بدأت الكتابات الدرامية تنحو منحي جديدا في تناول العلاقة بين المسلم والمسيحي في محاولة من أصحاب هذه الكتابات أن تكون كتاباتهم هادفة تحاول معالجة العديد من الأمور التي يعتقدون أنها تحمل بعض الجمود والتخوف من بعض الافكار المتجمدة التي تدعو لتحويل الفكر والتعامل مع الآخر بحذر وحدة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبجرأة هل تحتاج العلاقة بين المسلم والمسيحي اعمالا بذاتها كما فعل صناع حسن ومرقص وأخت تريز وجار التحضير لفيلم إسلام حنا الذي يناقش العلاقة بينهم من خلال قس يدخل الإسلام ماذا يقول صناع الدراما في هذا الموضوع؟ في البداية يري السينارست محمد السيد عيد أن القضية مهمة وكبيرة بالفعل وتحتاج كاتبا من نوع خاص يمكنه تناول القضية بشكل جيد بعيدا عن التعصب ويدعو إلي التسامح ونبذ التطرف والعنف والتأكيد علي ذلك مؤكدا أن هذا كله يحتاج لكاتب موهوب لديه حس وطني قوي وقد تناول هذه القضية عدد من الكتاب في اعمالهم مثل اسامه أنور عكاشة في ليالي الحلمية من خلال كمال كشخصية من النسيج الاجتماعي المصري كما تناولتها أنا في مسلسل الإمام الغزالي ومما لاشك فيه ان العمل يحمل جانبا تجاريا ولاننكر احقية صناع العمل في ذلك ولكن المهم أن هذا الجانب لايأتي علي الرسالة التي يجب أن يحملها العمل. ويؤكد السينارست فيصل ندا أن الاعمال الدرامية تناقش العلاقة بين المسلم والمسيحي منذ زمن بعيد وماجد هو انه أصبح الآن يكتب أعمالا بكاملها تناقش العلاقة بشكل مباشر مثلما حدث مع حسن ومرقص وأخت تريز وقال لامانع من ذلك بل وله أهمية في هذا الوقت تحديدا لأن الرقابة كانت تقف حائلا أمام العديد من الأفكار الجريئة التي تناقش قضايا مهمة واعتقد أن الأمر اصبح أيسر الآن في تناول مثل هذه الموضوعات الجريئة. بل ونحتاج إليها. ورفض تيسير عبود مناقشة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بأعمال قائمة بذاتها كما حدث مع مسلسل أخت تريز وقال العلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة طيبة وقد تؤثر عليها الدراما بشكل سلبي, ويكفي أن يناقش كجزء من اعمال درامية لأنه لايحتاج لكل هذا خاصة وأن هناك متخصصين في استثمار بعض القضايا لصالحهم اخشي أن يستغلها البعض لتحقيق مكاسب مادية دون مراعاة للوحدة الوطنية التي ننشدها جميعا. كما أن هذا التناول وبهذا الشكل قد يعطي انطباعا للعالم أننا بحق نعاني من فتنة طائفية وتفرقة وهذا غير صحيح. مؤكدا أن هناك طرقا أخري أفيد من المسلسلات لتصحيح العلاقة إن كان هناك مايلزم ذلك. ويري المخرج عمر عبدالعزيز أنه لامانع من هذه الاعمال التي تناقش القضية ولكن المهم هو عدم ركوب الموجة كما يحدث بشكل سئ في معظم القضايا التي تتم مناقشتها من خلال الدراما وأن يحمل العمل بالفعل قيمة حقيقية ومضمونا مهما رغم انني أحبذ هذا إذا كان هناك مايلزم ذلك ولكني أؤكد أن العلاقة في مصر بين المسلم والمسيحي علاقة أخوة وجيدة للغاية.