من كلمة الانصهار الوطني بدلا من الوحدة الوطنية.. لقد حاربنا معا المستعمر الغربي في الماضي إلي أن انتصر صلاح الدين الأيوبي وحرر المنطقة منهم.. وتكرر نفس الجهاد مع المحتل الاسرائيلي وضمن أبطال القيادات الاسلامية الكثيرة كانت هناك القيادات القبطية التي ساهمت في هذا التحرير أمثال الفريق فؤاد عزيز غالي واللواء أركان حرب شفيق متري سدراك واللواء صليب منير بشارة أحد المخططين لحرب أكتوبر.. وغيرهم.. انها مصر التي قال عنها اللورد كرومر: ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي في مصر إلا أن الأول يذهب إلي المسجد والأخر يصلي في الكنيسة.. * وهذه التوليفة الفريدة للتعايش السلمي الجميل بين أهل الوطن أيقظت الحقد في القلوب الغاشمة والعقول المتعطشة للدماء وبدأت العقارب المؤذية تبث سمها في أرض الوطن لتلدغ الوفاق الوطني بسم له مفعول السحر اسمه تفرق تسد ولكنها مصر.. التي تملك موروثا حضاريا عظيما يشد من أزرها ويجعلها قادرة علي المقاومة والانتصار باذن الله. * قال الرسول الكريم.. لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل نفس بغير حق.. والعقارب المحرضة تحرض علي العنف.. ويوسوسون للشباب بمهاجمة الشرطة التي تؤمن سفارة أمريكا.. وتنزع الرحمة من قلوبهم فلا يبالون بإزهاق أرواح أهالينا.. بأيدينا نحن منا فينا لماذا؟.. من يدفع هؤلاء ويشد من أزرهم للتعدي علي الأمن المصري؟ ويتمادي في اعتدائه غير المدروس ليهاجم السفارة الأمريكية.. بل ويحرق العلم الأمريكي.. ويضع بدلا منه علما أسود لا تعرفه أرض مصر ولا تستسيغ رموزه.. نتظاهر سلميا نعم.. نعبر عن رفضنا لاهانة رسولنا الكريم واجب... أما الهجوم الأحمق علي الغير أنما يدل علي ضيق الأفق ورداءة الفكر!! أن انتاج فيلم خسيس تافه لايهز دين عظيما واعدا.. دين يقوم علي تثبيت دعائم العلاقات الطيبة بين الناس أجمعين.. فيلم براءة الأسلام الذي أشعل الغضب الاسلامي والمسيحي لا يسيء للرسول الكريم لأنه سيد الخلق.. وأنما يسيء للقلة الحاقدة التي يرهبها عظمة الدين الأسلامي وعظمة الرسول الذي علي خلق عظيم.. والمصريون عبروا عن غضبهم في حدود لا تنحرف عن المنهج الحضاري الذي يتسم به المصري الكريم العنصرين.. ولكن الفئة المندسة اياها فئة لانعرف أصلهم ولا موطنهم ولا من يسيطر علي فكرهم ويحركهم تواجدوا جنبا إلي جنب مع عقلاء الوطن المخلصين.. ولوثوا صورتنا الحضارية باشعال نيران الفوضي والعنف واحراق سيارات الشرطة ومهاجمة أفرادها.. انهم فئة تغازل شيطان الشر الذي يدبر بخبث مدروس خطة كونداليزا رايس الداعية للفوضي الخلاقة.. واذا كان الدافع علي العنف هو الغيرة علي رسولنا واسلامنا الجميل فالأجدي لحماية صورة الإسلام هو مجادلتهم بالتي هي أحسن وبالقدوة الحسنة وشرح تعاليم الإسلام ومبادئه الراقية المعادية للعنف وبث الكراهية في النفوس, ألم يقل الرسول الكريم: حرمة الدماء المسلمة أعظم عند الله من حرمة الكعبة فكيف نهاجم أهالينا ونستبيح اهدار دم بعضنا البعض؟؟ * ان اسرائيل والغرب الشرس يحاولون استدراج مصر والعرب إلي هوة سحيقة تمتليء بالعنف والدم والمصادمات الكريهة.. بل يدفعوننا دفعا إلي الوقوع في الخطأ حتي يكسرنا الاحساس بالذنب ويسهل بعد ذلك محاسبتنا علي جرائمنا التي أغرانا بها المحرضون * أكاد أري القوي الكبري وتابعتها اسرائيل وهم يفركون أيديهم استعدادا لالتهام كنوز أم الدنيا ولن يتمكنوا بإذن الله.. لأن مصر في رباط ليوم الدين ان شاء الله... وكما قال الاستاذ محمد أبو كريشة في الجمهورية: مصر عصية علي الانقسام الجغرافي ولكنها ليست عصية علي الانقسام الفكري والقلبي والوجداني وهذا الانقسام تمهيد طبيعي للانقسام الجغرافي.. كل الدول التي تم تقسيمها جغرافيا بدأ الانقسام فيها عرقيا وفكريا حتي صار التقسيم الجغرافي حلا لا حل سواه... والتقسيم يتم بتغذية التناقضات العرقية والدينية والفكرية..., انه ياسادة الطعم الذي يرميه لنا المحرضون الخاضعون لسطوة الدولارات ورنتها الكاذبة في وعود راقصة مترنحة لا تعرف صدق الوطنية ومعني الوطن!! * خطة التحريض يتم رسمها هناك ويتم تنفيذها هنا بالمراوغة والرياء الذي قد تكون له رنة وطنية ولكن في النهاية التوقيع أجنبي الصنع؟!! أنهم يسيطرون علي العقول لبث أغراضهم الموحية بالصدق في العقول وهي في الأصل كاذبة وفاسقة وبلا أي مباديء ولا قيم... بخمسة ملايين دولار تمكن المحرضون هناك من اشعال النار في الشرق الأوسط كله... وتمرد العقل علي المنطق وتمكن الباطل من الحق... وارتبكت البلاد وهو المطلوب اثباته! * في أمريكا قانون يمنع التحريض علي كراهية الآخر ومن حق المسلم أو المسيحي الذي يعيش هناك أن يرفع قضية ضد هذا الموقف المسيء للعقيدة أيا كانت.. ولا يحق للسفارة المصرية مثلا في أمريكا للطلب ذاته.. لأن هذا الحق للمواطنين الذين يعيشون علي أرضها فقط!! ومن هنا نؤيد د. محمد عبد الفضيل القوصي الذي طالب الأممالمتحدة بسن قوانين تحرم المساس بالأديان السماوية والاعتداء علي المقدسات. ونتجه إلي شيخنا الجليل د. أحمد الطيب ليدعو الشعب بكل طوائفه إلي بيت العائلة حتي نلتقط الأنفاس بهدوء ونتنفس عطر السماحة والراحة النفسية والطيبة.. بعيدا عن ضوضاء التنافر المصنوع والمخبوز في أرض غريبة عن مصر.. ونحتمي في بيت العائلة من سموم عقارب فرق تسد! وقد طالب وفد من المثقفين الاقباط الأزهر بتبني اصدار وثيقة جديدة تعبر عن نبض الشارع وتشمل الضوابط القانونية والاخلاقية لمنع ازدراء الأديان علي المستويين المحلي والدولي.. وقال الشيخ الطيب: ان مصر لا تعرف الاضطهاد الديني وأن النسيج الوطني أقوي من المحاولات الخارجية لزرع الفتنة وحذر د. أحمد الطيب من المؤامرة التي تستهدف وحدة مصر واستقرارها. * نحن الذين سوقنا هذا الفيلم الرديء المسيء لسيد خلق الله... كما حدث عام1988 عندما ثار المجتمع الإسلامي ضد سلمان رشدي عندما كتب روايته آيات شيطانية وكانت سببا في شهرته عالميا! * ان الفيلم أدانه المسلمون والمسيحيون... ويقول الأنبا بولا أن نفس منتجي الفيلم سبق أن انتجوا فيلما يسيء إلي السيد المسيح منذ نحو عامين انها الفتنة الكبري انه مخطط يكتب من لهب علي نار هادئة لتوليع العالم.. * واذا كانت التحقيقات كشفت أن هناك أشخاصا دفعوا أموالا تتراوح بين100 و250 جنيها لمأجورين لاستمرار اندلاع لهيب الفوضي؟ فهل ممكن أن نلملم حماسنا الشارد عن طريق الهداية ونلتف حول بعضنا ونتكاتف ونتكلم مع بعض بهدوء لمواجهة خطط هؤلاء المحرضين الأجانب وتوابعهم في الداخل... وعندما نصبح فعلا يدا واحدة وجسدا واحدا لن تقوي علي اختراقنا أقوي البلاد... انتهبوا يا أهل مصر... لمصرنا.. والله هو الحافظ..