ننشر أسماء أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية فى الإسماعيلية    الوزراء: افتتاح المتحف المصري الكبير 3 يوليو بمشاركة دولية واسعة وفعاليات تمتد 3 أيام    حزب المؤتمر: بيان الخارجية بشأن تنظيم زيارات الوفود الأجنبية يعكس التزام مصر الثابت تجاه فلسطين وحماية أمنها القومي    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب تايوان    وزير التجارة الأمريكي يستبعد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قريبا    طاهر: هذا هو الفارق بين كولر وريبييرو    خاص| الكشف عن أسباب خلاف أحمد حمدي مع الزمالك    النيابة العامة تُنهي التحقيقات في واقعة سرقة أموال الدكتورة نوال الدجوي    انتظام حركة قطارات الخط الثالث لمترو الأنفاق بعد إصلاح العطل الفني    النيابة تستدعي العروسين ووالديهما في واقعة زواج قاصر من مصاب بمتلازمة داون بالشرقية    بعد التحذير منها سابقا.. طبيب شهير يوضح فوائد تناول الزبدة يوميا    طاقات الشباب أمن قومى    الزمالك يستقر على تدعيم الهجوم بثلاث صفقات أجنبية في الصيف المقبل (خاص)    رئيس الأركان الإسرائيلي: سنواصل قتال حماس.. وغزة الساحة المركزية    بعد انتهاء إجازة العيد.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    منافس الأهلي.. ميسي وسواريز يتصدران قائمة إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    أمسيات وعروض فنية في ختام احتفالات الثقافة بعيد الأضحى في الأقصر    ليلة قمرية تدخل في هذه الأبراج الفلكية وتنقلب حياتهم العاطفية    المتحف المصري الكبير نقلة حضارية وثقافية لمصر.. تقرير لإكسترا نيوز    الأوطان ليست حفنة من تراب.. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة    أحمد مرعي: معسكر الصين فرصة جيدة لإعداد المنتخب الأولمبي لكرة السلة    الفيتامين وحده لا يكفي.. تعرفي على طرق أخري لتقوية ذاكرة طفلك    3 مشروبات طبيعية ترفع معدلات الحرق وتمنحك الشبع    «الريادة»: معركتنا الحقيقية في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون على المقاعد الفردية    موعد صرف معاش تكافل وكرامة شهر يونيو 2025.. الزيادة الجديدة وطرق الاستعلام    شوبير: أزمة كثرة النجوم في الأهلي مصطنعة    ماجد الكدواني: «أنا وكريم عبدالعزيز بنخاف من الكوميديا.. ودا اللي اتفقنا عليه» (تفاصيل)    "مياه الفيوم": تحليل 36 ألف عينة لمتابعة جودة مياه الشرب والصرف خلال مايو 2025    "كل شيء مُدمر".. تفاصيل مجزرة إسرائيلية مروعة في دير البلح بغزة.. فيديو    اتحاد ألعاب القوى يتفق على تدريب المنتخب في ملاعب جامعة قناة السويس    تفاصيل مجزرة إسرائيلية مروعة في دير البلح بغزة    رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر لها ثقل تاريخي ودور إقليمي محوري    ضبط المتهمين بتعريض حياة المواطنين للخطر على الطريق الصحراوى|فيديو    تأجيل استئناف المتهم الرئيسي في "تظاهرات الألف مسكن" ل14 يوليو    أحمد عبدالحميد ينضم ل أبطال مسلسل «ابن النادي»    هل يستمر أوسيمين؟.. جالاتا سراي: الفرص تتزايد يوميًا    محافظ الدقهلية: تكثيف الترويج للفرص الاستثمارية وتيسير الإجراءات لخلق مشروعات جديدة    الأردن يدين القصف الإسرائيلي لمحيط المستشفى الميداني الأردني بغزة وإصابة ممرض    الضويني ناعيا مدرس الأزهر المقتول: لقي مصرعه في المكان الَّذي رجع إليه ليكون آمنًا مع أهله    وزير الري: الإجراءات الأحادية لإقامة السدود في دول منابع النيل تُهدد استقرار الإقليم    بعد الهجوم الأوكراني بالمسيرات على أسطول القاذفات الروسي.. "سي إن إن": الولايات المتحدة معرضة لنفس الهجمات    رغم تحذيرات الصحة العالمية..حكومة الانقلاب تتجاهل متحور "نيمبوس" شديد العدوى سريع الانتشار    وزير الزراعة يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا    الحج السياحي 2025.. جهود الجميع نجحت في حل أي مشاكل طارئة بسرعة واحترافية    صباح تقتل عشيقها في الشارع بعد نشره صورها العارية: "خلّصت البشرية من شره"    وزير المالية: اقتصاد مصر يتحسن.. و«اللي جاي أفضل»    الفنان محمد ثروت يدعو لشفاء آدم تامر حسني .. اللهم متّعه بالصحة والعافية    حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة؟.. المفتي يجيب    كيا مصر تحذر المقبلين على الشراء من هذه السيارات.. التفاصيل    مانشستر سيتي يعلن ضم الهولندي رايندرز لمدة 5 سنوات    تقبل طلاب الثانوية علمي.. 10 معلومات عن كلية علوم التغذية 2025    محافظ المنوفية يتفقد تطوير مدخل شبين الكوم الجديد والكورنيش القديم    اعتماد وحدة التدريب ب"تمريض الإسكندرية" من جمعية القلب الأمريكية- صور    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء حارة ورطبة نسبيا خلال ساعات النهار    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص أعلى كوبري قها بالقليوبية    عريس متلازمة داون.. نيابة الشرقية تطلب تحريات المباحث عن سن العروس    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق
في حوار لالأهرام المسائي‏:‏متفائل‏..‏ وهذه أسبابي

بكم من الحسرة من كل ما يحدث حولنا ذهبنا إليه نسمع منه‏..‏ وبكم مماثل ويزيد من التفاؤل والأمل في المستقبل عدنا من لقائه
لا نحمل سوي الاصرار والتحدي غير ان الدكتور ابراهيم بدران العالم الكبير بمجال الطب والجراحة ووزير الصحة الأسبق كان دائم التأكيد علي أن البداية للتغيير واحداث النقلة في بلدنا يجب أن تكون بالاسراع في الاهتمام بقيمة العمل من جانب المصريين كل في مجاله علي أن يتواكب \‏ مع ذلك اهتمام مماثل من الدولة بمنظومة التعليم والصحة والبحث العلمي‏.‏
‏*‏ في البداية كيف تري الحال الذي وصلت اليه مصر؟
‏**‏ كسياسي حزين وكعامل بالتعليم والبحث العلمي أكثر حزنا ولم أكن أتصور أبدا أن مصر ستصل إلي ما وصلت إليه سياسيا وعلميا لكني متفائل جدا بعد التغيرات التي نشهدها خلال العامين الأخيرين فرغم كل شيء أجد امكانية تحقيق ما وصلت إليه في مؤلفاتي لبلدي مثل كتاب تطلعات لمصر المستقبل وهو أول كتبي بعد احالتي علي المعاش‏..‏ وبكيت فيه علي أنه كيف أن مصر لم تستطع اللحاق بركب المستقبل وقتها وأيضا كتاب في فقه التنمية و نحو منظومة إسلامية في التكوين البشري وكانت جميعها في العشرين عاما الأخيرة‏.‏
‏*‏ من وجهة نظرك ما الذي أوصلنا لهذا الحال؟ وهل تصورت أن ذلك التغيير سيحدث؟
‏**‏ لا لم أكن أتصور أبدا أن تصل مصر إلي ما وصلت إليه سياسيا وعلميا‏,‏ ولكن لم ينقطع بي الأمل ولا أتصور أن مصر ستتدهور إلي هذا الحد فطوال عمرها وعلي مدي تاريخها تصل إلي القاع ثم تصعد إلي القمة ولذلك فأنا بعكس الكثيرين حاليا متفائل جدا‏.‏
‏*‏ وما مصادر هذا التفاؤل
‏**‏ رئيس الجمهورية الحالي أستاذ جامعة ومن المؤكد أن تركيزه الأكبر سيكون علي التعليم والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي احداثا لتنمية الثروة المصرية‏,‏ خاصة وان صعود التيار الإسلامي الذي ينتمي له يواجه مخاوف لدي البعض ولكنه في النهاية تجربة جاءت بإرادة الشعب فلابد من القبول بها في اطار الديمقراطية التي نرغب في توطيدها‏,‏ كما أن البداية لن تكون من الصفر فالمقومات موجودة والكوادر متوافرة والخطط موجودة وتبقي النية للتنفيذ‏.‏
‏*‏ بالعودة إلي الحال وما وصلت إليه مصر فمتي شعرت بأن المنحني وصل للقاع؟
‏**‏ حتي وقت تركي لأكاديمية البحث العلمي سنة‏1984‏ لم يكن سوء الوضع وصل لهذه الدرجة ولكن البداية جاءت بعد أن حدث للجامعات في مصر هزة شديدة وذلك تحديدا بعد حرب‏1967‏ حيث هاجرت عقول كثيرة للخارج سواء في صورة اعارات أو هجرة لدرجة جعلتني أثناء مشاركتي كعضو في أحد اجتماعات لجان المجلس الأعلي للجامعات أقول نحن نبيع عيننا وذراعنا لغيرنا وطلبت الابطاء في قبول طلبات الهجرة والاعارة والاشتغال في الخارج وأعتقد أن هذه كانت البداية‏,‏ لكن في عهد الرئيس الراحل السادات اختلف الأمر حيث شهدنا تقدما في الصناعة والتجارة في القطاع الخاص ولكن مثلما حدث في كل دول العالم علي مدي التاريخ فيما يعرف بسرقة القدرة الدافعة للتطوير والتقدم في المجتمع عن طريق سرقة العقول وأساتذة الجامعات في المجالات المختلفة للعمل في القطاع الخاص عن طرق دفع أجور أضعاف ما كانوا يتقاضونه في المراكز البحثية والجامعات الحكومية وكان الأستاذ الجامعي في هذه المرحلة يقبل ويسعي لذلك لمواجهة تغير الظروف وارتفاع الأسعار ومطالب الحياة وزيادة درجة الاستهلاكية التي طغت بشكل مخيف منذ نهاية القرن العشرين فأدي ذلك إلي هجرة الكثير من العقول المصرية للخارج‏,‏ واستمر هذا الحال في عصر مبارك ثم ازداد الأمر سوءا بالانكماش الذي دخلت فيه البلاد بعد حادث أديس أبابا وللأسف قيادة مصر تركت السبيل للانفتاح العلمي والتكوين البشري وصنع الثروات إلي أيد قليلة توقفت عندها القدرة علي التطوير والتقدم ومن هنا حدث أن تيبست مفاصل البلد وتوقفت قدرة الدولة
لكن ذلك لاينبغي أن يفقدنا الأمل فقد مرت مصر بمراحل وصل فيها التدهور الي الحضيض ثم نهضت وقامت وانطلقت مرة أخري‏.‏
‏*‏ومتي كانت هذه المرات؟
‏**‏أول مرة كانت أيام الهكسوس حيث حدث جفاف النيل وتوقفت الزراعة وعدم وجود الغذاء وموت الحيوانات وكان الانسان المصري وقتها يشرب بول البغال والحمير والفترة الثانية كانت في عهد المماليك حيث ساءت الأحوال ووصل الأمر من شدة الجوع والفقر الي أنه عندما تجهض سيدة حملها تتشاحن عائلتا الأب والأم حول من يأخذ الجنين الميت ليشويه ويأكله وهي أمور مسجلة في التاريخ ولكن في الحالتين بعدهما نهضت مصر ووصلت القمة فبعد عصر الهكسوس وصلت الي أن تحتمس الثالث طرد الهكسوس من مصر بجيش مصري والفترة الثانية اكتشفت محمد علي الذي أنهي علي المماليك ووصل بالبلاد الي ماوصلت اليه عام‏1840‏ حينما هاجم الاستانة ليستولي علي الامبراطورية التركية و‏,‏تكالبت فرنسا وانجلترا وألمانيا وروسيا لأن يحطموه‏.‏
‏*‏وهل يمكن أن يأتي لمصر حاليا محمد علي جديد؟
‏**‏جاء لنا عبد الناصر لكن لم نستفد منه جيدا وتكالب العالم عليه مثلما تكالب علي محمد علي سنة‏1967‏ فكان عبد الناصر بالنسبة لنا وهما وأمانيا وحلما فكان وهما لأننا قبله لم نكن نتصور أن يأتي في تلك الفترة وكان أمانيا حيث جميعنا كنا نريد الديكتاتور العادل كما قال جمال الدين الأفغاني وكان حلما لشباب هذه الفترة من أمثالي حيث كنت طالبا وبعدها مدرسا بالجامعة منذ‏1950‏ وكنا نتمني قائدا عادلا يحب مصر ويتفاني في خدمتها مثلما فعل عبد الناصر الذي مات في سن‏51‏ سنة وكان يحب مصر لدرجة أن الشعب المصري لم يلحق به لأنه لم يأخذ حقه في النمو قبل أن يصله عبد الناصر وياليته قد جاء في فترة متأخرة قليلا حيث كان التعليم قد بدأ ينهض وكان قد بدأ طه حسين يدعو إلي أن يكون التعليم العام للجميع بالمجان وكان العمل الصحي في مصر قد بدأينمو بعد انشاء الوحدات الريفية وبدت بيانات الصحة تتأهل للخير فبعد أن كان متوسط سن الانسان المصري سنة‏1929‏ حوالي‏28‏ سنة بسبب الأمراض وارتفاع وفيات الأطفال وغيرها وصل عام‏1950‏ الي‏50‏ سنة أي مايقارب الضعف بفضل ما قام به الدكتور عبد الواحد الوكيل بانشاءالوحدات الريفية التي غيرت مستوي صحة الانسان المصري فبعد أن كان الفلاح يموت في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينيات من عمره وكان القليلون هم من يعيشون اكثر من ذلك لذلك فقد كان الجيش المصري لايزيد عدد أفراده علي‏20‏ ألفا فقط لكن الوحدات الريفية أنقذت الانسان المصري وغيرت تاريخ مصر الصحي التي كانت برغم فقرها وضعف امكاناتها الا أنها آثرت علي الحياة في الأرياف وقللت من خطر البلهارسيا حتي أصبح من مفاخر مصر ان البلهارسيا حاليا أقل من‏1%‏ بينما كان سنة‏1950‏ هناك‏65%‏ من الشعب المصري مصاب بالبلهارسيا والانكلستوما‏.‏
‏*‏علي ذكر البلهارسيا فأثرها لم يزل موجودا ويمثل خطرا كبيرا علي صحة المصريين فالاحصاءات العالمية تؤكد أن مصر من أعلي الدول في أمراض الكبد والوضع الصحي والعلاجي حاليا به الكثير من المشاكل فكيف تري ذلك؟
‏**‏بالفعل هناك الكثير من الاثار نتيجة أن علاجها وقت انتشارها كان يتم بالطرطير حيث حقن المريض في الوريد باستخدام السرنجات الزجاجية وكان يتم تغيير الابرة فقط ولم يكن وقتها قد تم اكتشاف الفيروس الكبدي فكانت العدوي تنتقل وتنتشر بشكل كبير وسريع نتيجة العلاج الجماعي وعدم الاهتمام بالتعقيم وكان الاكتفاء بغلي الحقنة وهذا لايقتل الفيروس الذي علمنا بعد ذلك أنه لا يتم القضاء عليه الا بالحرارة الشديدة تحت الضغط الجوي بعد اكتشاف كونها فيروسات حيث كنا نعتقد وقتها أنها التهاب كبدي ميكروبي وهو لم يدخل مصر الا بعد الحرب العالمية الثانية مع العساكر الهنود الذين كانوايأتون ويستقرون في قناة السويس وكان أول من اكتشفه في مصر بمحافظة الشرقية واكتشفها زميلي الدكتور كمال الجوجري‏.‏
‏*‏وما السبب في تركز الإصابات في منطقة الدلتا بالوجه البحري تحديدا؟
‏**‏ بنية الانسان الصعيدي بنية جبلية لأنها مناطق حارة مما يجعل صحته أقوي كما أن هناك نوعين من البلهارسيا في مصر فكانت البلهارسيا المعوية في الدلتا والبلهارسيا البولية في الصعيد وكنا وقت دراستنا في الطب عندما نري بلهارسيا طحال في الصعيد لم نكن نفكر في كونها بلهارسيا لأنها كانت خاصة بالوجه البحري بينما في الصعيد كانت بلهارسيا المجاري البولية وكانت تصيب المثانة وتأثيرها علي البولينا والكلي لأن نوعية القواقع الحاملة للبلهارسيا كانت مختلفة لكن بعد السد العالي نزلت بلهارسيا الكبد للجنوب وبدأ يظهر تأثيرها بشكل كبير‏.‏
‏*‏بالعودة الي ماحدث في مصر منذ‏25‏ يناير هل كنت تتوقع أن تتغير الأمور الي ماوصلنا اليه؟
‏**‏كنت أنتظرها منذ عام‏1995‏ بعد أن بدأنا نشعر بالغربة في بلدنا وكأنه لم يعد بلدنا حتي وصل الأمر من سوء في ظل النظام السابق وكان الأمر يحتاج الي مراجعة ولكن هذا لم يحدث وكان هناك جفاف سياسي بدأ مع منع العمل السياسي في الجامعة رغم أن دورها كمعمل تفريخ في كل المجالات ومنها السياسة مثل الأطباء والصحفيين والمهندسين والمعلمين فهناك أشخاص جبلوا علي أن يكونوا سياسيين وأتذكر علي سبيل المثال فؤاد محيي الدين وقت أن كان عمره‏10‏ سنوات كان يركب عجلته ويجري في الشارع يقول أنا زعيم مصر والسودان فكانت تربية الفرد وتنشئته تبدأ منذ المرحلة الابتدائية فنحن كنا في عمر‏8‏ سنوات في المدرسة خرجنا مع تلاميذ المدرسة الثانوية عام‏1933‏ في مظاهرة نردد يسقط هور ابن التور وذلك وقت زيارة صاموئيل هور وزير خارجية بريطانيا العظمي لمصر فكانت السياسة في الشارع لكننا حرمنا من العمل السياسي الحقيقي علي مدي‏50‏ عاما فطول عصر عبد الناصر كانت هناك سياسة لكن مع قدوم السادات بدأ يهديء الأمور ويبحث عمن يحمينا فارتمي في حضن امريكا وترك في يدها‏99%‏ من اوراق اللعبة بعد انتصاره في حرب‏1973‏ حيث كان يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنير مصر مثلما أنارت كوريا الجنوبية وكان اعتقادا خاطئا فمصر تختلف حيث كوريا الجنوبية بجوارها الصين أما نحن فليس بجوارنا مايخفيها لكن اعتقاد السادات وسياساته جعل الناس تتقاعس وبدأ ينتشر في الشعب أن أمريكا هي المسيطر وهي من سيفعل لنا كل شيء وكان ذلك بداية لما حدث بعد ذلك‏.‏
