تباينت مواقف خبراء الاقتصاد من اقبال مستثمري الخليج علي الاقتصاد المصري في ظل انباء عن انسحاب شركات غربية حيث ابدي خبراء تخوفهم من عدم قدرة الاقتصاد الخليجي علي تحقيق النتائج المنتظرة مقارنة بالاقتصاد الغربي. الا ان البعض الاخر تفاءل بوجود الاقتصاد الخليجي لتلاشي العجز في الادخارات. الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي قال عندما تفرغ السوق من المستثمرين فالطبيعي ان يأتي مستثمرون اخرون ليحلوا محلهم وهذا مايحدث الان عندما يهرب الاستثمار الغربي ويحل الاستثمار الخليجي محله مضيفا ان الاستثمار الخليجي يأتي لمصر لعدة اسباب منها ان المجال مفتوح وتراجع الاسعار بالاضافة الي وجود فرص عمل وخبرة سابقة لدي العمال بالمشروعات وبالتالي فلن يبذل المستثمر الخليجي اي مجهود سوي ان يحل محل مستثمر اخر. واضاف الشريف ان هذا الوضع سوف يؤثرعلي الاقتصاد المصري بالسلب وذلك لان المستثمر الغربي دائما متميز عن اي مستثمر اخر لاستخدامه تكنولوجيا متطورة ولديه سوق تجارية مفتوحا. واكد ان اعتماد السوق المصرية علي مستثمر من نوع احد فقط صعب جدا خاصة واننا لانضمن ان المستثمر الخليجي سيحقق النتائج التي نأمل فيها؟ وهل يستطيع ان يحل احلالا تاما ويتفوق علي المستثمر الغربي؟ مشيرا الي ان التجربة هي التي ستجيبنا علي الاسئلة السابقة. وذكر انه لاتوجد دولة في العالم تعتمد علي استثمار من جهة واحدة ولذلك ينبغي علينا ان نجذب الاستثمار الغربي ولنأخذ دول شرق اسيا كمثال امامنا عندما كانت تمر بالعديد من الازمات لم تجد امامها الا الاستثمار الغربي للمرور من الازمة. وعلي الجانب المتفائل من وجود المستثمر الخليجي قال أحمد بدر الدين خبير اقتصادي صنعت خطوات الرئيس الأخيرة لتجديد قيادة الجيش والتغلب علي جمود سياسي محتمل حالة من الثقة. وأضاف الزيارة إلي الصين تعد أحد الأمثلة علي تأكيد رسالة مفادها أن مصر ترحب بأنشطة الأعمال وأن حقوق المستثمرين ستكون محفوظة ومصانة. ومن بين المؤشرات علي تحسن الثقة في مناخ الأعمال انتعاش البورصة المصرية التي قفزت هذا الأسبوع لأعلي مستوياتها منذ يونيو2011 ووصلت مكاسبها منذ بداية العام إلي53% بالرغم من أنها لاتزال أقل بنسبة24% عن الذروة التي بلغتها العام الماضي. وقال الدكتور محمد عبدالحليم عمر استاذ الاقتصاد بجامعة الازهر ان الوضع السياسي المصري استقر ومقبل علي استقرار وتحسن اكثر ولذلك جاءت الاستثمارات الخليجية عندما شعروا بالامان والاستقرار وعدم فقدان استثماراتهم. واشار الي ان خروج الاستثمارات الغربية لن يؤثر علي الاقتصاد المصري وذلك لان المشكلة لدينا تكمن في عجز الادخارات ولذلك نحتاج الي استثمارات لسد هذا العجز لزيادة الانتاج والتوظيف مؤكدا أنه عندما ياتي الاستثمار الي مصر فلا يوجد اختلاف في كونه خليجيا ام غربيا مادام يوجد الاستثمار واستطعنا العمل. ومن ناحيته أكد الخبير الاقتصادي والمالي رزق أحمد رزق مستشار الجمعية المالية والضرائب ان الاستثمار الخليجي مهم جدا لمساعدة الاقتصاد المصري بسبب انخفاض الاحتياطي النقدي بدرجة كبيرة ومغادرة الاستثمارات الأجنبية نظرا إلي حالة الخوف التي كانت تصيب المستثمرين علي مستقبل نشاطهم في مصر بصفة خاصة بل والاستثمار في السوق المصرية بصفة عامة حيث شهدت هذه الفترة مايمكن ان نسميه ب الترقب من قبل جميع المستثمرين للدخول إلي السوق المصرية. وأكد أن وديعة دولة قطر دعمت الاحتياطي النقدي لمصر بعد حالة الانخفاض الحاد له خلال العام والنصف الأخير بسبب السحب منه لشراء المنتجات الأساسية وبالتالي فإن ذلك سيساعد في دعم الاحتياطي وتغطيته. ونوع الخبير الاقتصادي والمالي بتنوع الاستثمارات الخليجية في مصر خاصة في مجالات الزراعة والعقارات والسياحة وقال: إننا نطمع في أن تركز الاستثمارات الخليجية علي مشاريع البنية التحتية ونحن نعلم أن مردودها طويل الأجل ولكننا نعلم تماما حرص دول الخليج علي دعم مصر ومشاريع البنية التحتية فيها خاصة في المرحلة الحالية التي يمر بها الاقتصاد. قال الدكتور عزت فرج الأستاذ بجامعة عين شمس أن في مصر وفرة من العمالة الصناعية والزراعية بأسعار رخيصة مما يؤدي إلي تصنيع وتصدير سلع زراعية وصناعية للخارج بأسعار منافسة اضافة إلي البعد الثقافي الذي ييسر الاتفاق والتفاهم في توقيع العقود التجارية. واضاف الدكتور عزت فرج أن هناك توقعات من جانب المستثمرين الخليجيين بزيادة انسياب حركة التجارة والعمالة خلال الفترة القادمة مع بدء تشغيل الجسر التجاري البري المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية