شجب المرجع الاسلامي العراقي الإمام الشيخ حسين المؤيد إنتاج بعض أقباط المهجر لفيلم يهدف الى الإساءة الى الإسلام وشخصية الرسول الأعظم المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام , واعتبر المؤيد أن إنتاج هذا الفي لم - الذي يأتي حلقة في سياق الحرب الإعلامية والسياسية ذات الخلفية العنصرية على الإسلام والمسلمين - يدلل على إفلاس أعداء هذا الدين الحضاري الغنيّ بالقيم و التعاليم السامية القادرة على قيادة البشرية نحو الكمال الإنساني المنشود وأضاف المؤيد في تصريح له : إن اللجوء الى هذه الأساليب الرخيصة والمليئة بالدجل في السعي لتشويه صورة الإسلام و شخصية الرسول الأعظم المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يكشف عن الفشل الذريع ومشاعر الإحباط والهزيمة النفسية لدى الدوائر التي تعمل على ضرب القيم ومحاربة الإسلام بوصفه الدين الرباني الذي تنفتح عليه العقول والقلوب , والذي يمثل بحق الأطروحة المنقذة التي تحرر البشرية من كل ألوان العبودية المُقنَّعة والمكشوفة التي فرضها نظام الهيمنة العالمي الخصم اللدود لمنظومة القيم الروحية السامية .
وقال المؤيد : إن شخصية الرسول الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه وزوجاته و أصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين لأنصع وأسمى من أن تستطيع هذه المحاولات البائسة والحاقدة النيل منها , أو إيجاد حاجز بينها وبين شعوب العالم التوّاقة الى المعرفة والنور , بل ستكون دافعا لعقلاء العالم الى السعي للتعرف على هذه الشخصية واكتشاف جوانب الرقي والسمو فيها , في الوقت الذي يكتشف فيه الجميع عمق الأزمة التي يعاني منها أعداء الإسلام ومدى القلق من المستقبل المشرق لهذا الدين العظيم الذي جاء مصدقا لرسالات الأنبياء السابقين , مبجلا لنضالهم في هداية الناس , مواصلا لخط الهداية الربانية في رعايته للبشرية وربطها بالسماء وصراعها مع قوى الشر وأدوات الفتك الشيطاني .
وأضاف المؤيد : إن من أوضح الدلائل على صدق هذا الدين وصدق رسوله الأمين ما جاء في القرآن الكريم من تبجيل لموسى وعيسى عليهما الصلاة السلام و تقديم الحقيقة المشرقة عن شخصيتهما وكفاحهما في دعوة الناس الى الله عزَّ وجلَّ وإصلاح حياة الناس , وما جاء في القرآن المجيد عن مريم الطاهرة واصطفائها على نساء العالمين , وذكر أهل الكهف والإحتفاء بجهاد المسيحية ضد الوثنية والظلم .
وشكر المؤيد الكنيسة القبطية في مصر التي شجبت العمل الدنيء والتعدي السافر في إنتاج هذا الفلم , مؤكدا على عمق العلاقات الإسلامية - المسيحية في مصر والعالم العربي والإسلامي , وعلى ضرورة الوقوف صفا واحدا أمام محاولاة إثارة الفتنة , والمخططات الرامية الى تقسيم مصر والتي لا تريد خيرا لأقباط مصر , وإنما تهدف الى مصادرة الوجود المسيحي في المشرق , والى رسم خارطة سياسية للمنطقة تجعلها أسيرة الصراعات والإنقسامات , وإحكام الهيمنة الإستكبارية عليها وعلى مقدراتها وخيراتها وإعاقة نهضتها وتقدمها