أصيب العشرات من الأطفال والشباب بأمراض مختلفة جراء الاستحمام في حمامات السباحة الملوثة بمدينة بني سويف ومراكزها المختلفة وأصبحت تلك الحمامات لا تقل خطرا عن مياه الشرب بصنصفط بالمنوفية ولم يستثن أي من تلك الحمامات من التلوث واستهان القائمون علي تلك الحمامات بصحة قاصديها, وزادت الإشكالية تعقيدا بعد أن أغلقت تلك الحمامات بعد الإصابات وشكاوي المواطنين المختلفة حيث لجأ العديد من الأهالي إلي مياه النهر والترع الملوثة مما نتج عنه غرق ما يقرب من6 أفراد في شهر واحد فقط. وقال عبد الحميد فاروق مدرس: أصيب نجلي الصغير بحساسية جلدية واحمرار دائم بالعين وذهبت به للأطباء المتخصصين فاكتشفنا ان السبب تلوث مياه حمامات السباحة بالمحافظة بالبكتيريا والكلور الزائد ومع الاسف تعتبر هذه الحمامات متنفسا يلجأ له الآلاف من المواطنين هربا من الحر الشديد. أضاف محمد عبد الحليم مشرف بالتربية والتعليم أنني فوجئت بإصابة نجلي بحالة من القيء وارتفاع درجة الحرارة والإسهال وقمت بناء علي تعليمات الطبيب بعمل التحاليل اللازمة وفوجئت بأن سبب الإصابة ترجع الي تلوث مياه حمام السباحة الذي يتدرب به وقررت من وقتها أن يتعلم السباحة نظريا خوفا علي حياته وصحته. وقال محمد جابر طبيب: كان لدينا حمام السباحة الاوليمبي وكان يستوعب الجميع ونفذ علي أعلي المواصفات والاشتراطات العالمية ولم يهنأ به المواطن السويفي سوي أعوام قليلة بعد أن تكلف الملايين وفوجئنا بغلقه منذ6 أعوام حتي الآن ولا نعرف الأسباب وهو ما يجعل البعض يلجأ لحمامات السباحة غير الآدمية في ظل غياب المضمون. وأكد جابر سليم رئيس مجلس إدارة النادي الرياضي بمدينة بني سويف أن مديرية الصحة قامت بأخذ عينات من حمام سباحة النادي ورفعت توصيات بغلقه الي مديرية الشباب والرياضة وبالفعل كان موعد صيانة الحمام الدورية فقمنا بغلقه ومراجعة جميع الاشتراطات المطلوبة لصحة الجمعية العمومية بالنادي وجاء التقرير الثاني للصحة بالموافقة علي فتحه بعد مراعاتنا للشروط والمواصفات. وكانت نتيجة العينات الخاصة بمياه حمامات السباحة الصادرة من معامل مديرية الصحة بعد فحصها كيميائيا وبكتيرولوجيا أن مياه الحمامات جميعها غير مطابق للمواصفات وقرار418 الصادر عام1995, وأن نسبة الكلور وصلت لنسبة خطرة تهدد الصحة العامة, حيث وصلت نسبة الكلور في المياه الي2 من10 في حين أن النسبة المسموح بها هي نصف من عشرة, مما يشكل خطرا علي المترددين علي الحمامات, لكونه يؤثر علي الجلد والعين كما أثبتت العينات وجود أنواع عديدة من البكتيريا في حمامات السباحة, ومنها البكتيريا القولونية. ومن ثم طالب قسم الطب الوقائي بمديرية الصحة من مديرية الشباب والرياضة بإغلاق جميع حمامات السباحة بمدينة ببا والواسطي والساحة الشعبية ونادي بني سويف الرياضي بمدينة بني سويف مؤقتا أمام المترددين لحين قيام مسئولي الشباب والرياضة بتصحيح الأوضاع فيهما. من جانبه أكد الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة أن تلوث المياه في حمامات السباحة يؤدي إلي التهابات وطفيليات فطرية للمترددين بسبب تلوث الأرضيات والسلم والمياه نفسها التي يلمسها أشخاص مصابون, ثم يلمسها آخرون فتنتقل إليهم العدوي فورا أو عن طريق الشرب منها بالخطأ لذا نقوم بأخذ العينات بصفة دورية من المياه في تلك الحمامات ونوصي بغلقها أمام أصحابها ومديرية الشباب والرياضة والسكرتير العام للمحافظة ونعطي مهلة بعد الغلق للعودة للاشتراطات المطلوبة ونعاود أخذ العينات حتي يتم التأكد من صلاحية الحمامات للاستحمام دون أن تصيب أحد بالعدوي. فيما أوضح أحمد سرور مدير عام الشباب والرياضة ببني سويف أن المديرية تتابع الغلق دون تهاون وكذلك عمليات التطهير وتحسين أداء تلك الحمامات حتي تصبح مطابقة للاشتراطات الصحية كما قمنا بإسناد صيانة وإصلاح الحمام الاوليمبي بالمحافظة منذ عدة سنوات الي الاشغال العسكرية بالقوات المسلحة ليكون بالمحافظة أكبر مجمع سباحة أوليمبي علي مستوي شمال وجنوب الصعيد ومطابق أيضا للمواصفات العالمية والذي من المتوقع إدخاله الخدمة الصيف المقبل.