‏*‏ مما حدث بعد ذلك كان الانكماش عن إفريقيا؟
وماتبعه من تدهور في العلاقات فهل كان حادث اثيوبيا القشة التي قسمت ظهر البعير؟
‏**‏ بالفعل لقد ابتعدنا عن إفريقيا تماما منذ التسعينيات ولكن لم يكن بشكل مفاجئ فبعد أن كنا أيام عبدالناصر لدينا وزارة للسودان ومنها يتم الاتصال بافريقيا جميعها ومن قبلها كانت
شركة النصر بقيادة محمد غانم وهو الرجل الذي فتح لنا أفريقيا وكان لها أنشطة في كل القارة الافريقية لكن الرئيس الراحل أنور السادات اكتفي بأمريكا ونسي افريقيا واستمر الحال حتي وصلنا إلي ماوصلنا إليه‏.‏
‏*‏ وكيف يمكننا العودة ومن أين نبدأ تحديدا؟
‏**‏ عندما يوجد فراغ فلابد أن يملأه أحد ونحن تركنا فراغا ملأه غيرنا ولكن الفرصة لا تزال قائمة لأن لنا خبرة طويلة في التعامل مع هذه الدول فالفرصة مثلا في السودان مواتية جدا حاليا وأنا علي ثقة بأن مصر ستستطيع ان تعود بقوة فهو بلد عاني كثيرا وتم احتلاله مرات كثيرة فبداخل المصري جينات مختلفة ومتنوعة وهناك ظاهرة طبية معروفة بأن الجينات الضعيفة تموت والقوي هو ما يستمر لذلك فالمصري مختلف بقوة‏.‏
‏*‏ مشروع الحق الاجتماعي الذي طالما ناديت به كيف يمكن ان يكون مساهما في حل مشكلات مصر الحالية؟
‏**‏ الحق الاجتماعي هو مسئوليتي كفرد في مجتمع كبير في أدائي لوطني من خلال عملي سواء كطبيب أو مهندس أو غيره‏,‏ فمثلنا نطالب بالحق في الحرية والعدالة وجودة الخدمات فلابد ان يكون حرصنا علي تأكيد حق المجتمع فالعمل يجب ان يكون ضمن منظومة القيم التي ينبغي ان تعود ويؤمن بها المجتمع بشكل حقيقي لتعود هي الحاكمة لتصرفات مواطنيه كل في موقعه‏.‏
‏*‏ بالعودة للتعليم ما رأيك في وجود أنماط مختلفة من التعليم في مصر؟
‏**‏ هذا حدث عندما انتابنا اليأس من الاصلاح الحكومي فلجأنا إلي البحث عمن يجود لنا تعليم أبنائنا واليوم لدينا خريجون مصريون من التعليم الأجنبي يعملون في أرقي الأماكن العالمية نتيجة حصولهم علي تعليم جيد‏.‏
‏*‏ ماذا عن جامعة النيل وما الذي تم بشأنها بعد أن تحولت لأكاديمية زويل للعلوم؟
‏**‏ أولا جاءت الفكرة عندما علمت بأن هناك نية من وزير الاتصالات آنذاك الدكتور أحمد نظيف لانشاء جامعة للمعلومات وكان ذلك في بداية الألفية الجديدة وذهبت وقتها لرئيس الوزراء وعرضت مشروع جامعة للبحوث وكان قد سبق ان خصصت الدولة للدكتور أحمد زويل‏127‏ فدانا بعد فوزه بجائزة نوبل لكن توقف المشروع‏.‏
أنا أحترم الدكتور زويل وأقدره كثيرا كمصري حاصل علي جائزة نوبل العالمية لكن مصر أهم بكثير وقبل كل شئ لذلك عندما قابلته مؤخرا في احدي ندوات نقابة الصحفيين وقلت له أنا في سن والدك لكن لا مانع عندي من تقبيل يدك لكي تترك العمل البحثي في جامعة النيل يستمر ويمكنك ان تقيم مشروع اكبر منها من أجل بلدنا فقد عانينا‏4‏ سنوات من أجل ادخال هذه الارض للمنفعة العامة لكي نحصل علي موافقة الجهات المختلفة بالدولة رغم أن القرار كان من مجلس الوزراء وبعد مشقة بدأ البناء والعمل في نفس الوقت ووصلنا إلي فريق من العلماء لا يبخلون بعلمهم ومجهودهم علي المشروع حتي بعد أن نزعت الدولة يدها حاليا لا يزال العمل مستمرا ومعظم المشاركين لا يتقاضون سوي نصف الأجر وبعضهم لا يأخذون أجورهم‏.‏
‏*‏ معني ذلك ان العمل بجامعة النيل لا يزال مستمرا؟
‏**‏ نعم فبعد طردنا من المبني قمنا بتأجير مقر في القرية الذكية باسم جامعة النيل نعمل فيها ولدينا‏450‏ رسالة ماجستير ودكتوراه في مختلف العلوم التطبيقية رغم الأسي الذي نعانيه فلا تزال لنا أجهزة وأشياء لا نستعملها مخزنة في صناديق بمقر جامعة النيل الذي تحول لأكاديمية زويل رغم أن فريق عمل جامعة النيل الذي يتكون من أساتذة كبار من أرقي الجامعات والمراكز البحثية العالمية الذين تركوا مغريات كثيرة بالخارج وجاءوا لخدمة مصر بعلمهم وهم غاضبون جدا بسبب ما حدث فيكفي أن نعرف أننا خلال‏14‏ شهرا منحنا‏100‏ رسالة ماجستير‏50‏ منهم تم اختطافها من قبل أرقي جامعات العالم بمنح دراسية كاملة لدراسة الدكتوراة بها بعد نشر بحوثهم علي الانترنت‏,‏ ورغم الظروف الصعبة التي نعانيها فمثل هذه النتائج هي ما ترسخ بداخلي الاحساس بالتفاؤل عسي ان يلين الله سبحانه قلب الدكتور زويل ويسمح لنا بالاستمرار‏.‏
‏*‏ وماذا كان رده عليك؟
‏**‏ لم يرد لكن رجاله سبوني رغم اني لم اطلب سوي ال‏10‏ أفدنة التي عليها مبانينا ال‏117‏ فدان الباقون يمكنه ان يفعل بها ما يريد‏,‏ وسوف نستمر في عملنا حتي لو تسولنا وهناك بعض البنوك تساعدنا بالاضافة إلي تبرعات الدكتور علي جمعة‏.‏
‏*‏ وماذا تقول للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أستاذ الجامعة بشأن هذا المشروع؟
‏**‏ أقول له انظر لنا نظرة عادلة‏.‏
‏*‏ ختاما نريد معرفة ماذا تم بشأن المجمع العلمي الذي تترأسه بعد ما أصابه من حريق؟
‏**‏ المجمع العلمي أبكاني ما حدث له‏,‏ لكن القوات المسلحة أعادت بناءه وبالنسبة لمحتوياته فهناك‏25‏ ألف كتاب في المكتبة القومية بدار الكتب أحضرنا منها حتي الان‏5‏ آلاف كتاب وبالتدريج سنحضر الباقي كما سافرت فرنسا وزرت وزارة الثقافة بباريس والمكتبة القومية والمجمع العلمي هناك وحصلت علي القائمة الكاملة للكتب التي كانت موجودة وقت انشاء المجمع العلمي المصري وهناك عدد من الشخصيات التي تحب مصر عرضت المساعدة مثل حاكم الشارقة الذي وعد باحضار‏5‏ آلاف من أمهات الكتب في مكتبته ولعل ما حدث يمكن أن يكون انذارا للانتباه إلي هذه المراكز المهمة في تاريخنا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.